كيف نستعيد أنفسنا من فخ الروتين والحياة الافتراضية

أماني ربيع

أماني ربيع

دوامة نمر بها جميعا يوميا، نواجه ضغوطات الحياة بقلوب مثقلة، وعقول متعبة، نمتلك القوة تارة، وكثيرا ما نضعف، ونستسلم للبكاء ورثاء الذات.

توقعنا الحياة في فخ الرتابة والروتين، وتوهمنا أنه لا توجد فرص ثانية، وأن علينا التمسك فقط بما لدينا دون أن نحلم بالمزيد، أو نحاول التغيير، هذا ما يهمس به الروتين في أذاننا ونسمع له، ثم نشاهد سنوات العمر وهي تكر بين أيدينا كحبات المسبحة.

العديد من الأمور والعادات اليومية تبدو كأشياء بسيطة، لكنها جزء من القيد الذي يمنعنا عن الحرية، من المظهر الأنيق دوما، إلى المشوار اليومي إلى عمل قد لا نحبه بالضرورة، أو قضاء الوقت مع أشخاص ليسوا مفضلين لدينا، كل هذا يجعلنا بحاجة لأخذ «break»، لالتقاط الأنفاس كي نستعيد أنفسنا مجددا ونتخلص من كل ما نعتقد أننا نحب، رغم أنه يسبب لنا أذى نفسيا، وهو أمر يبدأ من أبسط تفاصيل يومنا العادي.

وفي كل مرحلة في حياتنا، بل وفي كل لحظة من يومنا، يمكن البدء بالاستغناء عن أشيائنا المحببة، أو التي نعتقد أنها محببة بحكم العادة، إذا كانت تؤذينا حقا، ومهما كان الألم سنتمكن بالتأكيد من إكمال حياتنا بصورة طبيعية فيما بعد.

المظهر

مثلا لأجل الظهور بمظهر جذاب عند الذهاب إلى العمل صباحا، نستغرق وقتا في كي ملابسنا المفضلة قميص، تنورة، جاكت، ما يؤخرنا عن العمل أو الجامعة، ويعرضنا لمضايقة المدير، أو تفويت معاد محاضرة مهمة، لذا ببساطة لنتخلى عن هذا التأنق المستمر، ونعتمد إطلالة كاجوال كلاسيكية لا تحتاج وقتا لتنسيقها.

وإذا كان الكعب العالي مؤلما ويحد من الحركة، لا بأس من اقتناء حذاء رياضي أنيق، وفي عالم الأناقة اليوم، أصبحت الخيارات أوسع في ما يتعلق بالأحذية الرياضية التي يمكن تنسيقها مع أي إطلالة خلال أي وقت من اليوم.

الأشخاص المؤذيين (التوكسيك)

طبعا هذا الكلام لا يقتصر على قميص أو هاتف، وإنما علينا تطبيقه في كل شؤون حياتنا، فمثلا الأشخاص الخطأ الذين يملأون قلوبنا وأفكارنا ويمتصون طاقتنا يجب أن نمتلك القدرة للاستغناء عنهم قبل أن نخسر كل شئ.

 وهناك تأجيل بعض القرارات المصيرية خوفا من الخسارة، لنتخذ القرار ولا ندع أنفسنا فريسة للتفكير السلبي، ولنضع قاعدة أمام أعيننا، مفادها هي أن أي خسارة أقل أهمية من خسارة النفس والسعادة، فكل شئ يمكنك تعويضه إلا حياة لم نعشها.

وهكذا عند الشعور بأننا غير قادرين على الاستغناء عن شيء ما أو شخص ما، وأن حياتنا ستقف عند هذه الخسارة، عندها نعلم أنه حان الوقت للتخلص من هؤلاء الأشخاص.

الطعام

وماذا عن الطعام، كثيرا ما نضطر للأكل من كافتيريا الجامعة، أو التهام وجبات سريعة في أوقات الدوام بالعمل، ما يؤثر على صحة الجسم ورشاقة القوام، وإذا نظرنا في المرأة ولم يعجبنا ما نراه، علينا إلغاء كل هذا فورا، ولنتعلم وصفات جديدة صحية ولذيذة وسهلة لتناولها يوميا، ونملأ اليوم بالمياه والعصائر الطازجة الخلية من السكر، وأطباق سلطة الفواكه والخضروات، هذا ليس فقط من أجل الرشاقة ولكن لتحسين المزاج أيضا، فكثير من الدراسات تؤكد، إن التهام الكثير من السكريات والدهون يؤدي إلى زيادة الشعور بالتوتر والعصبية، كما يؤذي البشرة ويجردها من النضارة، يمكن تحضير هذه الوجبات مسبقا في المنزل، وأخذها في علبة بلاستيكية صغيرة لأي مكان.

الهاتف الذكي

إنه الحبل الذي يربطنا بمقاعدنا، والغشاوة التي تخفي عن أعيننا جمال الحياة الحقيقية، نعتقد أننا نرى ونعلم كل شيء، بينما نحن مجرد لاعبين في حياة افتراضية لا تمت للواقع بصلة، الهاتف الذي أصبح بديلا للصديق لا يفارق أعيننا أو أصابعنا، وكثيرا وما يعطلنا تصفح مواقع التواصل ومتابعة عدد الفولورز واللايكات عن مهام أساسية، ويحرمنا من قضاء أوقات حميمة مع من نحب، لنتركه ساعات ولا نجعله يستعبدنا، ولمظفر ببعض الوقت لأنفسنا بعيدا عن الضوضاء والأخبار السيئة والزيف، بصحبة كتاب، أو مقابلة الأصدقاء، أو حتى الجلوس مع أهالينا بالمنزل والتمتع بدفء صحبتهم.

ربما يعجبك أيضا