على خلفية «أسفلت برنسيس».. تلويح غربي بـ«ضربة عسكرية» لإيران

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تلاحقت الحوادث بشكل لافت في مياه الخليج وبحر عمان، وهو الأمر الذي أعاد ملف أمن الملاحة إلى واجهة الاهتمام الدولي. وما بين تهديد إيراني ووعيد غربي؛ تتحول المنطقة مجددا إلى مسرح لهواجس الصدام وامتداد لصراع يستكين تارة ويستفيق أخرى.

أحدث هذه الهجمات تعرض الناقلة «أسفلت برنسيس» لهجوم مسلح في بحر العرب في وقت كانت أصابع الاتهام وُجهت إلى قوات مدعومة من إيران بالاستيلاء على الناقلة، وسط توترات بحرية متتالية في بحر العرب.

تهديد إيراني ووعيد غربي

الحادث الذي تعرّضت له ناقلة النفط «أسفلت برنسيس» في بحر العرب، انتهي بمغادرة المقتحمين السفينة. هذا ما أعلنته البحرية البريطانية، بعد معلومات عن احتمال اختطاف الناقلة، ولكن من دون ذكر تفاصيل إضافية.

بحسب «التايمز» البريطانية تعرضت الناقلة لهجوم مسلح من فرقة إيرانية، إذ تروي الصحيفة على عهدة مصادر حكومية بريطانية تتهم فرقة مسلحة إيرانية بمحاولة اختطاف السفينة، لكن طاقم السفينة عطل المحركات وأفشل الهجوم.

كما أن وصول سفن حربية أمريكية وعمانية إلى نجدتها دفع بالمهاجمين الإيرانيين إلى الفرار بحسب الصحيفة. طهران التي تضعها الرواية الغربية في قفص الاتهام تتوعد برد عنيف على أي هجوم يستهدفها والدفاع عن مصالحها ولو كان ذلك خارج مياهها الإقليمية وفي المياه الدولية، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمواجهة الانتهاكات الإيرانية المتواصلة.

عملية اختطاف محتملة

بدورها، حذرت البحرية البريطانية، من عملية «اختطاف محتملة» لسفينة في خليج عمان، فيما ألمحت واشنطن إلى أنها تعتقد أن إيرانيين اعتلوا السفينة في محاولة لاختطافها. غير أن المتحدث باسم وازرة الخارجية الأمريكية، أوضح أن المعلومات غير مؤكدة بشكل نهائي. في المقابل، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، حوادث السفن الأخيرة في بحر عمان بـ”المشبوهة”.

تأتي التطورات الأخيرة بعد أيام من إعلان شركة “زودياك ماريتايم” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفير، مقتل اثنين من طاقم سفينة ميركير ستريت، جراء تعرضها لهجوم، الخميس، في المحيط الهندي.

اعتداءات الحرس الثوري الإيراني الأخيرة والمتكررة تحمل رسالة واضحة بأن طهران تسعى للمواجهة مع تل أبيب وواشنطن والتخلي عن فرص التقارب الدبلوماسي، وبحسب مراقبون فإن تل أبيب ليست بحاجة لأخذ الإذن من واشنطن لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، بل ستقوم بالرد وواشنطن لن تعارضه.

ضربة عسكرية محتملة

عن خيارات الرد لا تستبعد الحكومة الأمريكية دعم توجيه رسالة عسكرية إلى طهران تذكرها بوجود استراتيجية ردع أمريكية لحماية الملاحة الدولية في المنطقة والدفاع عن الحلفاء. إذ لم تعد لهجة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه إيران هي نفسها، وفقا لما يراه خبراء سياسيون في واشنطن.

فالتوتر في الخطاب الموجه إلى طهران يحمل مؤشرات كثيرة على تراجع المقاربة الدبلوماسية، والتلويح بدلا من ذلك بالقوة العسكرية والعقوبات. فثمة إجماع في واشنطن على أن ما تقوم به طهران هو أعمال إرهابية بامتياز، إجماع يأتي وسط دعوات من داخل الكونجرس للإدارة الأمريكية باستخدام القوة العسكرية لوضع حد لممارسات إيران في المنطقة. فرواية إيران الرسمية التي تصر على نفي ما نسب إليها من تهم يبدو أنها لم تقنع واشنطن وحلفائها، فالموقف الأمريكي يتعدى ما تسميه «يقينا» من أن إيران هي المهاجم إلى التلويح برد قريب ومنسق مع شركاء واشنطن.

بحسب خبراء، فإن ما نراه أن الغرب «غير جاد» لوقف المشروع النووي الإيراني الذي يهدد المنطقة وغير جاد بوقف تدخلات إيران في المنطقة من خلال أذرعها الإرهابية، حتى أن البعض ذهب إلى المطالبة برفع العقوبات وذلك لمصالحهم الإقتصادية، هذه السياسة الإنتقائية هي سبب تمرد إيران على القرارات الدولية وعدم احترامها لها.

ربما يعجبك أيضا