أكبر طالبة تجتاز الثانوية العامة بمصر.. «هناء» عمرها 40 وأم لـ5 أبناء

كتبت – سهام عيد

لم تتخل عن حلمها الذي بات يراودها حتى بعد أن تخطت الأربعين من عمرها، وأثبتت أن العمر مجرد رقم، إذ نجحت هناء موسى في اجتياز شهادة الثانوية العامة بنسبة 60.1% وسط الكثير من التحديات فهي ربة منزل وأم لـ5 أبناء في مراحل دراسية مختلفة.

وبكلمات من الحب والدعم، احتفى محمد سليمان بزوجته هناء على موقع التواصل الاجتماعي فور إعلان نتيجة الثانوية العامة، معلنًا أن زوجته أكبر طالبة على مستوى الجمهورية سنًا، ونجحت في اجتياز الثانوية العامة، قائلًا: “زوجتي الحبيبه وأم عيالي ألف مليار مبروك نجاحك في الثانويه العامه القسم الأدبي بنسبة 60.1٪ اقولها لكي ألف مبروك لأنكي أكبر طالبه على مستوى الجمهوريه سنا، مبروك رغم إن عندك ملحق في الفرنساوي واللي كنا متأكدين منه وإن شاء الله نسبة النجاح تزيد بعد إضافة درجات النجاح في الفرنساوي”.

وتابع: “ألف مبروك لأنك كسبتي التحدي رغم معوقات كثيره في ظل تطبيق نظام تعليمي جديد لم تتدربي عليه لم تستلمي تابلت كبقية زميلاتك ولاكتاب مدرسي ولا اخدتي درس خصوصي في أي ماده مبروك لأنكي ورغم إنك مسئوله عن ابنائك الخمسه وكلهم في مراحل دراسيه مختلفه قدرتي توفقي بين انك تذاكري لهم وقمتي بواجبك تجاههم وتجاهي وبيتك على أكمل مايكون، والأهم مبروك لأنكي اثبتي إنه لايأس مع الحياه ومفيش حاجه اسمها مستحيل ومينفعشي وخلاص كبرنا، وإن شاء الله ربنا يحقق لك حلمك وحلمي لكي”.

عن دعم زوجها، تروي هناء تفاصيل الإنجاز الذي حققته بعد عمر الأربعين، عقب تفكير طويل ومشاروات مع الأسرة والزوج –حسب صحيفة الوطن المصرية- «الكل قال لي بلاش عيالك بقوا في ثانوية، وهتعملي إيه بالتعليم، إلا جوزي بصراحة هو اللي ساعدني ووقف جنبي وشجعني إني أنجح، وأنا مشيت ورا طموحي وحلمي إني أكون طالبة ثانوية، وماتسكشفتش من العلم بعد العمر ده».

وأوضحت هناء ابنة محافظة الشرقية إنها اكتفت منذ سنوات بحصولها على دبلوم الصنائع، وذلك بسبب العادات التي يعيش بها أهل منطقتها بأن الهدف الأسمى للفتيات هو الزواج وليس التعليم، لذا قررت أن تغير الواقع ولاقت متاعب كثيرة خلال سنوات الدراسة ولكنها تخطتها بالإرادة والتصميم.

الابن الأكبر لهناء موسى «عمر» لديه 19 عاما، ومر بمرحلة الثانوية العامة، اعترض في البداية على فكرة دراسة والدته، ولكنه يعد ذلك أضحى مساندا لها ومساعد لتسخير الصعاب، وعلى الرغم أنها لم تحصل على تابلت كسائر طلاب الثانوية إلا أنها حصلت على الكتب وذاكرت منها، مضيفة: «مبسوطة بمجموعي، عارفة أنه بسيط ولكن أنا تعبت عشان أحققه، برغم كدة سقطت في الفرنساوي، عشان الوقت سرقني ومالحقتش أحل كل الأسئلة، لكن هعوض وامتحنه تاني ودرجاتي هتترفع لـ61% بعد ما أنجح فيه».

فيما أكد  محمد سليمان، أنه وقف بجوار زوجته، من أجل استكمال دراستها في الثانوية العامة، خاصة وأن لديها طموح منذ زمن طويل، مضيفا أنه حاول مساعدتها خلال فترة الدراسة حتى تحقق حلمها.

 وأضاف: أنه خلال أيام الامتحانات كان ينتظر زوجته أمام اللجنة عقب الامتحان حتى يطمئن عليها مثل يفعل الآباء مع أودلاهم، مضيفا أنه ليلة النتيجة لم تغمض له عين خوفا عليها من أي صدمات ويوم النتيجة لم استطيع أن أفكر ولا أتناول وجبة الغذاء، وفقا لموقع اليوم السابع.

 وتعتبر هناء الطالبة الأكبر سنا في هذه المرحلة الدراسية، وعبرت أسرتها عن سعادتها بنجاحها رغم أن لديها مادة اللغة الفرنسية في الدور الثاني لأنها لم توفق في الحل بسبب تعرضها لتوتر، حيث كان وقت الامتحان ولادة شقيقتها فضلا عن عدم علمها أن وقت الامتحان ساعتين وليس 3 مثل باقي المواد.