مع طالبان.. هل تعود نساء أفغانستان إلى عصور الظلام؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

أعرب عدد من الدول عن قلقها العميق من الوضع الذي قد يؤول إليه حال النساء في أفغانستان مع دخول طالبان للعاصمة وكابول وسيطرتهم على الوضع في البلاد.

وجاء في البيان الذي شاركت فيه كل من ألبانيا والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا والإكوادور والسلفادور والاتحاد الأوروبي وهندوراس وجواتيمالا ومقدونيا الشمالية ونيوزيلندا والنرويج وباراجواي والسنغال وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية: “نشعر بقلق بالغ بشأن النساء والفتيات الأفغانيات وحقهن في التعليم والعمل وحرية الحركة. وندعو من هم في مواقع السلطة في مختلف أنحاء أفغانستان إلى ضمان حمايتهن”، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس الخميس.

وتابع: “تستحق النساء والفتيات الأفغانيات العيش في أمن وأمان وكرامة، شأنهن شأن الشعب الأفغاني كله، وينبغي تجنب أي شكل من أشكال التمييز والانتهاكات. إن المجتمع الدولي جاهز لمدهن بالمساعدات الإنسانية والدعم لضمان منحهن القدرة على إسماع أصواتهن”.

كيف ينعكس عودة طالبان على المرأة الأفغانية؟

خلال سيطرة على الحكم في الفترة ما بين 1996 و2001 لم يكن يُسمح للنساء بالعمل، وكانت طالبان تطبق عقوبات مثل الرجم والجلد والشنق.

إلا أن الحركة تعهدت في خطابها الأحد، باحترام حقوق المرأة وحماية الأجانب والأفغان على السواء.

وقال المتحدث باسم طالبان محمد نعيم في تصريح تلفزيوني إن “الحركة لديها قنوات اتصال مع دول أجنبية وترغب في تنمية هذه القنوات”، مضيفا أن “طالبان تحترم حقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير في إطار الشريعة الإسلامية”. موضحا “ندعو كل الدول والكيانات إلى الجلوس معنا لتسوية أي مشكلات”.

من جهته صرح متحدث باسم الحكومة الأفغانية قبل ذلك في 13 أغسطس الجاري، أن “طالبان سوف تتراجع عن الحرية في جميع المستويات وهذا ما نحاربه”. مضيفا أن “النساء والأطفال هم الأكثر معاناة وقواتنا تحاول إنقاذ الديمقراطية. على العالم أن يفهمنا ويساعدنا”.

مكاسب المرأة الأفغانية خلال السنوات الماضية

بحسب آخر إحصائية لعام 2019 نشرتها قناة سي إن بي سي عربية، فإن إجمالي عدد الإناث في أفغانستان 17.8 مليون نسمة من إجمالي عدد السكان 48.6 مليون في أفغانستان، أي أن نسبة النساء بأفغانستان حوالي 40% من نسبة السكان.

كما أن مستويات مشاركة المرأة الأفغانية في العمل ارتفعت إلى 22% بحلول عام 2017، وفقا لبيانات البنك الدولي.

وقالت بيانات وكالة الإحصاء الوطنية بأفغانستان: إن هناك زيادة في عدد النساء العاملات في مقابل الرجال خلال 20 عامًا، حيث ارتفعت نسبة عمل النساء من 41% عام 2004 إلى 69% في 2018 .

وفيما يخص التعليم، فقد أشارت البيانات الرسمية إلى أن نسبة مشاركة الإناث في مرحلة التعليم الأساسي قد ارتفعت إلى حدود 40%، وذلك بحلول عام 2017.

وفيما يخص التعليم الجامعي، أشارت بيانات البنك الدولي، إلى أن تلت طلاب الجامعات من النساء فقد ارتفعت من 2.4 مليون طالبة إلى 3.5 مليون طالبة

أما فيما يتعلق بمشاركة المرأة في مجال الاقتصاد الأفغاني، فتشير البيانات إلى أن 22% من النساء يشغلن وظائف مختلفة، و5% من المؤؤسات التعليمية، 20% من الخدمة المدنية.

من جانب آخر، ساهم أيضا في تحسين وضع المرأة، تغيير الدستور الذي نص على أن تشغل النساء ما لا يقل عن 27 % من المقاعد في مجلس النواب بالبرلمان، فقد شغلت النساء 69 مقعدا من أصل 249 مقعد في شهر يوليو الماضي من العام الحالي.

وفي عام 2019 تمكنت المرأة في أفغانستان من تأسيس عملها الخاص، حيث نجحت أكثر من 1000 امرأة أفغانية في تأسيس شركات.   

لذا هناك مخاوف وتوقعات بشأن مصير المرأة الأفغانية خلال الفترة الراهنة، متسائلين هل تعود إلى ما سبق عهد 2001؟

ربما يعجبك أيضا