«الصبارة الراقصة» تُشعل مواقع التواصل.. وأساتذة تخاطب يُحذرون

أميرة رضا

رؤية – أميرة رضا

دمية راقصة، تتمايل يمينًا ويسارًا، تُصدر أضواءً ملونة وأصواتًا مماثلة لمن يتحدث إليها، صُممت على شكل نبات الصبار الأخضر، لتغزو مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وتُشعلها بهاشتاج #الصبارة_الراقصة، الأمر الذي أثار فضول الكثير لمعرفة قصتها.

الدمية التي تم صُنعها من القطن، وكساها اللون الأخضر، ووضعت بأصيص بني لتظهر في نهاية الأمر بشكل مماثل لنبات الصبار الأصلي، أثارت الجدل مثلها مثل كثير من الألعاب التي يتم التسويق لها بشكل محترف، فهي لعبة مُسلية للأطفال والكبار، وتعمل على نشر روح من البهجة في المكان التي تتواجد فيه، لكن في الوقت ذاته اصطدم الكثيرين مؤخرًا بتحذيرات غاية في الأهمية، من قبل أساتذة تخاطب لتجنب آثارها السيئة على الطفل وعلاقته بوالدته.

حقيقة «الصبارة الراقصة»

1 19

اختلفت أشكال الصبارة الراقصة -صينية الصنع- وتنوعت من تصميم لآخر فهناك منها المرتدية غطاء للرأس، أو سترة، أو الممسكة بجيتار، إلا أن طابع التمايل عند تشغيل الأغاني عليها، أو التحدث بجانبها، ظل هو العامل الأساسي المسيطر عليها، مما جعلها من الألعاب الترفيهية الكوميدية، الجاذبة لأنظار الجميع ليس الأطفال فقط بل والكبار أيضًا.

وللحديث عن حقيقة هذه الدمية، وهل هي جديدة أم ظهرت من قبل، أوضح محمد حسن، وكيل شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بالغرفة التجارية في مصر، أن “الصبارة الراقصة” ليست لعبة جديدة، مشيرًا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أدت إلى نوع من الدعاية والانتشار لها من جديد.

وأضاف حسن، خلال مداخلة هاتفية مساء أمس السبت، مع برنامج «الحياة اليوم»، الذي تقدمه الإعلامية لبنى عسل عبر قناة «الحياة» المصرية، أنها لعبة ترفيهية تردد الكلام وترقص بشكل معيَّن وتجذب اهتمام الطفل، مشيرًا إلى إنها ليست من اللعب التربوية.

وأوضح أن الطفل يستطيع أن يمرح بها، خاصة عندما تردد كلامه وترقص بالشكل المُضحك بالنسبة إلى هذا الجيل.

وأكد على أنها ليست اللعبة الوحيدة التي تردد الكلام في الأسواق، ولكنها تتسم بفعل 3 أمور في الوقت نفسه، منوهًا بأن الطفل بإمكانه أن يفرح ويلعب بها قليلًا، لأن الألعاب ليست سلعة معمرة.

وذكر أن سعر اللعبة ارتفع بعد الانتشار الذي حظيت به على مواقع التواصل، لافتًا إلى أنها لعبة ترفيهية لا تعلِّم الطفل شيئًا أو تقوِّم لديه سلوكًا معينًا.

تحذيرات هامة

من الناحية التربوية، ساعدت رؤية الدكتور محمود يوسف، أستاذ التخاطب بطب عين شمس في مصر، على إيصال بعض المفاهيم للآباء والأمهات، بشأن مخاطر مثل هذه الأنواع من اللعب، حيث أكد أنها ليست لعبة “تربوية”، وتزيد من مقدار العزلة بين الأم والطفل.

وأشار يوسف -خلال اتصال هاتفي ببرنامج “الحياة اليوم” أيضًا- إلى أن “ترك الأم لطفلها ومعه هاتف محمول حتى تذاكر لأشقائه الكبار أو القيام بأعمالها المنزلية على سبيل المثال، يُعد مأساة كبرى، ويؤثر على نمو الطفل”، مشددًا على ضرورة إبعاد الأطفال خاصة ممن يعانون من تأخر الكلام عن مثل هذه الأجهزة الإلكترونية.

وأضاف أستاذ التخاطب بطب عين شمس، أن أمراض التوحد تزيد بنسبة كبيرة في المجتمعات، لافتًا إلى أن «الصبارة الراقصة» لا تفيد الطفل، وعلى الأم مخاطبة طفلها بشكل مباشر ومتواصل أفضل.

ومن جانبها، قالت الدكتورة منى شطا، مختصة الطب النفسي للأطفال، إن هذه اللعبة مثلها مثل ألعاب الأطفال الأخرى التي تقوم على عنصري التسلية والترفيه.

وأضافت أن “هذه اللعبة تصلح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 3 أعوام.. وذلك لعدم إدراك هذه الفئة العمرية طريقة تشغيلها ومن ثم تكون خيارًا جيدًا لتقليل نوبات غضبهم وتحسين حالتهم المزاجية”.

ولكن، نفت “شطا أن يكون للدمية أي دور تربوي أو تعليمي، أو إحداثها أي تغيرات كبيرة في السلوك، مشيرة إلى أن الحديث عن إمكانية تعليم الطفل للكلام من خلالها هو “كلام ليس له أي أساس من الصحة”.

وحذرت من إفراط استخدام الأطفال لها حتى لا يصابوا بمرض “التوحد”، وذلك لترددها لما ينطقه، وفقًا لأدائها بعض الحركات الاستعراضية، “وهو ما يجعل الطفل يقضي أوقاتًا طويلة مستمتعًا بترددها لما يقوله.. وكذلك قد يصل به الأمر لتقليد حركاتها.. ومن ثم يصبح لديه متلازمة الحركات التكرارية وهو أحد سمات التوحد”.

مواقع التواصل تشتعل

907aa10b 6605 4f0a a9de 75cb3fcfb0a9

وفور ظهورها في الأسواق، كان عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد شاركوا فيديوهات و”كوميكس” للدمية وهي تتمايل حينما يخاطبها أحد، في تدوينات وجد الكثير أنها مسلية.

ومن ثم تنوعت المطالب على “السوشيال ميديا” بشأن أسعار “الصبارة الراقصة”، حيث طالب البعض جديًا بتخفيض سعرها لأنهم يودون اقتناءها، فيما سخر البعض الآخر من ارتفاع أسعارها والمطالبة بنزولها على “بطاقات التموين” عن طريق بعض التعليقات الكوميدية.

وتعمل الصبارة الراقصة ببطاريات شحن، ويكون من ملحقاتها وصلة يو إس بي، وتختلف أحجامها ما بين المتوسط والكبير، ويختلف سعرها بناءً على طولها، وبحسب ما تقوم بفعله، سواء أنها سترقص أو ستردد الحديث فقط، وتبدأ أسعارها من 200 جنيه مصري تقريبًا، وقد تصل إلى 1000 جنيه، بينما في الدول العربية والعالمية فيتراوح سعرها ما بين 15 إلى 20 دولار.

ولم تأخذ اللعبة التي انتشرت في العديد من دول العالم خلال الشهور الماضية، هذا الرواج على مواقع التواصل، إلا بعد وصولها إلى مصر، حيث لاقت إعجاب الكبار قبل الأطفال وهو ما اعتبرها البعض بمثابة صديق جديد يمكنك شرائه والتسلية به في وقت الفراغ، ليتصدر هاشتاج “#الصبارة_ الراقصة” قائمة الأكثر تداولًا، على موقع العصفورة الزرقاء “تويتر”.

ربما يعجبك أيضا