تبعات أزمة الوقود مستمرة.. لبنان مهدد بعدم إنتاج الخبز

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

الانهيار المالي بداية لكابوس مرعب في أي دولة في العالم، ومع التطورات المخيفة التي يشهدها لبنان، وبعدما انعكس الانهيار المالي على نقص حاد في الوقود ما أدى إلى توقف العديد من جوانب الحياة اليومية، باتت الأزمة الاقتصادية الحالية في لبنان، أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990. كما بات نقص المازوت يهدد إنتاج الخبز، وأصبحت المطاحن مهددة بالتوقف عن العمل تدريجيًا بعد نفاد الإمدادات.

بالكاد تؤمن شركة كهرباء لبنان، إمدادات الكهرباء لبضع ساعات يوميًا، ما أدى إلى اعتماد الأسر والشركات اللبنانية بشكل متزايد على المولدات الخاصة التي تعمل بالمازوت، والتي تعاني بدورها نقصًا حادًا في الإمداد. وناشد تجمع المطاحن في بيان “كل المسؤولين المعنيين للعمل بسرعة قبل فوات الأوان لأن المخزون من المازوت لدى كل المطاحن انتهى، وقد تتوقف عن العمل تدريجيًا”. فيما وعدت الحكومة اللبنانية بزيادة ساعات التغذية الكهربائية لنحو 6 ساعات إضافية في الأسبوع الثالث من سبتمبر الجاري، بعد تسلمها للفيول المناسب لتوليد محطات الكهرباء من شركة إماراتية فازت بعقد مبادلة النفط العراقي الخام المقدم للبنان، بفيول مكرر.

وينتظر لبنان وصول الشحنة الأولى من النفط المكرر للشروع في عملية زيادة الإنتاج الكهربائي. وأعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر أن الشحنة الأولى من الفيول العراقي تصل في الأسبوع الثاني من سبتمبر الحالي، والشحنة الثانية تصل في الأسبوع الثالث منه.

أزمة خبز

توقفت بعض أفران الخبز في لبنان، أمس الأربعاء، عن العمل بسبب نفاذ الدقيق لديها لعدم توريد مطاحن القمح الدقيق للمخابز، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وقال نقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم، إن توقف إمداد المطاحن للأفران بالدقيق “سيسبب أزمة خبز”، مضيفًا أن “مخزون الطحين في الأفران ينفد اليوم”.

ويعاني لبنان من أزمة نقص الوقود وسط انهيار مالي يعانيه البلاد والذي تسبب في نقص السيولة اللازمة لاستيراد الوقود.

توقف الأفران

ويرجع توقف إمداد المطاحن للأفران بالدقيق لسببين؛ الأول هو توقف مطاحن عن العمل بسبب نفاذ المازوت، وهو ما حذر منه تجمع المطاحن في لبنان، يوم الثلاثاء الماضي، مطالبًا المسؤولين بتوفير المازوت للمطاحن.

أما السبب الثاني لتوقف إمداد الدقيق عن الأفران فيتمثل في قرار أصدره وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمه، أمس الأربعاء؛ لمكافحة التهريب والاحتكار والسوق السوداء للطحين والخبز اللبناني. ويحظر القرار على المطاحن توريد الدقيق للأفران التي لم تلتزم بقرار صدر قبل يومين يلزم كل فرن بإبلاغ المديرية العامة للحبوب أسبوعيًا بأسماء موزعي الخبز الذين يتعاملون معهم، وعدد ربطات الخبز المنتجة والمباعة.

ساعات كهرباء إضافية

وعدت الحكومة اللبنانية بزيادة ساعات التغذية الكهربائية لنحو 6 ساعات إضافية في الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر الجاري، بعد تسلمها للفيول المناسب لتوليد محطات الكهرباء من شركة إماراتية فازت بعقد مبادلة النفط العراقي الخام المقدم للبنان، بفيول مكرر.

ويعاني لبنان، منذ مطلع الصيف الحالي، من أسوأ أزمة تغذية كهربائية في تاريخه، حيث لا تتخطى تغذية «مؤسسة كهرباء لبنان» الساعتين يوميًا في بعض المناطق، ما فرض ضغطاً على شبكة الكهرباء البديلة (المولدات) التي ينطفئ بعضها لساعات طويلة يوميًا بسبب ندرة مادة المازوت في الأسواق.

ويُنظر إلى هذا التدبير على أنه حل جزئي، لن يحل أزمة انقطاع الكهرباء المتنامية، ما لم تتوفر الاعتمادات المالية لتأمين مصادر تمويل أخرى لشراء الفيول لمحطات الإنتاج. وقال رئيس لجنة الطاقة والأشغال في البرلمان اللبناني النائب نزيه نجم، إنه إذا لم تتوفر الاعتمادات، فلن يتخطى توفير التغذية الكهربائية أكثر من الساعات الست أو الأربع التي وعد بها وزير الطاقة، مؤكدًا بحسب صحيفة «الشرق الأوسط» أن مجلس النواب ليس بصدد فتح اعتمادات مالية جديدة بغياب حكومة، أو بوجود خطة جدية لتوفير الكهرباء من غير تبديد أموال المودعين.

وقال نجم: «مجلس النواب حريص على أموال المودعين في المصارف الموجودة ضمن الاحتياطي الإلزامي لمصرف لبنان، وإذا قام بشيء يخالف مصلحتهم، فإنه عندئذ سيكون يستخف بحقوق الناس وأموالهم».

ويعاني لبنان مما وصفه البنك الدولي بأعمق كساد مسجل في العصر الحديث ما أدى إلى خسارة العملة المحلية أكثر من 90% من قيمتها ودفع أكثر من نصف السكان إلى الفقر. ووصلت أزمة الوقود إلى مرحلة حرجة هذا الشهر عندما قال البنك المركزي إنه يعجز عن تمويل واردات الوقود بأسعار صرف مدعومة، وأنه سيتحول إلى أسعار السوق.

ربما يعجبك أيضا