مصر وقبرص.. اتفاقات لتعزيز الشراكة وتعاون لمواجهة التحديات

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

القاهرة – اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أناستاسياديس على ضرورة تعزيز الآلية القائمة للتعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان؛ لمواصلة التنسيق السياسي والتعاون الفني بين الدول الثلاث؛ وذلك استمرارا لخطى مصر صوب تعزيز العلاقات مع شركائنا في إقليم المتوسط.

وأكد السيسي لنظيره القبرصي -في مؤتمر صحفي مشترك، اليوم السبت، في قصر الاتحادية- على موقف مصر الثابت من مساعي تسوية القضية القبرصية، وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

 وشدد الرئيس السيسي على تضامن مصر مع قبرص حيال أي ممارسات من شأنها المساس بالسيادة القبرصية أو محاولات فرض أمر واقع مستحدث بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن، وبما يقوض فرص التوصل لتسوية القضية القبرصية على أساس وحدة الجزيرة، والأطر التي توافق المجتمع الدولي عليها لحل القضية.

وأكد الرئيس المصري أن الشراكة الاستراتيجية التي جرى تأسيسها في شرق البحر المتوسط؛ تستوجب توثيقا دائما يهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي والالتزام بالدعم المتبادل إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

مصر وقبرص.. علاقات تاريخية

من جانبه، أشاد السيسي بما وصلت إليه العلاقات الثنائية بين مصر وقبرص، وما جرى إنجازه على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية.

وقال: إن الاجتماع الأول لتدشين اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص -الذي ترأسه الرئيس ونظيره القبرصي- “خطوة مهمة في العلاقة بين البلدين”، مضيفًا أن اللجنة ستصبح إطارا للتعاون الثنائي بين البلدين، وستحقق نقلة نوعية بين البلدين؛ لمواجهة التحديات وستكون خطوة ملموسة في التعاون على كافة الأصعدة.

الكهرباء والغاز

بدوره، أكد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، أهمية زيادة التعاون مع مصر في مجال الطاقة وتفعيل الاتفاقية المشتركة الخاصة بتدشين خط أنابيب تحت سطح البحر لنقل الغاز الطبيعي، إلى جانب التعاون في مجال الربط الكهربائي بين البلدين.

وأشاد الرئيس القبرصي بعمق العلاقات الثنائية بين مصر وقبرص، منوها بإرادة البلدين لدفع هذه العلاقة قدما بالتعاون المشترك والارتقاء به لتقوية الروابط السياسية والاقتصادية.

ووصف الرئيس القبرصي اللجنة العليا الثنائية على مستوى الحكومات المصرية والقبرصية بأنها «تاريخية».

وقال الرئيس القبرصي إنه تم التباحث لزيادة التعاون في مجال الطاقة وأنه تم إصدار تعليمات بتسريع أعمال اللجنة المشتركة التي تشكلت بهدف تفعيل الاتفاقية المشتركة الخاصة بتدشين خط أنابيب تحت سطح البحر لنقل الغاز الطبيعي.

وأوضح أنه بالنسبة لخط الأنابيب تحت سطح البحر ونقل الغاز الطبيعي، تلتقي اللجان الفنية المختصة في 15 من الشهر الحالي ومن المنتظر أيضا أن يتم خلال هذا الشهر التوقيع على مذكرة تفاهم الخاصة بالربط الكهربائي بين مصر وقبرص وأيضا التوقيع على مذكرة تفاهم على المستوى الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص من خلال مشروع الربط الكهربائي الأوروبي الأفريقي.

وأشار إلى أهمية تبادل الخبرات في هذه المجالات وأنه تم أيضا مناقشة التعاون في مجال التعليم ولوحظ أن هناك مؤشرات لضرورة تفعيل هذا التعاون والتوقيع على مذكرة التفاهم بخصوص التعليم العالي والبحث العلمي.


التبادل التجاري بين مصر وقبرص يسهم في دعم علاقات البلدين

من جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن العام 2014 شهد الاتفاق الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان الذي يعد بمثابة قفزة استراتيجية لتعزيز علاقات مصر مع دول مهمة في البحر المتوسط وأعضاء في الاتحاد الأوروبي، موضحا أن تدشين اللجنة العليا بين مصر وقبرص يعتبر تعزيز للقفزة التي حدثت في العلاقات بين البلدين، خاصة مع كونها تضم مجالات متعددة ومهمة مثل الزراعة والتعليم العالي.

وأضاف العرابي -في مداخلة هاتفية مع فضائية “إكسترا نيوز”، اليوم السبت- أن هناك تبادل تجاري بين مصر وقبرص يسهم في دعم علاقات البلدين في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية لمصر مؤخرا مبنية على دعم السلام والاستقرار في البلاد وهو ما تحتاجه قبرص في مشكلتها مع تركيا، متابعا أن هناك أسس قوية للعلاقات بين مصر وقبرص أبرزها التعاون في مجال الغاز والربط الكهربائي والمساعدة المصرية في إطفاء حرائق الغابات القبرصية.

ولفت  العرابي إلى أن الجوار الجغرافي ذو أهمية كبيرة في مشاركة القضايا الإقليمية بين الدول وبالتالي يوجد توافق في الرؤى بين مصر وقبرص حول القضية الفلسطينية وهي واحدة من القضايا الهامة التي جرى مناقشتها في القمة الحالية.

يشار إلى أن هذا المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في العاصمة المصرية، جاء تتويجا لاجتماع رئاسي هو الأول من نوعه بين البلدين في إطار عمل اللجنة العليا المشتركة، من أجل بحث تعزيز العلاقات والتعاون في مجالات الأمن والطاقة.

كما تناولت اللجنة الحكومية التي عقدت للمرة الأولى على المستوى الرئاسي عدة جوانب من العلاقات الثنائية خاصة في مجالات الدفاع والتعاون العسكري والاستثمار والنقل البحري والزراعة والتعليم والبيئة، والشباب.

وبرز التقارب بشكل أوضح بين كل من قبرص ومصر واليونان العام الماضي، خلال تصاعد التوترات في شرق المتوسط على خلفية تنقيب تركيا عن الغاز في مناطق متنازع عليها مع اليونان وقبرص.

ربما يعجبك أيضا