بعد قرار الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب.. هل تعمل تونس على التقريب بين البلدين؟

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

مثل قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفته بالأعمال العدائية من قبل الجارة الشرقية صدمة في منطقة المغرب العربي التي تعيش على وقع أزمات مختلفة.

وسيؤدي قرار قطع العلاقات دون شك في أزمة في المنطقة التي كان يتوقع منها أن تكون مثلا للتقارب بين شعوبها خاصة في المجالات الاقتصادية نظرا للقرب الجغرافي والعلاقات التاريخية والثقافية بين شعوبها.

ولا شك أن هنالك مبادرات عربية ودولية لإنهاء الخلافات بين الجزائر والرباط وهي خلافات متعددة تهم خاصة ملف إقليم الصحراء وتطبيع العلاقات مع إسرائيل لكن مراقبين يرون أن البادرة يجب أن تكون من دول منطقة المغرب العربي.

ويرى مراقبون أن تونس قادرة اليوم على لعب مثل هذا الدور فالبلد يحظى بعلاقات قوية مع المغرب والجزائر، وبالتالي فهو يستطيع أن يكون وسيطا من اجل عقد حوار والتفاوض حول الملفات الخلافية.

علاقات قيس سعيد المتوازنة مع الجزائر والمغرب دافع قوي

ويعتقد كثيرون أن تونس الأقرب لتحقيق التقارب بين الجزائر والمغرب فليبيا مهتمة بمشاكلها الداخلية وأزماتها المتعددة في حين أن موريتانيا اختارت تاريخيا الناي بنفسها عن الصراعات في المنطقة.

وقد تمكن الرئيس التونسي قيس سعيد من ربط علاقات وثيقة مع الجزائر التي دعمت  إجراءاته الاستثنائية يوم 25 يوليو الماضي والمتعلقة بحل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.

وأدى دبلوماسيون جزائريون زيارات مكوكية لتونس للتعبير عن دعم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لتونس في مختلف المجالات.

ورغم أن مواقف المغرب تجاه إجراءات قيس سعيد ظلت غامضة لكن الرئيس التونسي استقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بعد يومين من إعلان الإجراءات الاستثنائية ليؤكد الأخير دعم الرباط لتونس.

وأكد الجانبان وفق بلاغ للرئاسة التونسية “عن العزم المشترك الذي يحدوهما من أجل مواصلة العمل سويا لتوطيد علاقات التعاون الثنائي، وتحقيق التطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين نحو مزيد من التضامن والتآزر”.

وبالتالي فإن قيس سعيد يحظى بالثقة بين قيادتي البلدين وهو ما دفع وزير الخارجية التونسي الأسبق احمد ونيس للتأكيد على ضرورة تدخل تونس إضافة إلى ليبيا وموريتانيا لإنهاء الأزمة بين الجزائر والمغرب.

وقال وزير الخارجية التونسي الأسبق أنه يستغرب عدم إصدار بيانات من طرف بلدان المغرب الكبير بما فيها تونس إلى حد اللحظة لتقريب وجهات النظر بين الجزائر والمغرب الأشقاء 

وأكد أحمد ونيس على أن المغرب العربي لم ينتهي وهو قائم وموجود في قلوب الشعوب .

أزمة اتحاد المغرب العربي

ورغم أن المحاولات التي قام بها زعماء سابقون قبل عقود للتقارب بين شعوب المنطقة عبر إنشاء اتحاد المغرب العربي سنة 1989 في مراكش المغربية لم تنجح في إنهاء مجموعة من الخلافات وبقي الاتحاد مجرد هيكل غير قادر على إنهاء الأزمات بين أعضائه على غرار منظمات إقليمية أخرى مثل مجلس التعاون الخليجي إلا أن هنالك حاجة حقيقة اليوم لإحياء هذا المنظمة لتقوم بدورها.

لكن مصادر مغربية نقلها موقع “هسبرس” أكدت أن الرباط غاضبة من سياسات الأمين العام للاتحاد التونسي الطيب البكوش بسبب تقاربه مع الجزائر.

وأكد الموقع انه بعد اقتراح قيس سعيد بديلا عن الطيب البكوش طلب الأخير دعم الجزائر لوقف تغيير الأمين العام ومن أجل ذلك شرع في تحركات تعرقل مصالح المغرب من ذلك التنسيق مع الجزائر لعرقلة مفاوضات الأطراف الليبية التي استضافها المغرب ابتداء من الحوار الليبي من 6 إلى 8 سبتمبر 2020.

كما تحدثت نفس المصادر أن الجزائر طلبت من البكوش عدم إصدار أي بيان إشادة بجهود المغرب وهو ما تم فعلا ليزيد ذلك من الأزمة في قيادة اتحاد المغرب العربي التي ظهر عجزها التام.

وأدت سياسات الطيب البكوش إلى تقليص المغرب من تمثيله الدبلوماسي بالأمانة العامة ليكون الاتحاد جزء من المشكل وليس الحل.

ربما يعجبك أيضا