ألمانيا.. باب التغييرات في المشهد السياسي مع الانتخابات القادمة

جاسم محمد

رؤية ـ جاسم محمد

تشهد ألمانيا، سباق الحملات الانتخابية لمرشحي الأحزاب، خاصة الأحزاب التقليدية الثلاث: الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي والخضر إلى جانب حزب البديل من أجل ألمانيا، وتشتد المنافسة مع قرب موعد الانتخابات المقررة في 26  سبتمبر 2021 .

شهدت ألمانيا، أول مناظرة يوم 29 أغسطس2021، للمرشحين الثلاثة لخلافة ميركل: حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي المحافظ أرمين لاشيت ومرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس ومرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك ما قبل الانتخابات التشريعية المقررة في شهر سبتمبر 2021.

وتبادل لاشيت، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، حزب ميركل، الهجمات مع مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك، التي اتهمت الائتلاف الحاكم في برلين بعدم القيام بأي شيء يذكر للتصدي لتغير المناخ خاصة في ظل الفيضانات المدمرة التي شهدتها ألمانيا هذا الصيف.

وكشف استطلاع معهد “فورزا Forsa ” لاستطلاعات الرأي بعد المناظرة مباشرة حول أداء المرشحين، وكانت النتيجة : 36% ممن استطلعت للمرشح الاشتراكي شولتس وجاءت مرشحة الخضر بيربوك، في المركز الثاني بـ 30% والمرشح لاشيت من الحزب الاتحاد المسيحي في المرتبة الأخيرة بـ 25%..

برامج الأحزاب الألمانية في حملاتها الانتخابية

الحزب المسيحي الديمقراطي CDU 

المناخ : يريد الاتحاد المسيحي المؤلف من الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي البافاري الحفاظ على ألمانيا كموقع صناعي عندما يتعلق الأمر بحماية المناخ. يسعى ألحزب إلى تحقيق هدف “الحياد المناخي” قبل “منتصف القرن الحالي بوقت طويل”، وهم يريدون الاعتماد على “التقنيات المبتكرة والاستثمارات الاقتصادية” من أجل تحقيق هذا الهدف.  

الهجرة: يبدو الاتحاد المسيحي أكثر تحفظاً، إذ يجب وفق برنامجه الانتخابي، أن تتم الهجرة بطريقة منظمة ووفقاً لقواعد واضحة. ويقول برنامج الحزب : “نحن نرفض الهجرة إلى منظومة المساعدات الاجتماعية” ويدعم الترحيل القسري للمتورطين في جرائم أو عمليات إرهابية.

التجارة الخارجية: يعتمد الاتحاد المسيحي بشكل كبير على “تعددية الأطراف” في التجارة الخارجية، وذلك لأن واحدة من كل أربع وظائف في ألمانيا قائمة على الصادرات.

أمن ودفاع :  يدعم الحزب هدف الناتو في أن ينفق كل عضو اثنين بالمائة من ناتجه الاقتصادي على الدفاع ينادي الديمقراطيون المسيحيون بتطوير قوات مسلحة أوروبية مشتركة – ولكن ليس على حساب الناتو.  وطالب الاتحاد المسيحي بزيادة عديد جنود الجيش الألماني من حوالي 184 ألف إلى 203 آلاف. بالنسبة للاتحاد المسيحي فإن الصداقة الفرنسية الألمانية ضرورية لألمانيا.

الحزب الاشتراكي SPD  

المناخ: يسعى إلى “الحياد المناخي” بحلول عام 2045. ويجب حسب خطة الحزب أن يتم توليد الكهرباء فقط عبر مصادر الطاقة بحلول عام 2040.

الهجرة: الحزب أكثر انفتاحا في موضوع الهجرة، يؤيد الحزب تعدد الجنسيات للمواطنين الألمان. وسيقوم الحزب بتوسيع نطاق لم شمل الأسرة والسماح للأشقاء بالانضمام إلى اللاجئين القصر غير المصحوبين بذويهم والقدوم إلى ألمانيا.

