لحياة كريمة.. التكاتف والتراحم أبرز رسائل «السيسي» باحتفالية أبواب الخير

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

صراعات قاسية شهدتها جميع دول العالم على مر العصور، ولا زالت مستمرة حتى الآن، من أجل البقاء وتحدي العقبات لتوفير حياة كريمة لشعوبها، فضلًا عن وضع مجتمعاتها على الطريق الصحيح لمسيرة التنمية.

التحدي الكبير الذي يواجهه شعب أي بلد، لا يمكن تخطيه إلا بالتعاون والتضامن، وذلك من أجل توفير حياة أفضل لبني البشر في مختلف المجالات، هكذا تضمنت رسائل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، التي وجهها للشعب المصري صباح اليوم الأحد، خلال احتفالية “أبواب الخير”، التي أقيمت بالعاصمة الإدارية الجديدة، لتفقد أكبر قافلة إنسانية لرعاية مليون أسرة على مستوى الجمهورية.

«أبواب الخير»

الاحتفالية، نظمها صندوق تحيا مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، وتزامنًا مع اليوم العالمي للعمل الخيري.

وتستهدف الاحتفالية نحو 5 مليون مواطن في إطار تكثيف جهود وإجراءات الحماية الاجتماعية التي تتخذها الدولة لتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين، وذلك بالتنسيق ما بين القطاع الحكومي وغير الحكومي ومنظمات المجتمع المدني.

وشهد الرئيس السيسي خلال الاحتفالية، فيلم تسجيلي تضمن الحديث عن أهمية التكاتف والتراحم، وأن مصر لا يمكنها أن تتخطى كل العقبات إلا بالتعاون والبناء والتعمير.

وأشار الفيلم إلى أن كلمة “تحيا مصر” قد تحولت في غضون 7 سنوات لكيان كبير يجمع المصريين على حب الخير، وذلك عندما أطلق الرئيس السيسي مبادرة تأسيس صندوق “تحيا مصر”، مؤكدًا على إنه منذ ذلك الوقت يتشارك الجميع لتوفير حياة كريمة للإنسان المصري في مختلف المجالات.

وأوضح الفيلم أن الصندوق ساعد الدولة في مبادرات ومشروعات لتغيير حياة المصريين للأحسن على غرار مبادرات “نور حياة، بالهنا والشفا، برنامج أطفال بلا مأوى والذي أنقذ أكثر من 23 ألف طفل من خطر الشارع، تنمية الريف المصري وإعمار القرى الأكثر احتياجًا، قوافل الصندوق التي تصل لأقصى الحدود لتوفير الكساء والغذاء، والمبادرة المصرية لرعاية الأشقاء الفلسطينيين”، كما أوضح الفيلم أن الصندوق دائمًا في وقت الخطر حاضر ومشارك مع كل أجهزة الدولة.

ونوه بأن الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص يتشاركون مع صندوق تحيا مصر لفتح أبواب الخير للوصول إلى 5 ملايين مواطن مستحق في كل محافظات مصر، وغيرها.

كما أن الصندوق وفر لمريض الفشل الكلوي 217 ماكينة غسيل كلوي و400 كرسي في مرحلة جديدة من المبادرة الرئاسية، والتي قامت بإحلال وتجديد 3 آلاف و100 ماكينة غسيل كلوي بالتعاون بين الصندوق ووزارة الصحة، وكذلك توفير 500 حضانة للأطفال المبتسرين”، مشيرًا إلى أن الصندوق مستمر في الشراكة مع وزارة التضامن لرعاية 42 ألفًا من صغار الصيادين.

