النهضة في مفترق طرق وصراع أجنحة يهدد بزوالها

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تعيش حركة النهضة على واقع انقسامات باتت تتسع شيئا فشيئا منذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد عن إجراءاته الاستثنائية يوم 25 من الشهر الماضي.

ورغم أن الخلافات داخل الحركة ليست بالجديدة حيث شهدت خلافات داخلية لكنها بقيت بعيدا عن الإعلام وصلب الهياكل الداخلية.

لكن مع التحديات الأخيرة المتمثلة في إجراءات الرئيس خاصة حل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وعدم قدرة رئيس الحركة راشد الغنوشي على مسايرة التغييرات السياسية الحاصلة والتشبث بنفس المواقف خرجت بعض الأصوات المطالبة بالتغيير وحتى باقالة الغنوشي من رئاسة النهضة.

هل يلعب سمير ديلو والمكي دورا لتحييد الغنوشي داخل النهضة

ويدور الحديث داخل أروقة النهضة عن اسمين يعتبران من الحمائم داخل الحركة الإسلامية وهما النائب ووزير حقوق الإنسان الأسبق سمير ديلو ووزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي.

وأكد سمير ديلو أن الشق الرافض لمواقف راشد الغنوشي وتصريحاته بشان إجراءات الرئيس واعتبار التغيير مجرد انقلاب على الدستور بدا يجد آذانا صاغية ويؤثر في الحركة.

وقال سمير ديلو إن رئيس الحركة مغيب عن الواقع رافضا دعوة سابقة له إلى الاحتكام للشارع لمواجهة قرارات قيس سعيد أو اتهام دول شقيقة لتونس بدفع الرئيس إلى اتخاذ إجراءاته الاستثنائية.

وقال ديلو إن إجراءات قيس سعيد أصبحت واقعا ويجب التعامل معها بما يحفظ بقاء حركة النهضة المهددة أصلا بالبقاء في المنظومة السياسية المقبلة.

ومواقف عبد اللطيف المكي غير بعيدة عن مواقف ديلو حيث دعا إلى إعادة النظر في السياسات المتبعة للنهضة مشيرا بأن الشعب التونسي عبر عن رفضه للمنهج الذي اتبعته الحركة طيلة عقد من الحكم.

وتتخوف حركة النهضة والإسلام السياسي عموما من خسارة ما تبقى من رصيد شعبي لذلك تطالب بعض الأجنحة بضرورة تعديل السياسات والجنوح إلى المعارضة للتفرغ للإصلاح الداخلي بدل التشبث بالسلطة.

وكشفت استطلاعات الرأي المختلفة أن الإسلاميين فقدوا الكثير من الأنصار والمتعاطفين بسبب فشل السياسات الاقتصادية.

استقالات مؤثرة

ويبدو رغم التطورات السياسية أن مواقف جناح راشد الغنوشي وصهره رفيق عبد السلام ومن معهما من قيادات خاصة رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني والقيادي نور الدين الدين البحيري وصهر لا تزال في مكانها ومنفصلة على الواقع.

وقد دفع هذا التصلب قيادات ونواب في الحركة مثل خليل البرعومي ومحمد النوري إلى الاستقالة من منصبيهما في المكتب التنفيذي للحركة.

وقال خليل البرعومي إنه كان على قيادات مثل الهاروني أن تعتذر للشعب التونسي خاصة فيما يتعلق بملف التعويضات وتهم الفساد.

وقال البرعومي “نحتاج فعلا إلى القطع مع الماضي مع المشهد الأول للطبقة السياسية بما فيها راشد الغنوشي”.

وشهدت حركة النهضة استقالات هامة في السابق على غرار لطفي زيتون الذي عين مستشارا للغنوشي في السنوات الماضية وكان رفيقا له في منفاه في لندن وكذلك زبير الشهودي مدير مكتب الغنوشي سابقا وعبد الفتاح مورو نائب الرئيس ومرشح النهضة في الانتخابات الرئاسية الماضية.

وينتظر المتابعون للمشهد السياسي في تونس تداعيات الصراع الداخلي في حركة النهضة وتأثيره على الحياة السياسية.

ربما يعجبك أيضا