‫ الأردن في مواجهة كورونا.. صيف آمن وفرحة بانتهاء الحظر وعودة المدارس

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمّان – دبّت الحياة في شوارع الأردن وأحيائها اليوم الأربعاء الأول من سبتمبر، مع التحاق أكثر من مليوني طالب وطالبة بمدارسهم وعودة التعليم الوجاهي وإلغاء أشكال الحظر كافة التي كان معمولا بها لمواجهة جائحة كورونا. 

وسيكون التعليم الوجاهي اليوم الأربعاء، للصفوف الفردية (الأول والثالث والخامس والسابع والتاسع والحادي عشر)، بينما سيكون الخميس، للصفوف الزوجية (الثاني والرابع والسادس والثامن والعاشر والثاني عشر).

وقررت وزارة التربية والتعليم، التي أكدت جاهزيتها لهذه المرحلة بعد أكثر من عامين على عدم انتظام عمل المدارس، أن يكون الدوام أول يومين على النظام الفردي والزوجي، وذلك لغايات توزيع الكتب المدرسية، والتدريب على البروتوكول الصحي، وتنفيذ برنامج الدعم النفسي والاجتماعي “تكيف”.

واعتبارا من الأحد المقبل، سيكون دوام المدارس بكامل طاقتها، وبصورة منتظمة للمدارس التي ستعود إلى التعليم الوجاهي، بالإضافة إلى طلبة رياض الأطفال، وفي مدارس المملكة كافة، البالغ عددها 3982 مدرسة، بما فيها مدارس الفترتين.

سيناريو التعليم

وفي سياق عودة التعليم الوجاهي، أوضحت الأمين العام للشؤون الإدارية في وزارة التربية والتعليم، نجوى قبيلات، أن سيناريو التعليم سيكون مقسما على 3 أقسام، التعليم وسيكون في المدارس التي يتوفر فيها مساحة تباعد داخل الغرفة الصفية بين الطلبة والمقررة بمتر مربع، والتعليم المدمج، حيث سيكون في المدارس التي لا يتوفر فيها مساحة التباعد المقررة بمتر مربع داخل الغرفة الصفية، والتعليم عن بعد للطالب الذي يصاب بالكورونا لمدة 14 يوما.

وأشارت قبيلات إلى الالتزامات الصحية ضمن البروتوكول الصحي، من حيث تكليف مسؤولي الصحة المدرسية، الذين ستكون مهمتهم إجراء الفحص العشوائي الذي يتم للطلبة من قبل ممرض متخصص، إضافة إلى تزويد إدارة المدرسة بأي إصابات أو أمور تتعلق بالأمراض.

وبينت أن المدرسة التي تبلغ فيها نسبة الإصابات 10 % من مجتمعها المدرسي، سيجرى تحويل التدريس فيها إلى التعليم عند بعد لمدة 14 يوما، مشيرةً إلى أنه منذ بداية التعليم في برنامج الفاقد التعليمي لم تتحول أي مدرسة للتعليم عن بعد، كونه لم تسجل فيها نسبة إصابات عالية وضمن النسبة المقررة.

مرحلة ثالثة وأخيرة 

وبدأت اليوم الأربعاء، المرحلة الثالثة والأخيرة من خطة فتح القطاعات (صيف آمن) التي أقرتها الحكومة في مساعيها لمواجهة جائحة كورونا والتعافي الاقتصادي من تداعيات التي فرضت نفسها على مختلف القطاعات في البلاد.

وتتضمن إجراءات المرحلة الثالثة، إلغاء الحظر الجزئي والكلي في جميع محافظات المملكة، والسماح بالتعليم الوجاهي للمدارس ورياض الأطفال والجامعات وفق اشتراطات تتعلق بالتطعيم.

كما تتضمن، السماح لجميع القطاعات بالعمل في جميع الأوقات وبطاقة تشغيلية 100%، باستثناء صالات الأفراح التي يسمح لها العمل بطاقة استيعابية تبلغ 50%، وبحد أقصى 200 شخص، والسماح للمهرجانات والمؤتمرات والمعارض والمسارح بالعمل بطاقة استيعابية محدودة ووفق اشتراطات خاصة، إلى جانب السماح لوسائل النقل العام بالعمل بسعة مقعدية تبلغ 100%.

أمر الدفاع (32)

وأعلن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، صخر دودين، دخول البند السابع من أمر الدفاع رقم (32) المتعلق بالعاملين في منشآت القطاع الخاص حيز التنفيذ.

وبين أن أمر الدفاع (32) تضمن ضرورة إحضار العاملين في منشآت القطاع الخاص الذين لم يتلقوا الجرعة الأولى من المطعوم، أو تخلّفوا عن موعد الجرعة الثانية، فحص كورونا (pcr) سلبي النتيجة صباح يومي الأحد والخميس من كل أسبوع.

وبحسب أمر الدفاع ذاته، لا يسمح لعامل المنشأة الذي يخالف تعليمات التطعيم الالتحاق بالعمل، على أن تحسم أيام غيابه من رصيد إجازاته السنوية، وفي حال استنفادها، تحسم هذه الأيام من أجره.

كما تضمن إغلاق المنشأة التي تخالف أحكام أمر الدفاع 32 إذا كانت المخالفة للمرة الأولى، ولمدة أسبوعين في حال تكرار المخالفة.

ترحيب وترقب 

وبرغم الترحيب العام، بعودة الحياة وإلغاء أشكال الحظر كافة بعد أكثر 17 شهرا عانى خلالها الأردنيون كثيرا، فإن حالة من الترقب المجتمعية ما تزال ماثلة في ظل ارتباط الإجراءات الجديدة بتطورات الوضع الوبائي واستمرار الإصابات والوفيات اليومية بكورونا.

ويجمع ممثلون وعاملون في القطاع الخاص، على أنهم انتظروا بفارغ الصبر خطوة فتح القطاعات وإلغاء الحظر بكافة أشكاله لعودة العمل من جديد لممارسة نشاطها الاقتصادي.

ويأمل هؤلاء بأن يمكنهم “الصيف الآمن” من تعافيهم وتعزيز قدراتهم على مزاولة أعمالهم والانطلاقة من جديد علهم يتجاوزون ما سببته الجائحة وتداعياتها من خسائر وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني.

ورغم الترحيب، ما تزال هناك مطالب بضرورة التخفيف من القيود المتعلقة بالطاقة الاستيعابية لإشغال صالات الأفراح وأعداد جلوس المواطنين على الطاولات داخل المطاعم.

وعلى صعيد عودة المدارس والتعليم الوجاهي، تنتاب أوساط عديدة في المملكة، مخاوف من تكرار سيناريو إعادة الإغلاق حال تطور الوضع الوبائي وعبرت المملكة في موجة جديدة للفيروس، حيث أن “المتحورة دلتا” الأكثر خطورة هي السائدة حاليا.

وسجلت المملكة الثلاثاء، 13 وفاة و867 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 10411 وفاة و797126 إصابة، منذ بدء رصد الجائحة في منتصف آذار/ مارس 2020. 

ربما يعجبك أيضا