اختطاف سفن واتهام لطهران.. من يعكّر خليج عُمان؟

محمود طلعت

محمود طلعت

عادت التوترات مجددا في خليج عمان، عقب قيام 4 سفن على الأقل ببث تحذيرات، مساء اليوم الثلاثاء، بأن طواقمها فقدوا السيطرة بسبب «ظروف غامضة»، فيما أفادت هيئة العمليات البحرية البريطانية في إشعار تحذيري، أن هناك حادث خطف محتملاً في هذه الواقعة.

وتأتي هذه التوترات بعد أيام من هجوم استهدف ناقلة نفط في بحر عُمان أسفر عن قتيلين ونسبته قوى غربية عدة بينها الولايات المتحدة إلى إيران. كما تأتي في أعقاب مصادقة المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي رسميا على تولي المتشدد إبراهيم رئيسي منصب رئيس إيران.

سفينة «أسفلت برينسيس»

وتفصيلا وحول ما جرى اليوم الثلاثاء في خليج عمان، ذكرت مصادر بريطانية بأن مجموعة من المسحلين صعدت على متن سفينة في الخليج، في إشارة إلى عملية اختطاف محتملة، وذلك بعد ورود إنذارات من سفن عدة بفقدان سيطرتها على القيادة بالمنطقة.

وأعربت مصادر بريطانية عن اعتقدها بأن السفينة «أسفلت برينسيس» تعرضت للخطف في منطقة خليج عمان، وأعلنت الخارجية البريطانية أنها فتحت تحقيقا عاجلا بشأن الحادث وفقا لصحيفة «ذا تايمز».

وأوصت هيئة العمليات البحرية البريطانية، في إشعار تحذيري، السفن بتوخي الحذر الشديد في منطقة خليج عمان.

وأفاد مصدر أمني بأن هناك احتمال أن يكون فريق من 8 أو 9 مسلحين قد اختطفوا السفينة «أسفلت برينسيس».

وأفادت بيانات ملاحية، بأن 6 سفن في خليج عمان مصيرها غير معروف بعد اختطاف سفينة «أسفلت برينسس».

وأفادت ناقلة النفط «غولدن بريليانت» والناقلة «كامدهينو» عبر أجهزة تتبع نظام التعرف التلقائي الخاصة بها أنهما «ليستا تحت القيادة»، وفقا لموقع مارين ترافيك دوت كوم، وهذا يعني عادة أن السفينة فقدت الطاقة ولم يعد بالإمكان قيادتها.

وقامت طائرة تابعة لسلاح الجو السلطاني العماني من طراز «إيرباص سي- 295 إم بي إيه»، وهي طائرة دورية بحرية، بالتحليق فوق المنطقة التي تتواجد فيها السفن، وفقا لبيانات موقع «فلايت رادار 24».

تورط الحرس الثوري

من جهته قال محرر الشؤون الدفاعية بصحيفة ذا تايمز: «مصادر بريطانية تعتقد بأن أسفلت برينسيس خُطفت.. يعملون على افتراض أن الجيش الإيراني أو وكلاء له اعتلوا السفينة».

من جهتها قالت «التايمز» البريطانية: إن الحرس الثوري الإيراني وراء اختطاف سفن في خليج عمان على الأرجح.

وذكرت التايمز -نقلا عن مصادر بريطانية لم تكشفها- أن العمل جار على افتراض يكون الجيش الإيراني أو وكلاء له على متن السفينة «أسفلت برينسس».

كما أفادت مصادر أمنية بحرية، أن هناك اعتقادا بأن قوات مدعومة من إيران استولت على ناقلة نفط في الخليج.

والجمعة الماضي، اعترفت إيران باستهدافها ناقلة نفط في بحر العرب، تديرها شركة إسرائيلية، فيما دعا وزير خارجية إسرائيل إلى ضرورة الرد بشكل صارم.

وتصاعدت وتيرة ردود الأفعال الدولية ضد إيران، بعد تأكيدات متعددة الأطراف باستهدافها ناقلة نفط في بحر العرب، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها أحدهما روماني والثاني بريطاني.

فيما أفادت وسائل إعلام بأن الناقلة المرتبطة بالحادث الذي تم الإبلاغ عنه في خليج عمان هي سفينة «جولدن بريليانت»، وهي ناقلة ترفع علم سنغافورة.

وأعلن موقع مارين ترافيك أن السفينة لم تكن قادرة على المناورة لسبب استثنائي.

من جهتها قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن التقارير التي تفيد بوقوع حوادث تشمل عدة سفن قرب الخليج اليوم «مثيرة للريبة»، وحذرت من أي جهود لإيجاد «أجواء زائفة» مناهضة لإيران.

واشنطن قلقة وتنسق مع الحلفاء

من جهتها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء اليوم الثلاثاء، متابعة حادث السفينة «أسفلت برينسيس» بخليج عمان. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إن واشنطن تتابع الحادث عن قرب وتعمل على التنسيق مع الحلفاء بالمنطقة.

وأضافت «قلقون من تقارير حول اختطاف سفينة في خليج عمان ونشارك المعلومات مع حلفائنا.. ومن المبكر إصدار حكم بشأن ما يجرى في خليج عمان».

بدورها قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» إن لديها قوات في المنطقة لمواجهة خطر إيران، مضيفة أن «ندرك حجم التهديد الإيراني في المنطقة.. والخطر الإيراني سبب في انتشارنا الكبير في المنطقة».

وحول الهجوم على السفن في بحر عمان أشار البنتاجون إلى أن «الهجوم على السفينة ميرسر ستريت تم بواسطة مسيرة».

ربما يعجبك أيضا