تحول خطير.. هل يؤدي التوتر بين إسرائيل وإيران لحرب شاملة؟

محمود رشدي

يبدو أن الحرب الخفية بين إيران وإسرائيل لم تعد كما كانت في الماضي بعدما شنت الأولى هجومًا على ناقلة إسرائيلية، وباتت الحرب بين البلدين أقرب الاحتمالات ولاسيما بعد فوز المتشدد الإيراني إبراهيم رئيسي بالانتخابات الإيرانية.

اتهمت إسرائيل إيران بتنفيذ هجوم سقط فيه قتيلان قبالة ساحل عُمان على ناقلة تديرها شركة إسرائيلية، مشيرة إلى أنه لا بد من رد قاس.

اتهام إيران

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، ووزير الخارجية يائير لابيد، إن قائد قيادة الطائرات بدون طيار في الحرس الثوري الإيراني، وقائد سلاحها الجوي هما من كان وراء الهجوم المميت على السفينة التي تشغلها شركة إسرائيلية قبالة سواحل عمان.

وقال غانتس ولابيد في إحاطة مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إن سعيد آرا جاني، قائد قيادة الطائرات بدون طيار، وأمير علي حاج زاده، قائد القوات الجوية، مسؤولان عن الهجوم على الناقلة ميرسر ستريت، الذي أسفر عن مقتل شخصين من أفراد طاقمها، أحدهما بريطاني والآخر روماني.

وقال غانتس إن “إيران مسؤولة عن عشرات الأعمال الإرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتعمل لصالحها مليشيات في اليمن والعراق ودول أخرى”.

وأضاف أن “إيران تجاوزت أيضا كل الخطوط التي حددها الاتفاق النووي السابق، وهي الآن على بعد حوالي 10 أسابيع فقط من الحصول على مادة قابلة للانشطار، تسمح لها بتطوير قنبلة نووية”.

وحث لابيد المجتمع الدولي على فرض عقوبات اقتصادية واتخاذ “إجراءات عملية في مواجهة الحرس الثوري”.

وكانت الولايات المتحدة، وبريطانيا، وإسرائيل قد اتهمت إيران بالوقوف وراء الهجوم على الناقلة، وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بحث اتخاذ “رد جماعي”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الثلاثاء إن إسرائيل “تعرف كيف تتصرف بمفردها” في مواجهة إيران.

ملابسات الحادث

وفقا لموقع لتتبع السفن، كانت الناقلة ميرسر ستريت المتوسطة الحجم متوجهة من دار السلام في تنزانيا، إلى الفجيرة في الإمارات، عندما وقع الهجوم.

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية تقريرا سابقا أصدرته مجموعة عمليات التجارة البحرية البريطانية، يفيد بأن حادثا وقع في ساعة متأخرة من ليل الخميس بالقرب من جزيرة مصيرة العمانية، لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل. حسبما اشارت بي بي البريطانية في تقرير لها.

ويعتبر الحادث تصعيدا خطيرا للتوتر في المنطقة. وأشارت تقارير إلى مشاركة طائرة مسيّرة في الهجوم.

وتنتمي الناقلة لشركة زودياك ماريتايم، وهي جزء من مجموعة زودياك، المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، وتشمل نشاطات شركاتها الشحن والعقارات والتكنولوجيا والمصارف والاستثمارات.

ليس الأول من نوعه

ويقع بحر عُمان بين إيران والسلطنة، عند مخرج مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعّد نقطة عبور عالمية لجزء كبير من النفط، وحيث ينشط تحالف تقوده الولايات المتحدة. وشكلت حركة النقل عبر المنطقة هدفاً لهجمات وعمليات قرصنة تكررت مراراً قبل عقد من الزمن، قبل أن تتراجع وتيرتها إلى حدّ كبير خلال السنوات الماضية جراء تكثيف الدوريات التي تقودها قوات بحرية من دول عدّة.

وربط محللون الهجوم بحوادث سابقة، إذ تعرّضت سفينتان تابعتان لشركة الشحن “راي شيبينغ”، ومقرها تل أبيب، لهجوم مماثل في وقت سابق هذا العام.

وقبحسب مطلعون فأنه من المرجح جدا أن تكون إيران خلف هذا الهجوم، كما أنّ الإيرانيين يشعرون بضعف عندما يتعلق الأمر بالردّ على هجمات وقعت في إيران ومرتبطة بإسرائيل، بما في ذلك انفجار 11 أبريل في موقع نطنز الذي اتّهمت الجمهورية الإسلامية إسرائيل بالوقوف وراءه.

وأعلن متحدث باسم الحكومة البريطانية عن العمل لكشف ما حدث، وقدّم التعازي إلى عائلة المواطن البريطاني الذي قتل في الحادث، وقال: يجب السماح للسفن بالإبحار بحرّية، وفقاً للقانون الدولي”. كما عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن “قلقها البالغ” من التقارير وأعلن أنها تراقب الوضع عن كثب.

ربما يعجبك أيضا