السعي لتحقيق استراتيجية بناء الإنسان

55

يسعى الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، دائمًا منذ توليه الحكم للقضاء على الفقر في مصر، وتحقيق الحياة الكريمة والمعيشة الآدمية لكل أبناء الشعب المصري، من خلال إطلاقه وتبنيه للعديد من المبادرات، والمشروعات الخدمية العملاقة وتحفيز كل المساهمين فيها ودعمهم، لكن هذه المسيرة تحتاج بكل تأكيد إلى التفاف الشعب بأكمله من خلال التعاون والتكافل، الأمر الذي يُعد جزءًا أساسيًا من تحقيق استراتيجية بناء الإنسان.

وفي هذا الصدد، وخلال احتفالية اليوم، أكد الرئيس المصري في كلمته، على أن الدولة تعمل على تطوير الأداء من أجل تحسين معيشة المواطنين، مشيرًا إلى أن هناك تنسيق بين أجهزة الدولة والمجتمع المدني لتنظيم العمل الخيري في مصر.

وقدم السيسي الشكر لكل من ساهم في فعالية “أبواب الخير”، وجميع مبادرات “تحيا مصر”، وكل المشاركين من منظمات المجتمع المدني والقائمين على أعمال البر والخير ورجال الأعمال، مشددًا على أن المجتمع المصري يقدر هذا المجهود، مؤكدًا على أن الدولة بحاجة لزيادة موارد صندوق تحيا مصر لتحقيق المزيد من الخدمات للمواطنين.

وطالب الرئيس المصري، رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني للمساهمة في مبادرات الحماية الاجتماعية لتحسين حياة المواطنين، وقدم اقتراحًا بقيام صندوق تحيا مصر بإعداد مشروعات لصغار المزارعين وتنمية الثروة الداجنة وإحلال وتجديد السيارات القديمة، موجهًا بزيادة عدد المستفيدين من صندوق تحيا مصر.

وتطرق السيسي خلال كلمته، إلى ضرورة التصدي لوباء كورونا، خاصة مع استعداد البلاد للموجة الرابعة من الفيروس التاجي، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على تحقيق أعلى معدلات التطعيم ضد كورونا للوصول للمناعة الجماعية في أسرع وقت.

ودعا المواطنين بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذا الوباء، خلال الموجة الرابعة، مكلفًا الحكومة بسرعة الانتهاء من تطعيم طلاب المدارس والجامعات والمعلمين والعاملين بالدولة.

مبادرات الحماية الاجتماعية

وعلى هامش احتفالية “أبواب الخير” تفقد الرئيس السيسي، عددًا من مبادرات الحماية الاجتماعية، واستمع الرئيس، إلى شرح مفصل حول تلك المبادرات المختلفة.

وتضمن ذلك تفقده لعدد من أجنحة لتلك المبادرات، والتي تحتوي على ملابس وأجهزة كهربائية وأدوات منزلية وعددًا من الأجهزة الطبية، والمواد الغذائية ضمن برنامج “بالهنا والشفا” والأثاث المنزلي، التي وفرها صندوق تحيا مصر، وغيرها.

وتأتي مبادرات الحماية الاجتماعية بمثابة مظلة تأمين للأسر الأولى بالرعاية، وساهمت برامجها في توفير حماية كريمة وتخفيف تداعيات برنامج الإصلاح الاقتصادي على الأسر الأولى بالرعاية، ومن أهمها برنامج تكافل وكرامة، حيث أطلقت الحكومة لدعم وحماية الفقراء ومحدودي الدخل وكبار السن.

وساعدت الدولة السيدات المعيلات، وزادت نسبة ميزانية التحويلات النقدية لهن من خلال برنامجي تكافل وكرامة، وأطلقت عدة مبادرة لدعم محدودي الدخل، حيث تأثرت أوضاعهم بتداعيات فيروس كورونا.

وكان أبرزها أيضًا تقديم مساعدات نقدية للعمالة غير المنتظمة بالإضافة إلى جهود صندوق تحيا مصر لتوفير القوافل الإنسانية للمواطنين، فضلًا عن مساعدة الفتيات اليتيمات والأكثر احتياجًا، ودعمهن لتجهيز وتوفير مستلزمات الزواج من أجهزة كهربائية وأدوات منزلية وغيرها.