التجارة: يؤكد الحزب في برنامجه على الاستدامة. فعندما يتعلق الأمر بالتجارة في المنتجات الزراعية، على سبيل المثال، يعتمد الحزب على شركاء لديهم منشآت زراعية صغيرة وصديقة للبيئة. ويريد الحزب تنظيما أكبر لصادرات الأسلحة الألمانية

أمن ودفاع : ينتقد الحزب الاشتراكي الديمقراطي هدف الناتو لتخصيص 2 بالمائة من الناتج الاقتصادي للدفاع، ولكنه على أي حال يريد تجهيز الجيش الألماني بشكل أفضل من أجل الوفاء بمسؤوليته كشريك موثوق به في أوروبا وفي حلف شمال الأطلسي. يدعم الحزب خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” من روسيا إلى ألمانيا، ووافق على إنشاء الخط ضمن خطة الحكومة الاتحادية

حزب الخضر Green  

المناخ : يريد حزب الخضر أن تصبح البلاد محايدة مناخياً بحلول عام 203.

الهجرة: ينظر الخضر إلى ألمانيا على أنها “مجتمع هجرة متنوع”. إنهم يطالبون بقانون هجرة مع طرق وصول جديدة لهجرة العمل والتعليم. ويقولون يجب دعم الشركات التي تدرب أو توظف لاجئين.

التجارة : توجيه التجارة أكثر نحو حماية المناخ والاستدامة وتشجيع تصدير الصناعات الصديقة للظروف البيئية والمعيشية.

أمن ودفاع : برنامج حزب الخضر يسير في بعض النقاط في اتجاه مختلف عن اتجاه الاتحاد المسيحي على وجه الخصوص، من ضمن ذلك أنه يطالب بأن تصبح ألمانيا خالية من الأسلحة النووية. كما يرفض الخضر هدف الناتو لتخصيص 2 بالمائة من الناتج الاقتصادي للدفاع، كما أنه ضد خط أنابيب الغاز”نورد ستريم “2.

حزب البديل من أجل ألمانياAFD   

أما حزب البديل من أجل ألمانيا فهو الحزب الأكثر تشددا وانتقادا للهجرة في البرلمان الألماني (بوندستاغ). ويريد تنظيم قوانين اللجوء مرة أخرى على مستوى ألمانيا ودون الاعتماد على القوانين الأوروبية، بالإضافة إلى تأمين الحدود الألمانية ضد العبور غير القانوني. وحزب البديل من أجل ألمانيا يريد أن يتعامل مع روسيا بصورة أكبر ويخفف من تأزم العلاقات مع موسكو رغم ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا.

تقدم جديد للحزب الاشتراكي على تحالف ميركل

واصل الحزب الاشتراكي الألماني صعوده، حسب أحدث استطلاع للرأي، فيما تراجع تحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي، الأمر الذي يجعل من الممكن تشكيل واحد من 5 ائتلافات حاكمة بعد الانتخابات.

أظهرت نتائج استطلاع جديد للرأي يوم 30 أغسطس 2021 أنّ الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا وسع الفارق بينه وبين تحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد “إينزا” أن الاشتراكيين حصلوا على 25%  ليتفوق بشكل على تحالف ميركل المسيحي. وحصل حزب الخضر على 16.5% بتراجع بمقدار نصف نقطة. أما حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي فحصل على 11%. 

الخلاصة

منذ 15 عاما، ولأول مرة تصدّر الحزب الديموقراطي الاشتراكي نوايا تصويت الناخبين، متقدماً على التكتل المسيحي المحافظ بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل وحزب الخضر. ويبدو بدون شك أن مرشح الاشتراكيين الألمان هو المنافس الأكبر لأرمين لاشيت من الحزب المسيحي الديمقراطي. 

وما يدعم ترشيحه هو أن شولتس يشغل منصب وزير المالية ونائب المستشارة ميركل في الائتلاف الحاكم في برلين. ويتميز شولتس، الاشتراكي بالتزامه الهدوء والصمت وعدم ارتكابه أخطاء خلال المناظرات والحملات الانتخابية. وما يزيد في تقدم شولتس أن الحزب الاشتراكي هذه المرة، حافظ على تماسكه ووحدته على عكس الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي ما زال يشهد الكثير من الخلافات الداخلية، وهذا ما يجعل باب المستشارية مفتوحا إلى شولتس مرشح الاشتراكي أكثر من منافسيه الآخرين.

ربما يعجبك أيضا