أثر فيروس كورونا على قطاع النفط والغاز بالهند.. والتوقعات المستقبلية

authoraccount201

كتبت – أسماء فهمي

يعد قطاع النفط والغاز من بين الصناعات الأساسية الثمانية في الهند ويلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على صنع القرار لجميع القطاعات المهمة الأخرى في الاقتصاد، ويرتبط النمو الاقتصادي في الهند ارتباطًا وثيقًا بطلبها على الطاقة، ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية فإنه من المتوقع أن يتضاعف الطلب على الطاقة الأولية تقريبًا ليصل إلى 1،123 مليون طن من المكافئ النفطي، حيث من المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد إلى 8.6 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2040.

ومع اندلاع الموجة الثانية من كوفيد-19 في الهند والتي أدت إلى تسجيل الهند في أوائل مايو من العام الجاري 57% من الحالات الجديدة المصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 300 ألف إصابة يومية منذ 22 أبريل، مما أدى إلى إجهاد النظام الصحي وإغراق محارق الجثث والمستشفيات، وإجبار معظم الولايات الهندية على البقاء في حالة إغلاق، كما تم تعليق حركة التجارة الخارجية وسط اضطرابات في روابط النقل، واختناقات في الشحن البحري والإنتاج بسبب قيود الإغلاق المفروضة لقمع انتشار الفيروس.

وعلى اعتبار أن الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، فقد تأثر أيضاً حجم الطلب على النفط وكان للأزمة تداعيات خطيرة على صناعة النفط العالمية، مما أدى إلى انتشار حالة من الذعر بين منتجي النفط، إلا أنه سمح التطعيم على نطاق واسع باستئناف النشاط الاقتصادي وعودة الحياة بشكل تدريجي.

تداعيات الأزمة على الطلب على النفط في الهند

ساء الطلب على النفط في الهند في النصف الأول من شهر مايو حيث ظلت أجزاء كبيرة من البلاد تحت الإغلاق المحلي لمحاربة أسوأ انتشار لفيروس كورونا في العالم، حيث انخفضت مبيعات وقود النقل البري خلال الفترة من 1 إلى 15 أيار (مايو) بمقدار الخمس عن الشهر السابق ونحو 28 في المائة عن نفس الفترة من عام 2019 ، وفقًا لأشخاص مطلعين على البيانات الأولية من أكبر ثلاثة بائعي تجزئة في البلاد.

كما انخفض متوسط المبيعات اليومية للبنزين – المستخدم في السيارات والدراجات النارية – إلى حوالي 53300 طن، وهو أدنى مستوى في عام، وانخفض بيع الديزل – الوقود الأكثر استخدامًا في البلاد إلى أدنى مستوى له في سبعة أشهر عند 147300 طن يوميًا خلال الفترة من 1 إلى 15 مايو.

وأثر انخفاض الاستهلاك في ثالث أكبر مستهلك للخام في العالم على المعنويات بشأن أسعار النفط والتوقعات الضعيفة بانتعاش الطلب العالمي القوي في الصيف، دفع ذلك إلى قيام وكالة الطاقة الدولية بتخفيض توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2021 وذلك تحت تأثير تفشي الفيروس المستعر في الهند، وفي نفس الوقت اتخذت أوبك وحلفاؤها بالفعل خطوات حذرة في هذا الشأن، حيث التزمت منظمة أوبك، إلى جانب روسيا وحلفائها، بخططهم للتخفيف التدريجي لقيود إنتاج النفط من مايو إلى يولي ، بعد أن رفعت أوبك بشكل طفيف نمو الطلب لعام 2021 إلى ستة ملايين برميل يوميًا.

توقعات بمستقبل الطلب على النفط في الهند

وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، فإنه من المتوقع أن ينمو الطلب على الطاقة في الهند بشكل أسرع من الطلب على الطاقة في جميع الاقتصادات الكبرى على خلفية النمو الاقتصادي القوي المستمر، فمن المتوقع أن يتضاعف طلب الهند على الطاقة إلى 1،516 مليون طن نفط مكافئ بحلول عام 2035 مقارنة بما كان عليه 753.7 مليون طن نفط مكافئ في عام 2017، علاوة على ذلك ، من المتوقع أن تزيد حصة البلاد في استهلاك الطاقة الأولية العالمي بمقدار الضعف بحلول عام 2035.

أيضاً من المتوقع أن ينمو استهلاك النفط الخام بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 3.60٪ إلى 500 مليون طن بحلول عام 2040 من 221.56 مليون طن في عام 2017، وعلى الجانب الآخر فمن المتوقع أن يرتفع طلب الهند على النفط بأسرع وتيرة في العالم ليصل إلى 10 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2030 ، من 5.05 مليون برميل يوميًا في عام 2020.

أما فيما يتعلق بالغاز الطبيعي فمن المتوقع أن يرتفع استهلاك الغاز الطبيعي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.18٪ إلى 143.08 مليون طن بحلول عام 2040 مقارنة بما كان عليه 58.10 مليون طن في عام 2018، وبالنسبة للطلب على الديزل فمن المتوقع أن يتضاعف الطلب ليصل إلى 163 مليون طن بحلول 2029-2030.

وتجدر الإشارة إلى أنه تستعد الهند لتوسيع شبكة الغاز الطبيعي إلى 34500 كيلومتر عن طريق إضافة خط أنابيب غاز آخر بطول 17000 كيلومتر، وبحسب آخر تصريحات لوزير النفط الهندي فإن الطلب على الوقود الذي تضرر بسبب الموجة الثانية لكوفيد-19 سيتعافى وسيعود لمستوياته التي كان عليها قبل الجائحة وذلك بنهاية العام الحالي، كما بينت توقعات الوكالة الدولية للطاقة بتحسن الطلب على الطاقة في الهند بشكل عام في السنوات القادمة.

ربما يعجبك أيضا