إذا لم تعد لطاولة المفاوضات.. أوروبا قد تعود بملف إيران النووي إلى مجلس الأمن!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

مطالب عديدة من جانب أوروبا إلى إيران؛ للعودة إلى استئناف محادثات فيينا، التي توقف لحين استلام الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي للسلطة. فقد دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إيران لاستئناف المفاوضات التي قطعتها إيران منذ يونيو سريعا، بما يتيح العودة للتنفيذ الكامل لاتفاق فيينا النووي لعام 2015.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان لها، إن “لو دريان تواصل هاتفيا مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وشدد على أهمية وضرورة الاستئناف الفوري للمفاوضات، التي قطعتها إيران منذ يونيو، من أجل السماح بالعودة إلى التنفيذ الكامل لاتفاق فيينا النووي لعام 2015”.

ويبدو أن أوروبا قلقة من وصول إيران إلى العتبة النووية الحرجة، التي لا عودة فيها إلى المربع الأول؛ فهناك مخاوف من وصول إيران إلى مستوى تخصيب اليورانيوم بما يكفي لإنتاج القنبلة النووية.

فقد أعرب لودريان عن قلقه إزاء جميع الأنشطة النووية التي نفذتها إيران انتهاكا لهذا الاتفاق.

كما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، عن تشجيع إيران على استئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي، بعد تقرير عن أن الأخيرة سرعت تخصيبها لليورانيوم إلى درجة تقترب فيه من مستوى الأسلحة.

علما بأن إيران والدول الأعضاء في الاتفاق النووي عقدت حتى الآن ست جولات من المحادثات لإحياء الاتفاق النووي، مع مشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة، ولكن لم يتم التوصل إلى نتيجة نهائية.

وانتهت الجولة الأخيرة من المحادثات النووية في 20 يونيو (حزيران) الماضي، وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مؤخرًا إن العودة إلى طاولة المفاوضات قد تستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر.

طهران ليست في عجلة

لم تعلن طهران عن رفضها لاستئناف المحادثات النووية؛ ولكنها لا تتعجل هذه العودية، ويبدو أنها ستكون مشروطة، فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن طهران ستشارك في مفاوضات الاتفاق النووي التي تكون لها نتائج ملموسة في ضمان حقوق ومصالح الشعب الإيراني.

وفي اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، قال عبداللهيان: إن “الإدارة الأمريكية مسؤولة عن الوضع الحالي بسبب انسحابها غير القانوني من الاتفاق النووي وفرضها إجراءات حظر قاسية على الشعب الإيراني العظيم، والأطراف الأوروبية كذلك بسبب موقفهم المتفرج”.

وأضاف: “بناء عليه، فإن إيران ستشارك في مفاوضات يكون لها نتائج ملموسة في ضمان حقوق ومصالح الشعب الإيراني”.

الضغط على طهران

ويبدو أن أوروبا ستتجه إلى الضغط على إيران من باب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتلويح بإمكانية إرسال ملف إيران إلى مجلس الأمن. فقد أشارت وكالة أنباء “بلومبرج” إلى انعقاد المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر (أيلول) الحالي واحتمال إجراء لقاء بين رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة، ومحمد إسلامي، الرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

وقالت بلومبرج: إن الحكومات الأوروبية تنتظر نتيجة هذه المباحثات واتخاذ القرار بشأن إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن.

وأضاف التقرير أن جروسي يسعى إلى تمديد اتفاقية مراقبة البرنامج النووي الإيراني، وفي حال فشل هذه المحادثات، فإن الحكومات الأوروبية تدرس إصدار قرار جديد من قبل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران وإحالة القضية إلى مجلس الأمن، رغم أن روسيا والصين قد ترفضان تأييد إصدار قرار ضد إيران.

وأردف التقرير أنه من المحتمل  عقد جولة سابعة من محادثات إحياء الاتفاق النووي على هامش المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وسبق أن نقلت “رويترز” عن عدة مصادر إيرانية قولها إن حكومة إبراهيم رئيسي قد تطلب الاعتراف بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة لإيران وتنشيط أجهزة الطرد المركزي المتطورة.

وقال مدير الملف الإيراني في مجموعة الأزمات الدوليّة، علي واعظ، في تصريح أدلى به إلى وكالة “بلومبرج” إنه من المحتمل أن يطالب الجانب الإيراني بتنازلات تتجاوز الاتفاق النووي ورفع العقوبات النووية الأمريكية. علما أن أميركا وإضافة إلى العقوبات النووية، فرضت إجراءات عقابية أخرى على إيران على خلفية قضايا حقوق الإنسان ودعم طهران لـ “الإرهاب”.

إلى متى الانتظار؟

وفي إشارة إلى أن الولايات المتحدة لم تتلق أي مؤشر على استئناف المحادثات، قال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن “لا يمكنها الانتظار إلى الأبد” حتى تعود إيران إلى طاولة المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي في فيينا.

وفي مقابلة مع “بلومبرج نيوز, أمس الجمعة، قال روبرت مالي إن الولايات المتحدة لم تتلق بعد أي مؤشر على أن الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، مستعد للالتزام بالجولة السابعة من محادثات فيينا.

وأضاف: “لا يمكننا أن ننتظر إلى الأبد بينما تواصل إيران تقدمها النووي، لأنه بعد مرحلة ما، ستكون العودة إلى الاتفاق النووي أقل قيمة بالنسبة للولايات المتحدة”.

وقال هذا الدبلوماسي الأميركي إن الولايات المتحدة مستعدة للتحلي بالصبر، لكنه شدد على أن “هذه القضية يجب أن لا تتأخر طويلا، لأنه في مرحلة ما سيتعين علينا التوصل إلى نتيجة مختلفة”.

وقال مالي: “إذا كانت إيران تريد شيئًا مختلفًا، فلنتفاوض على اتفاقية مختلفة, وإذا كانوا يريدون العودة إلى الاتفاق النووي، فلنعد إلى التزامات عام 2016”.

ربما يعجبك أيضا