بعد رحيل آخر جندي أمريكي.. أفغانستان بتوقيت طالبان!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

نشرت القيادة المركزية الأمريكية على حسابها في “تويتر” فجر اليوم الثلاثاء، صورة ليلية لآخر جندي أمريكي يغادر أرض أفغانستان.

وكتبت القيادة في تعليق على هذه الصورة: “صورة لـ اللواء في الجيش الأمريكي “كريس دوناهيو”، قائد الفرقة المجوقلة الـ 82، والذي يعتبر آخر عنصر من القوات الأمريكية يغادر أفغانستان. وبمغادرته تم استكمال المهمة الأمريكية لإجلاء المواطنين الأمريكيين، والأفغان من حاملي تأشيرة الهجرة الخاصة، بالإضافة إلى الأفغان المعرضين للخطر”.

وأعلن البنتاجون خروج آخر جندي أمريكي من أفغانستان ليل الإثنين، لتنتهي بذلك حرب استمرت 20 سنة سيطرت في أعقابها حركة طالبان على البلاد.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية إكمال سحب جنودها من أفغانستان. وأكد قائد القيادة الجنرال /كينث مكنزي/ أن بضعَ مئات من المواطنين الأمريكيين ما زالوا في أفغانستان.

من جانبه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان على تويتر، إن إنهاء المهمة العسكرية في أفغانستان، كان أفضل سبيل لحماية الجنود الأمريكيين، وتأمين خروج المدنيين الراغبين من هناك.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليل الإثنين بعيد إنجاز قوات بلاده انسحابها من أفغانستان أنّ الولايات المتّحدة “ستعمل” مع حركة طالبان الإسلامية المتشدّدة إذا “وفت بتعهّداتها”.

ومن جانب آخر أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، في تجمع لحزب “روسيا المتحدة” الحاكم قبل الانتخابات المحلية المقررة الشهر المقبل، أن روسيا تراقب عن كثب الوضع في أفغانستان، لكنها لن تتدخل عسكريا هناك.

وأضاف بوتين أن روسيا تعلمت من التجربة السوفيتية في أفغانستان، وتابع بالقول: “كان لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية تجربته الخاصة في ذلك البلد، لقد تعلمنا الدروس اللازمة”.

احتفال طالبان

سارعت حركة طالبان المتشدّدة التي سيطرت بسرعة خاطفة على البلاد منذ دنا موعد الانسحاب، إلى الاحتفال برحيل القوات الأميركية و”انتهاء الاحتلال”.

وكتب المسؤول الكبير في الحركة أنس حقّاني في تغريدة على تويتر “لقد صنعنا التاريخ مرة أخرى. هذه الليلة انتهى احتلال الولايات المتّحدة وحلف شمال الأطلسي لأفغانستان والذي استمرّ 20 سنة. أنا سعيد جداً لأنّني بعد 20 سنة من الجهاد والتضحيات والمشقّات، أشهد بكل اعتزاز هذه اللحظات التاريخية”.

وأرفق حقّاني تغريدته بمقطع فيديو ظهر فيه مقاتلون من الحركة وهم يكبرّون ويهتفون ويطلقون النار في الهواء احتفالاً بانسحاب آخر جندي أمريكي.

ومع إقلاع آخر طائرة عسكرية من مطار كابول دوّى أزيز الرصاص في سائر أنحاء العاصمة احتفالاً بسيطرة طالبان عليه.

وكان التوتر المحيط بالمرحلة الأخيرة من عمليات الإجلاء بلغ ذروته الخميس حين وقع تفجير انتحاري عند مدخل المطار تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان وأوقع أكثر من مئة قتل بينهم 13 عسكرياً أمريكياً.

وهنأ محمد سهيل شاهين، المتحدث باسم حركة طالبان، بانسحاب آخر جندي بالقوات الأمريكية من أفغانستان منتصف ليلة الـ31 من أغسطس/ آب الجاري.

وقال المتحدث باسم طالبان في تغريدته: “انسحب آخر جندي أمريكي من مطار كابل الساعة 12 ونال بلادنا استقلالها الكامل ولله الحمد. مبروك”.

