تطورات أفغانستان.. هل يزود الغرب المعارضة بالسلاح؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

التطورات في أفغانستان باتت تحت مجهر المراقبة، فحتى الآن لم تشفع رسائل الطمأنة التي تصدرها طالبان في منح الثقة للمجتمع الدولي بشكل كاف. بعضُ الدول اشترطت على طالبان مراعاة عدة قضايا حتى تحظى باعتراف المجتمع الدولي، ومن ضمن تلك الشروط، تشكيلُ حكومة انتقالية ومراعاة حقوق المرأة وحق التعليم للفتيات.

أحدث هذه التطورات تجلت في بروز المعارضة الأفغانية التي يقودها نائب رئيس أفغانستان، أمر الله صالح وأحمد مسعود نجل القائد الأفغاني الراحل، أحمد شاه مسعود، بعدما طلب الأخير من واشنطن تزويده بأسلحة.

المعارضة الأفغانية وطلب الدعم

تحذر موسكو طالبان من أي خطوة تستهدف روسيا أو مصالحها وتحشد قواتها في قواعدها العسكرية على حدود أفغانستان، فالدب الروسي له ثأر مع الأفغان ولن يأل جهدا في استخدام القوة إن لزم الأمر ضد طالبان.

فالدب الروسي أو الاتحاد السوفيتي سابقا لم ينس أبدا هزيمته وطرده من الأراضي الأفغانية على يد طالبان عام 1989 والتي صارت بعدها الحركة أسطورة ساهمت بشكل واضح في صعود الحركة عالميا.

لذلك لن تدخر موسكو جهدا في دعم المعارضة الأفغانية التي يقودها نائب رئيس أفغانستان، أمر الله صالح وأحمد مسعود نجل القائد الأفغاني الراحل، أحمد شاه مسعود، خاصة مع تأكيد الخارجية الروسية على لسان وزيرها سيرجي لافروف بأن طالبان لم تسيطر على كامل البلاد منوها بأن قوى المعارضة ضد طالبان تتركز في بانشير.

إلى ذلك أفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن مقاتلي المقاومة في ولاية بانشير الأفغانية التي لا تسيطر عليها حركة طالبان، دعوا الدول الغربية إلى أن ترسل لهم أسلحة. بحسب مراقبين فإنه ربما تود أمريكا إعادة نخر الكيان الروسي مثلما فعلت مسبقا في حكم قورباتشوف وزمن الاتحاد السوفيتي وذلك بتهيئة طالبان للحكم، وهو ما يعيه جيدا الدب الروسي .. الروسي يعي ذلك فهو متمكن ومتيقظ في ظل هزا

ل العظم الأمريكي وهرمه.

اشتراطات دولية

وزير الخارجية الفرنسي، لودريان، قال إن على طالبان التقيّد بخمسة شروط حتى يحظى نظامها بالاعتراف الدولي. أول هذه الشروط، تتمثل في السماح للأفغان الذين يرغبون في مغادرة البلاد، وعدم تحويل البلاد إلى ملاذ آمن للإرهاب.

فضلا عن السماح بوصول المساعدات الدولية الإنسانية إلى الأراضي الأفغانية، بالإضافة إلى احترام حقوق الإنسان ولا سيما المرأة، أما الشرط الفرنسي الأخير فيتمثل في تشكيل الحركة لحكومة انتقالية .

كما أعلنت بريطانيا أنها ستراقب تصرفات طالبان حيال الإرهاب والجريمة والمخدرات وحقوق الفتيات في الحصول على التعليم، أما الأمم المتحدة فصرحت بأنها ستحتاج إلى رؤية أفعال طالبان على الأرض في أفغانستان. في حين قال وزير الخارجية الألماني، إن بلاده ستحكم على طالبان استنادا إلى أفعالها.

أما الصين فقالت إنها بانتظار تشكيل حكومة منفتحة وشاملة وذات تأثير واسع النطاق داخل أفغانستان قبل المضي قدما في مسألة الاعتراف الدبلوماسي. أما تركيا فأعلن رئيسها رجب طيب أردوغان انفتاح بلاده على التعاون مع طالبان مرحبا بما وصفها بالتصريحات المعتدلة التي صدرت عن الحركة حتى الآن.

تواصل عمليات الإغاثة

تتواصل في العاصمة الأفغانية كابول لليوم الخامس على التوالي تحديدا في محيط المطار، مشاهد الرعب التي يعيشها الأفغان مع سيطرة حركة طالبان على البلاد.

مع مرور كل يوم جديد تصبح عمليات الإغاثة أكثر إلحاحا وتفاقما، وعلى الأفغان الذين يرغبون في الفرار أن يتحركوا عبر صفوف طالبان في مشاهد أقرب ما تكون «منطقة حرب» ، في غضون ذلك أرسلت كلٌّ من الولايات المتحدة وبريطانيا المزيدَ من الجنود، لمحاولة السيطرة على الأوضاع في المطار وتنظيم عمليات الإجلاء.

في هذه الأثناء، لا تزال التظاهرات ضد حكم طالبان في العاصمة الأفغانية كابول، إذ شارك الشباب والنساء في تظاهرة رافضة أمام القصر الرئاسي بالعاصمة كابول، ورفع المشاركون العلم الأفغاني في ذكرى يوم الاستقلال.

ربما يعجبك أيضا