حرب الظل الملتهبة بين إيران وإسرائيل.. تصعيد لجبهة حرب إقليمية

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

في سياق الحرب الكلامية بين إسرائيل وإيران، حول تبادل الهجمات وإطلاق الصواريخ الأخيرة، تظل حرب الظل مفتوحة على خلفية “إيران عازمة على إنهاء برنامجها النووي وإسرائيل مصرة على إيقافه”، وبين هذا وذاك يخشى الكثيرون أن تتحول تلك النبرة المفتوحة إلى حرب مباشرة بين إسرائيل ومليشيا حزب الله المدعومة من إيران ليجر البلد الغارق في أزماته (لبنان) إلى حرب شاملة.

هجمات متصاعدة

بدأت الهجمات غير المباشرة بين إيران وإسرائيل عبر هجمات متعاقبة منذ 2019 على الناقلات البحرية دون أن تعلن أي جهة عن مسؤوليتها في إطار حرب الظل الملتهبة بين كلا الجانبين، توالت بعدها الاتهامات بإلقاء كل طرف اللوم على الأخر لتتفاقم الأزمة مؤخرًا بإطلاق صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، وسط تصعيد كلامي بالرد قد يجر لبنان إلى حرب مفتوحة.

ففي الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بشن حرب غير مباشرة ضد إيران من خلال استهداف مواقعها في سوريا وسط اتهامات إيرانية لإسرائيل بالوقوف وراء الأعمال التخريبية التي طالت موقع نطنز النووي، تقوم إيران هي الأخرى باستخدام حلفائها في المنطقة وعلى رأسهم حزب الله لتوجيه ضربات رادعة لإسرائيل، فضلًا عن استهداف الناقلات البحرية مؤخرًا.

نفي متكرر وتهديد صريح

ورغم الاتهامات المتبادلة بين الجانبين ونفي المسؤولين عن مسؤولية الهجمات، كان هناك تصريحات واضحة ومباشرة من الجانبين للتصدي لأي هجوم، فإيران أكدت استعدادها لمواجهة أي هجوم إسرائيل محتمل، وهو ما عززه تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بقدرته على ردع إسرائيل من خلال صواريخه التي أربكت الجانب الإسرائيلي.

ومن جهة أخرى، هناك تلويح إسرائيلي بالرد وتجييش قواتها لمواجهة إيران وحلفائها في المنطقة، مستعينة بذلك بحلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا للوقوف بوجه إيران، وتحديدًا في مواجهة مساعيها للعودة للاتفاق النووي الإيراني، وهو ما حذر منه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، تزامنًا مع مباحثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.

واشنطن وقواعد المواجهة

وفي خضم حالة التوتر المتصاعدة بين إسرائيل وحزب الله، دعت الولايات المتحدة إسرائيل لعدم تغيير قواعد المواجهة قبل استئناف المحادثات النووية في فيينا سبتمبر المقبل، الأمر الذي قد يعطي إيران ذريعة للانسحاب من المفاوضات.

يأتي ذلك في وقت يتوقع فيه جنرالات في الجيش الإسرائيلي بقرب حدوث مواجهة عسكرية مع لبنان، معلنين استعدادهم للذهاب إلى حرب إقليمية ضد إيران، وهو ما تحاول الولايات المتحدة وفرنسا منعه.

وفي ظل القيادة المتشددة لإيران في عهد إبراهيم رئيسي، تخشى إسرائيل أن توجه إيران لإنتاج القنبلة النووية في حال تم العودة للاتفاق النووي الإيراني، وهو ما يصعد من احتمالات المواجهة بين إسرائيل وحلفاء إيران في المنطقة.

إيران وحلفاء الظل

في المقابل، تسعى إيران جاهدة عبر مليشياتها المسلحة في المنطقة في سوريا والعراق واليمن وغيرها إلى توتير المنطقة، ومن ثم توسيع نفوذها لفرض شروطها على طاولة المفاوضات النووية من أجل الحصول على مكاسب تمكنها من استئناف أنشطتها النووية، لذلك توجه بيادق مليشياتها لإرسال رسالة مفادها أن لديها القدرة على أي مواجهة مسلحة.

وبين التصعيد الإيراني، والتأهب الإسرائيلي لاحتمالات الحرب المفتوحة، تبقى المخاطر كبيرة للجانبين فوفقًا للجيش الإسرائيلي، يمتلك حزب الله ترسانة من نحو 130 ألف صاروخ، ما قد يتسبب في أضرار كبيرة إذا تم إطلاقها على إسرائيل، وفي الوقت ذاته فإن تصعيد الصراع قد يزيد من إضعاف الاقتصاد الإيراني، المحاصر بالفعل بسنوات من العقوبات وتفشي كورونا المدمر.

ربما يعجبك أيضا