صندوق تحيا مصر.. وموسوعة «غينيس»

كان الهدف، من إنشاء صندوق تحيا مصر، هو تنفيذ مشروعات قومية تنموية تهدف إلى وضع حلول جذرية للقضايا والظواهر الاجتماعية التي تؤرق حياة فئات كبيرة من المصريين، ومع الوقت حقق الصندوق 3 أرقام قياسية جديدة في موسوعة “جينيس” العالمية.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، خلال كلمته باحتفالية اليوم، أن موسوعة “جينيس” تتأهب لاستقبال 3 أرقام قياسية جديدة، وهي:

الأولى: هي “أكبر حملة تبرع بالأجهزة الطبية على مستوى العالم”، بما في ذلك أجهزة الغسيل الكلوي وحاضنات الأطفال والتنفس الصناعي.

والثانية: هي “أكبر حملة للتبرع بالأجهزة المنزلية” بواقع 4500 جهاز.

والثالثة: هي “أكبر تبرع بالمواد الغذائية” بإجمالي مليون كرتونة موجهة إلى مساعدة الأسر في ربوع مصر.

​يشار إلى أن صندوق “تحيا مصر” قد أحرز 3 ألقاب عالمية في موسوعة “جينيس”، العام الماضي، وهي: “تنظيم أكبر قافلة تبرع بالدواجن على مستوى العالم” قوامها 2000 طن دواجن، و”أكبر قافلة مواد غذائية” قوامها 300 ألف صندوق مواد غذائية، بالإضافة إلى “أكبر قافلة شاحنات مساعدات في العالم”.

على هامش الاحتفالية

وفي سياق آخر، حرص الرئيس السيسي أيضًا، على تفقد سير الأعمال والموقف الإنشائي لدار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك حسبما صرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية، عبر حسابه الرسمي على “فيس بوك”.

وعن دار الأوبرا بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، فتعد هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، وتضم دار الأوبرا قاعة رئيسية تصل سعتها 3500 فرد، ومقامة وفقًا لأحدث التقنيات الهندسية من إضاءات تخصصية وأنظمة صوتية إلى جانب مسرح للموسيقي يصل سعته إلى 1300 فرد مؤهل وفقًا للمعايير الدولية لاستقبال الحفلات الموسيقية العالمية، بجانب مسرحًا للدراما والأداء الحركي يتسع لـ700 فرد، وذلك في إطار طراز معماري فريد وثري.

وفي التفاصيل، تتكون من 5 قاعات، القاعة الرئيسية بها 2200 مقعدًا بتقنية حديثة، والثانية هي قاعة الدراما وبها 632 مقعدًا، وقاعة الموسيقى على شكل شجرة اللوتس لأول مرة في مصر وبها 1168 كرسيًا، والرابعة متحف الشمع لأول مرة على أرض مصر، والقاعة الخامسة هي قاعة التدريب.

وتقع دار الأوبرا، في مدينة الثقافة والفنون التي تشتمل على “مكتبة العاصمة، متحف عواصم مصر، متحف الفن الحديث، السينما الوثائقية، بيت العود، مبني الموسيقي المعاصرة، قاعات تدريب أوركسترا وباليه، سمبوزيوم للنحاتين، محطة مياه مثلجة ومحطات كهرباء، مسجد يسع لـ700 شخص، غابات شجرية، بالإضافة إلى عدد من المراسم والجاليريهات والجرافيك استوديو، ومناحت، ومحال تجارية ومطاعم وكافيهات.

وتشتمل دار الأوبرا كذلك على مسرح مكشوف يسع 15 ألف شخص، بجانب المسرح الروماني، بالإضافة إلى عدد من الجراجات السطحية، و2 جراج متعدد الطوابق، تتسع لـ4500 سيارة.

ربما يعجبك أيضا