كورونا في الأردن .. أيام تفصل عن «الحياة الطبيعية» ودعوة لإشراك الأطفال في المناعة المجتمعية‎‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق                      

عمّان – أحد عشر يوما تفصل الأردنيين، عن العودة لحياتهم الطبيعية في ظل جائحة كورونا، وسط دعوات لإشراك الأطفال بجهود بناء المناعة المجتمعية، بالرغم من تخطي المملكة اليوم الجمعة إعطاء 6 ملايين جرعة لمواطنيها ضد الفيروس، منذ انطلاق حملة التطعيم الوطنية.  

وسيتم مطلع شهر أيلول سبتمبر المقبل، إلغاء الحظر في الأردن بمختلف أشكاله، وعودة التعليم الوجاهي في المدارس والجامعات، كما سيتم السماح لغالبية القطاعات والأنشطة بالعمل في جميع الأوقات وبكامل طاقتها الاستيعابيّة. 

ونجحت الحكومة الأردنية، إلى الآن في فرض خطتها الموزعة على ثلاثة مراحل للعبور في صيف آمن من وباء كورونا، على الرغم من استمرار إعلان الوفيات وتسجيل الإصابات اليومية بالفيروس ومتحوراته.  

وفي 26 أيار مايو الماضي، أعلنت الحكومة الأردنية، عن خطّة تدريجيّة واضحة تمتد زمنياً حتى مطلع شهر أيلول المقبل؛ بهدف الوصول إلى صيف آمن مع التأكيد على أهمية الموازنة بين أولوية حماية صحة المواطن، والمحافظة على رزقه وعلى عجلة الاقتصاد. 

وقال المتحدث باسم الحكومة وزير الإعلام صخر دودين، إن الخطة جاءت في “ظل المعيار التي ترتكز عليه الحكومة في إجراءات فتح وإغلاق القطاعات زيادة أو تقليص الحظر الشامل أو الجزئي هو الوضع الوبائي، واتباع الإجراءات الاحترازية التي أثبتت نجاعتها”. 

وأكد دودين أنّ جميع الإجراءات التي تشملها الخطّة ستخضع للمراجعة والتقييم في ضوء تطوّرات الحالة الوبائيّة، وقد يُصار إلى تعديل أيّ من بنودها ومراحلها، بحسب الوضع الوبائي محليّاً أو عالميّاً، على أن يُعلن عن ذلك بكل شفافية. 

وبدأت المرحلة الأولى من الخطة الحكومية، في 1 حزيران، حيث سمح فيها لمجموعة من الأنشطة الاقتصادية ضمن قطاعات متعددة لم يكن مصرح لها العمل خلال الفترات السابقة، بالعودة لممارسة عملها شريطة الالتزام بالبروتوكولات الخاصة بإجراءات العمل، والتدابير الوقائية لِمنع انتشار عدوى فيروس كورونا. 

وتتوزع المنشآت التي فتحت أبوابها في المرحلة الأولى على قطاع الرياضة الذي يتبعه خمسة أنشطة رئيسية هي المراكز والأكاديميات الرياضية ومراكز اللياقة البدنية والأندية الرياضية ومراكز البلياردو السنوكر والمسابح العامة والمسابح الداخلية الموجودة في المنشآت الفندقية. 

وتوزعت كذلك على قطاع التدريب والتعليم التقني والمهني ويشمل المراكز التعليمية والثقافية والتقنية وأكاديميات ومراكز التدريب المهني والأندية الصحية والحمام التركي والشرقي والأندية الصحية وقطاع التسلية والترفيه ويشمل دور السينما ومدن الترفيه والتسلية وأماكن لعب الأطفال ومراكز الألعاب الكهربائية والإلكترونية. 

وفي المرحلة الأولى جرى السماح بتقديم الأرجيلة في الساحات الخارجية بالمطاعم والمقاهي. 

أما المرحلة الثانية من خطة الفتح التدريجي، فبدأت في الأول من تموز المقبل، وشملت تقليص ساعات الحظر الليلي، وإجراءات تحفز السياحة، ولاسيما في منطقة المثلث الذهبي جنوب المملكة والتي تشمل العقبة والبترا ومخيمات وادي رم والديسي. 

وتم في المرحلة الثانية كذلك، عودة عمل موظفي القطاع العام بنسبة 100%، وعودة تدريجية للتعليم الوجاهي في كليّات التعليم العالي لتخصصات تحددها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووفق اشتراطات صحيّة في مقدّمتها تلقّي المطاعيم. 

آخر تطورات الحالة الوبائية  

أعلنت وزارة الصحة الجمعة، تسجيل 9 وفيات و721 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 10273 وفاة، والإصابات إلى 788088 إصابة منذ بدء رصد الجائحة في آذار مارس 2020. 

وبحسب بيان صادر عن الوزارة حصلت “رؤية” على نسخة منه، تم إجراء 25504 فحصا مخبريا، وصلت نسبة الإيجابية منها 2.83%.

كما سجلت في المملكة 396 حالة شفاء من فيروس كورونا، في حين وصل عدد الحالات النشطة إلى 12306 حالة. 

ووصل عدد المسجلين على المنصة الوطنية للتطعيم ضد فيروس كورونا 3839197 شخصا، تلقى منهم الجرعة الأولى 3321063 شخصا، بينما تلقى 2686764 شخصا. 

دعوة لإشراك الأطفال بجهود المناعة  

بدوره، دعا مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية العميد الطبيب عادل الوهادنة، لضرورة إشراك الأطفال في المملكة بجهود تحقيق المناعة المجتمعية ضد كورونا.  

وقال إنه من المضلل القول إن الأطفال والمراهقين أقل عرضة للإصابة بحالات خطيرة من كورونا. 

وأشار في تصريحات صحفية لموقع “هلا أخبار” التابع للقوات المسلحة، أن الافتراض القائل بأن تطعيم البالغين ضد كورونا سيحمي الأطفال أيضًا هو افتراض خاطئ، و”من الناحية الإحصائية، يشكل الأطفال والمراهقون نسبة كبيرة من سكان العالم لدرجة أنهم بحاجة إلى إشراكهم في الجهود المبذولة لبناء مناعة القطيع”. 

وأضاف أن دراسة إيطالية عام 2020 وجدت بأن المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا لديهم مخاطر أقل للإصابة بحالة خطيرة من كورونا، كما وجدت أنه من بين 3836 من الأطفال والمراهقين المصابين، أصيب 4.3٪ فقط بأمراض خطيرة، ومات 4 منهم. 

واستشهد الوهادنة بقول أطباء القلب، بأن ما بين 0.6٪ إلى 2٪ من الأطفال المصابين بكورونا، يحتاجون إلى العلاج في وحدات العناية المركزة، وفي حالات نادرة جدًا، عانى الأطفال والمراهقون من قصور في القلب. 

وأوضح أن الموافقة على لقاح فايزر/ب يونتيك للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا من قبل وكالة الأدوية الأوروبية، استندت على دراسة شملت حوالي 2000 طفل من هذه الفئة العمرية، من بين نحو 1000 شخص تلقوا اللقاح، لم يصب أي منهم بفيروس كورونا، حسبما أفادت التقارير، في مجموعة المقارنة، التي تم حقنها بدواء وهمي، أصيب 16 بالمرض. 

ربما يعجبك أيضا