العلاقات الصينية الأفريقية .. إلى أي مدى؟!

authoraccount201

كتبت: أسماء فهمي

تعد الارتباطات بين الصين وأفريقيا ليست شيئًا جديدًا ، وتعود العلاقات بينهما لعقود على الرغم من أنها أصبحت أكثر بروزًا منذ منتصف التسعينات، ومنذ ذلك الحين ، صعدت الصين لتصبح لاعباً بارزاً فيما يتعلق بالاستثمارات في أفريقيا. كما أنشأت معاهد مختلفة مثل منتدى التعاون الصيني الأفريقي (FOCAC) لوضع سياسات واضحة لمشاركة الدول الأفريقية مع الصين وحماية اقتصاداتهم الصغيرة والهشة من الواردات الصينية الرخيصة.

وفي السنوات الأخيرة ، تفوقت الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر مستثمر أجنبي مباشر في أفريقيا، وعلى وجه الخصوص بعد عام 2017، حيث واصلت الصين تجديد القدرة الاستثمارية في القارة التي انسحبت منها الولايات المتحدة،  وكان هناك العديد من المناقشات حول دورها في أفريقيا في حين أن البعض ينظر إلى وجودها في أفريقيا على أنه وجود مانح بسبب استثماراتها المتزايدة، فإن البعض الآخر ليس مقتنعًا تمامًا ويرى بصمات الصين المتصاعدة في أفريقيا كدولة استعمارية أخرى في حاجة إلى نهب مواردها لأفريقيا..

حجم الاستثمارات الصينية في القارة الأفريقية

عقدت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية مقارنة أظهرت تطور حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بالقارة الأفريقية عام 2015 وعام 2019، سجلت الصين فيه في المرتبة الرابعة من بين أعلى 10 دول مستثمرة في أفريقيا، وجائت بعد نيوزيلاند وبريطانيا وفرنسا، إذ بلغت قيمة الاستثمارات الصينية 35 مليار دولار عام 2015 وارتفعت لتصبح 44 مليار دولار عام 2019، ويبين الشكل التالي ترتيب الدول المستثمرة بالقارة الأفريقية:

شكل رقم (1): قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر بالقارة الأفريقية لأعلى 10 دول عام 2019

القيمة: بالمليار دولار

ثثثثثثث

يبين الشكل السابق حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بالقارة الأفريقية لأهم 10 دول مستثمرة، حيث جاءت استثمارات نيوزيلاندا في المركز الأول وبقيمة 67 مليار دولار، تليها المملكة المتحدة بحجم استثمارات بلغ 66 مليار دولار، ومن ثم فرنسا بقيمة 65 مليار دولار، ثم الصين بحجم استثمارات بلغ 44 مليار دولار.

وتجدر الإشارة إلى أنه تعد كل من زامبيا ونيجيريا وأنغولا وأوغندا من الوجهات الرئيسية للاستثمارات الصينية.

إحصاءات التجارة الصينية الأفريقية خلال الفترة يناير – يونيو 2019

وفقًا لإحصاءات الإدارة العامة للجمارك الصينية، خلال الفترة من يناير إلى يونيو ، بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري الصينية الأفريقية 101.86 مليار دولار أمريكي، بزيادة 2.9٪ على أساس سنوي، متجاوزًا معدل النمو الإجمالي للتجارة الخارجية في نفس الفترة بمقدار 4.9 نقطة مئوية.

حيث بلغت صادرات الصين إلى أفريقيا 52.86 مليار دولار أمريكي، بزيادة 5.2٪ على أساس سنوي، وبلغت واردات الصين من أفريقيا 49.00 مليار دولار أمريكي، بزيادة 0.5٪ على أساس سنوي، أما الفائض التجاري فقد بلغ 3.86 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 159.0٪ على أساس سنوي.

في يونيو عام 2019، بلغ إجمالي حجم الواردات والصادرات الصينية مع أفريقيا 17.09 مليار دولار أمريكي، بزيادة 2.3٪ على أساس سنوي، حيث سجلت صادرات الصين إلى أفريقيا 9.29 مليار دولار أمريكي، بزيادة 0.3٪ على أساس سنوي، وبلغت واردات الصين من أفريقيا 7.79 مليار دولار أمريكي، بزيادة 4.7٪ على أساس سنوي، وبالنسبة للفائض التجاري فقد بلغ 1.50 مليار دولار أمريكي ، بانخفاض 17.6٪ على أساس سنوي.

وفي الفترة من يناير إلى يونيو، كان معدل نمو تجارة الصين مع أفريقيا أقل من مثيله مع أوقيانوسيا (6.2٪) وأوروبا (3.9٪).

هذا وتعد كل من جنوب أفريقيا وأنغولا ونيجيريا ومصر وغانا أكبر خمسة شركاء تجاريين من دول القارة الأفريقية مع الصين.

ومما لا شك فيه أن الصين قد أفادت أفريقيا بطريقة ما من خلال استثماراتها الضخمة وحجم التبادل التجاري فيما بينهما على مدى العقود القليلة الماضية كما حققت الصين منافع كبيرة جراء علاقتها الاقتصادية بدول القارة، وتشير الإحصائيات إلى تنامي تلك العلاقة بين الصين وأفريقيا، فمع أزمة كورونا أعلنت الصين عن دعمها للقارة الأفريقية وقدمت المساعدات لها بقيمة 280 مليون دولار، إلا أنه يجب تسليط الضوء على ضرورة تحقيق التوازن في العلاقة الاقتصادية بين الصين ودول القارة السمراء وبما يحقق المنفعة لكليهما.

ربما يعجبك أيضا