لبنان وتشكيل الحكومة.. تطلعات نحو الإصلاح والقضاء على الفساد

محمود طلعت

محمود طلعت

تبقى الأنظار متجهة إلى لبنان وإلى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، والذي يعوّل اللبنانيون عليه في تشكيل حكومة كفاءات تكون قادرة على انتشال لبنان من أزماتها المتلاحقة وأوضاعها الاقتصادية «الكارثية».

وجاء تكليف ميقاتي في وقت يتجه فيه لبنان للمجهول مع تزايد الأزمات الخانقة سياسيا واقتصاديا، وتصاعد الضغوط الغربية على الساسة لتشكيل حكومة يمكنها بدء إصلاح مؤسسات الدولة التي تعاني من الفساد.

وحصل ميقاتي، على أغلبية أصوات النواب اللازمة لتشكيل حكومة جديدة، بعد اعتذار سعد الحريري، حيث حصل على 73 صوتا من أصل 118 نائبًا في البرلمان.

أجواء إيجابية

واليوم الثلاثاء أكد ميقاتي أن مشاورات تشكيل الحكومة مستمرة وسط أجواء إيجابية، قائلا: «أمامنا أمتار قليلة نعمل عليها للوصول إلى الحكومة»، داعيا في الوقت ذاته إلى ضرورة إزالة أي عقبة أمام تشكيل الحكومة.

تصريحات مقتضبة جاءت بعد عاشر لقاء يجمع ميقاتي بالرئيس اللبناني ميشال عون للتوصل إلى حكومة تقود البلاد التي تواجه أزمة اقتصادية حادة وتوشك على الانهيار بحسب مراقبين.

mikati aoun3 1

والشهر الماضي تم تكليف ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية بعد فشل محاولتين لتأليفها، منذ استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت في أغسطس من العام الماضي.

ومنذ ذلك الوقت لم تنجح الضغوط الدولية في تسريع ولادة الحكومة اللبنانية التي يشترط المجتمع الدولي أن تكون من اختصاصيين وتجري إصلاحات جذرية مقابل الحصول على الدعم المالي.

مشاورات مكثفة

وأمس الإثنين بحث الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال لقائه في قصر بعبدا، ‏رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ‏آخر المستجدات على الساحة اللبنانية ومن ضمنها تشكيل الحكومة.

 وقال ميقاتي عقب اللقاء: «نحاول أن نحل موضوع تشكيل الحكومة بطريقة ملائمة للجميع لمواجهة الواقع في لبنان لنكون يدا واحدة، فالحديث كان بالعمق وستكون لنا لقاءات أخرى هذا الأسبوع ونحكم على الأعمال بخواتيمها».

وأضاف «لقد دخلنا بالأسماء والعبرة في النهاية ولن أشرح من هذا المنبر المشاكل الموجودة»، مؤكدا أن المطلوب تشكيل الحكومة في أسرع وقت لمواجهة التحديات القائمة.

وأتم لبنان عاما كاملا دون حكومة بعد أن فشل سعد الحريري في تشكيل حكومته محملا فريق حزب الله والرئيس عون المسؤولية، قبل أن يعتذر عن المهمة ويتولى ميقاتي الملف.

رسالة للإعلام

في سياق متصل نفى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف في بيان رسمي ما نشرته بعض وسائل الإعلام حول تعثر تشكيل الحكومة، معتبرا أن ذلك يندرج في إطار التحليلات التي تفتقد إلى الدقة أو «التسريبات المعروفة الأهداف».

وقال ميقاتي إنه يقدر للإعلام دوره البناء في مواكبة القضايا الوطنية ومنها موضوع تشكيل الحكومة، داعيا وسائل الإعلام التركيز على الإيجابيات المطلوبة لإنجاح تشكيل الحكومة والانطلاق إلى المعالجات المطلوبة.

وأشاد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف بمتانة العلاقة التي تربطه برؤساء الحكومات اللبنانية السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام، مشيرا إلى دعمهم له إلى أقصى الحدود ومواكبة جهوده لتشكيل الحكومة، وفق الأسس الدستورية المعروفة.

ميقاتي

مرحلة الإعمار

الرئيس اللبناني ميشال عون استبعد الاستقالة من منصبه قائلا في تصريحات عقب لقاء بوفد المجلس الوطني للتجمع من أجل لبنان في فرنسا: «آمل أن تبدأ معي مرحلة إعادة إعمار لبنان نفسيا وماديا على أن يستكملها الرئيس التالي في وقت لاحق».

وكانت دعوات قد صدرت في لبنان في أعقاب مقتل ما لا يقل عن 28 شخصًا خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما انفجر خزان وقود بينما كان الناس البائسون يسارعون للحصول على البنزين.

ولامس لبنان نقطة حرجة مع نقص الوقود المستورد مما أجبر المستشفيات والمخابز والخدمات الأساسية الأخرى على تقليص أو إغلاق أبوابها.

ربما يعجبك أيضا