قمة أردنية روسية في موسكو.. ملف «درعا والجنوب السوري» الأكثر حضورًا ‎‎

علاء الدين الطويل

رؤية – علاء الدين فايق                                             

عمّان – اجتمع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بلقاء قمة انعقدت، اليوم الإثنين، في العاصمة موسكو، لبحث آخر التطورات وفي مقدمتها الملف السوري وما يجري من تطورات في مناطق الجنوب السوري وتحديدا في محافظة درعا. 

وأكد الملك وبوتين، مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يخدم مصالحهما ويسهم في تعزيز الأمن والسلم العالميين.  

المعرض التقليدي للأسلحة 

وقال الرئيس الروسي، خلال استقباله العاهل الأردني “يسعدني أن أرحب بكم في المعرض التقليدي للأسلحة، لقد تمكنا من التعرف على بعض أسلحتنا بشكل موجز، وهي ما نستخدمه في جيشنا وما نوفره للتصدير”. 

وتابع بوتين أن “افتتاح المعرض وألعاب الجيش والتواصل المباشر بين الزملاء في القوات المسحة لدول أخرى، يقربهم بعضهم من بعض ويرفع من مستوى الثقة”. 

وأعرب الملك عن سعادته بزيارة أحد المعارض العسكرية المهمة بموسكو، وهو المنتدى العسكري التقني الدولي 2021، الذي اصطحب الرئيس الروسي جلالته إليه للاطلاع على أحدث الآليات العسكرية المعروضة فيه. 

آفاق التعاون الأردني الروسي 

وخلال القمة، ناقش الزعيمان، حالة وآفاق التعاون الأردني الروسي في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية والتقنية وغيرها.

وخلال المباحثات التي حضرها وفدان رفيعان عن الجانبين الروسي والأردني، جرى بحث آليات توسيع التعاون الثنائي في المجالات كافة، خصوصا الاقتصادية والدفاعية منها.  

واتفق الملك والرئيس الروسي على بذل الجهود لزيادة التبادل التجاري وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والسياحة الدينية والتبادل الطلابي. 

 الملك عبدالله: العلاقات في تحسن مستمر  

وفي تصريحات في بداية لقاء القمة، أكّد الملك أن العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين في تحسن مستمر، مشيرا إلى وجود فرص كثيرة في مرحلة ما بعد جائحة كورونا في مجال الزراعة والقطاع الطبي وإنتاج اللقاحات في المستقبل القريب. 

واعتبر الملك أن روسيا تقوم بالدور الأكثر دعماً للاستقرار فيما يتعلق بالتحديات بسوريا، مثمناً دورها ودور الرئيس بوتين في منطقة الشرق الأوسط كعنصر استقرار في خضم التحديات التي تواجهها. 

كما أشاد الملك بدور روسيا في عملية السلام قائلاً “لكم دور تاريخي في عملية السلام بالشرق الأوسط”. 

وأعرب عن اعتقاده، وبعد اللقاء بالحكومة الإسرائيلية الجديدة، بإمكانية إعادة إطلاق الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحسين ظروف حياة الشعب الفلسطيني.  

وفيما يتعلق بأحداث أفغانستان، أشار الملك إلى “أننا جميعاً نراقب تطور الأحداث في أفغانستان بقلق شديد، ولكننا مستمرون في محاربة التطرف”. 

وأكد أنه وبعد هذه التطورات الأخيرة وتبعات كورونا، لا بد من إعادة تنسيق الأدوار في مواجهة التطرف ليس فقط في المنطقة بل في كل مكان. 

وأشاد الملك بالدعم الروسي للمملكة وتزويدها بلقاحات مضادة لفيروس كورونا، قائلاً “ممتنون لدوركم في مساعدتنا على مجابهة الجائحة”. 

لجنة حكومية مشتركة  

وأكد الرئيس بوتين، أن العلاقات بين روسيا والأردن تتطور في جميع المجالات، وخاصة السياسة، والتجارة والاقتصاد، لافتاً إلى وجود لجنة حكومية مشتركة بين البلدين. 

كما أشار الرئيس الروسي إلى الجهود الثنائية للعمل على تجاوز جائحة “كورونا” وآثارها، وفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي الأردني حصلت “رؤية” على نسخة منه. 

وختم بوتين حديثه بالقول “أتمنى أن نحظى بحوار ثري حول القضايا الراهنة الملحة، بما في ذلك القضايا التي بحثناها على مدار السنوات الماضية مثل الوضع في سوريا، إضافة إلى الوضع المتأزم حاليا في أفغانستان”. 

القضية الفلسطينية والجنوب السوري  

وتناولت القمة المستجدات الإقليمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أكد الملك ضرورة التوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين. 

واستعرض الزعيمان التطورات الأخيرة في سوريا بخاصة في الجنوب، حيث أكد الملك أهمية العمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بما يضمن وحدة أراضي سوريا وسيادتها والعودة الآمنة للاجئين. 

وركزت وسائل الإعلام العربية والدولية، على ملف الجنوب السوري، بصفته الأكثر أهمية في هذه القمة.  

وهناك غموض واضح عما يجري في مناطق الجنوب السوري، وتحديدا محافظة درعا الحدودية مع الأردن.  

وأواخر تموز يوليو الماضي، فرضت قوات الجيش السوري والجماعات المسلحة التابعة لها، حصارا على “درعا البلد”، بعد رفض المعارضة تسليم السلاح الخفيف، باعتباره مخالفا لاتفاق تم بوساطة روسية عام 2018، ونص على تسليم السلاح الثقيل والمتوسط. 

وقرر الأردن تبعا لهذه الأحداث الأمنية، يوم 31 تموز يوليو الماضي إغلاق كامل حدوده مع سوريا. 

ويرى محللون، أن روسيا تدرك طبيعة الدور الذي يمكن للأردن أن يفرضه في حل أزمة الجنوب السوري، فيما تطلع عمان لضمانات أوسع في إطار إبعاد المليشيات الإيرانية عن حدودها دون أن تشكل أي مخاطر أمنية على المملكة مستقبلا.  

وخلال الأعوام الماضية، تعهدت موسكو بالحد من تواجد المليشيات التي تدعمها إيران في الجنوب السوري، فيما تشير تقارير ميدانية، عن أن المليشيات زادت من وجودها منذ توقيع الاتفاق في صيف العام 2018 إلى الضعف. 

ربما يعجبك أيضا