مهندسة سياسات الرئيس التونسي وأمينة سره.. ما لا تعرفه عن «نادية عكاشة»

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

تونس – تصاعد في الآونة الأخيرة الحديث عن مديرة ديوان الرئيس التونسي نادية عكاشة خاصة مع الإجراءات الاستثنائية التي اعلن عنها في 25 يوليو الماضي والمتمثلة في حل الحكومة وإعفاء رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة نوابه.

ويصف كثيرون نادية عكاشة والتي شغلت منصب مستشارة أولى مكلفة بالشؤون القانونية لدى رئيس الجمهورية في 2019 ثم عينت في منصبها كمديرة للديوان في الرئاسة منذ 28 يناير 2020 بانها مهندسة سياسات الرئيس.

وتعتبر عكاشة وهي دكتورة في القانون العام وأستاذة بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة المنار من أكثر الاصوات التي طالبت الرئيس إلى تفعيل الفصل 80 من الدستور واتخاذه للإجراءات الاستثنائية معتمدة على خبراتها القانونية وفي مجال القانون الدستوري.

كما لعبت عكاشة دورا هاما في مواجهة تفشي فيروس كورونا حيث قادت المجهودات الدبلوماسية لجلب التلاقيح وتزيد المستشفيات التونسية بالأوكسجين.

امرأة حديدية تصدت للإسلام السياسي

مثل المرأة التونسية الحداثية عقدة لدى أحزاب وتيارات الإسلام السياسي حيث لعبت المرأة السياسية في تونس دورا في مواجهة الإسلاميين ومشاريعهم التي توصف بالظلامية.

فشخصيات مثل رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي والنائبة عن التيار الديمقراطي سامية عبو عملت على كشف تجاوزات حركة النهضة ومحاولات التغلغل في الحكم والتماهي مع الفساد لكن ما فعلته نادية عكاشة اكبر وأعمق وأكثر تأثيرا في المشهد السياسي.

ولعل الانتقادات والتهجم الذي تعرضت له عكاشة من قبل قيادات في التيار الإسلامي على غرار رئيس ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف او عدد من نواب النهضة يشير إلى تأثيرها الكبير في سياسات وقرارات رئيس الجمهورية.

ووصل الأمر بالنائب السابق في الائتلاف راشد الخياري إلى نشر تسريبات زعم فيها أنها نادية عكاشة تعمل مع أطراف داخلية وخارجية للإجهاز على التجربة الديمقراطية وذلك في محاولة لتحميلها مسؤولية الأزمة السياسية التي تسبب فيها تيار الإسلام السياسي.

ووصل الأمر بعدد من الأحزاب على غرار حزب “الشعب يريد” لمطالبة الرئيس بضرورة إقالة عكاشة ومحاكمتها في إطار ما عرف بقضية الظرف المسموم.

وكانت عكاشة أكدت قبل أشهر بأن ظرفا مسموما وصل إلى الرئاسة وأنها قامت بفتحه لتفقد حواسها وتغيب عن الوعي.

واتهمت حينها بعض الأطراف لم تسمها بمحاولة اغتيال الرئيس عبر الظرف المسموم ثم ليتم رفع قضية في الغرض لكشف ملابسات الحادثة قبل أن تحفظ.

العمل بصمت

ويعرف عن نادية عكاشة عدم خروجها في الإعلام والعمل بصمت لكن بفاعلية واقتدار.

وترفض مديرة ديوان الرئيس الدخول في مناكفات مع قيادات التيار الإسلامي لكنها في المقابل تقوم بخطوات قوية وفعالة لقصقصة اجنح الإسلام السياسي تدريجيا.

ويرى مراقبون أن عكاشة وقفت وراء لقاء سابق جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقيس سعيد لتناول عدد من الملفات وتم خلاله التأكيد على ضرورة حماية البلدان العربية من محاولات التفتيت والتصدي للإسلام السياسي.

وقد تعرض قيس سعيد إثر اللقاء لانتقادات كبيرة من قبل تيار وأحزاب الإسلام السياسي وخاصة أنصار حركة النهضة.

وتشير العديد من المصادر أن عكاشة هي التي تضع الخطوط العريضة لخطب وتصريحات الرئيس وأهم الملفات التي يجب تناولها.

ربما يعجبك أيضا