بتوقيت طالبان

عشية انسحاب آخر جندي أمريكي؛ ظهر ولأول مرة أمير حركة طالبان الملا هبة الله اخوند زاده في قندهار مع قيادات الحركة، لمناقشة واعتماد إعلان الحكومة الجديدة التي من المتوقع أن تضم جميع أعضاء مجلس الشورى الحالي للحركة.

وحسب تقرير صحيفة عكاظ السعودية، يعقد القائد الأعلى لطالبان هبة الله المشاورات في قندهار، مسقط رأس الحركة، إلى جانب نائبيه سراج الدين حقاني، رئيس شبكة حقاني التي تدرجها أمريكا منظمة إرهابية، والملا محمد يعقوب، نجل مؤسس طالبان الملا عمر.

وبحسب مصادر الصحيفة، فإن تشكيلة الحكومة قد شارفت على الاكتمال، حيث كلف الملا هبة الله نائب الرئيس سراج الدين حقاني والنائب الآخر الملا محمد يعقوب بوضع اللمسات الأخيرة على أسماء مجلس الوزراء.

ويتوقع أن يتضمن مجلس الوزراء أكثر من 26 عضوا. إلى جانب مجلس الشورى الذي هو أهم هيئة لاتخاذ القرار بالنسبة لطالبان، وسيرسخ أخوند زاده نفسه.

فيما توقعت مصادر مقربة من طالبان أن إعلان الحكومة قد يكون من أخوند زاده نفسه في خطاب متلفز على المستوى الوطني.

وفي حالة عدم رغبة أمير طالبان بالظهور على الملأ، فسيتم عبر أحد نائبيه سراج الدين حقاني أو الملا يعقوب، اللذين من المتوقع أيضا أن يتم إعطاؤهما مناصب عليا في مجلس الشورى أو الحكومة الموسعة.

ورجحت المصادر أن يتولى الملا يعقوب وهو نجل الملا عمر منصب وزير الدفاع لأنه يرأس حاليا اللجنة العسكرية لطالبان.

 ومن المفارقات أنه عشية الرحيل الأمريكي يأتي الظهور الأول لأمير الحركة الملا هبة الله في قندهار معلنا عودة عقارب ساعة طالبان على التوقيت الأفغاني.

هذا، وقد تولي هبة الله أخوند زاده زعامة حركة طالبان الأفغانية في 26 مايو/ آيار 2016 بعد أن تم تعيينه في هذا المنصب من قبل مجلس الشورى الحركة خلفاً لزعيم الحركة السابق أختر محمد منصور الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في 22 مايو/ أيار2016.

ويقال إن أخوند زاده قاتل ضد القوات السوفيتية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان وعمل رئيساً لمحكمة عسكرية في كابل تحت حكم مؤسس طالبان وزعيمها الروحي الراحل الملا عمر.

وتحت قيادة أخوند زاده وقعت طالبان اتفاق سلام تاريخي مع الولايات المتحدة في قطر في 29 فبراير/ شباط 2020 ووصف أخوندزاده الاتفاق بأنه “انتصار كبير” للجماعة.

ومنذ 1 مايو/ أيار 2021 صعدت طالبان عملياتها العسكرية ضد القوات الحكومية وسيطرت على مساحات شاسعة من أفغانستان. وفي 15 أغسطس/آب 2021 فرضت الحركة سيطرة كاملة على العاصمة كابل بعد نحو 20 عاما من دحر القوات الأمريكية لها.

وأصدر موقع “صوت الجهاد” بيانا نقل فيه عن أخوند زاده وصفه لاتفاق السلام مع الولايات المتحدة بأنه “نصر كبير”. كما أعلن أخوند زاده أن طالبان ستعفو عن كل من “شارك في الأعمال العدائية ضد الإمارة الإسلامية (طالبان) أو أي شخص لديه تحفظات على الإمارة الإسلامية”.

حكومة وشيكة

وقد ذكر وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي اليوم الثلاثاء أنه سيجري تشكيل حكومة في أفغانستان في غضون أيام بعد أسابيع من الضبابية إثر سيطرة طالبان على البلد. وقال في مؤتمر صحفي في إسلام أباد “نتوقع تشكيل حكومة توافق في أفغانستان في الأيام القليلة المقبلة”.

ربما يعجبك أيضا