«فَسَّر حقيقة الوضع بتونس».. قيس سعيد يُقنع واشنطن بجدوى تدابيره الاستثنائية

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

نجح الرئيس التونسي قيس سعيد في إقناع وفد الكونغرس الذي يؤدي زيارة إلى تونس بحقيقة الوضع في البلاد وبجدوى إجراءاته الاستثنائية التي اتخذها يوم 25 يوليو الماضي بعد محاولات العددي من الجهات وفي مقدمتهم الإسلاميين نشر الإشاعات والمغالطات بذريعة “الانقلاب”.

وزار وفد من الكونغرس الأميركي ضمّ السيناتور “كريس مورفي” والسيناتور” جون أوسوف” تونس، السبت، حيث التقى الوفد الرئيس سعيد في قصر قرطاج للحديث عن التطورات في المشهد السياسي التونسي.

واتهم الرئيس التونسي أطرافا تونسية لم يكشف عن هويتها قال أنها اعتبرت الدولة غنيمة وأداة لتجويع الشعب لكن كثيرين ربطوا بين تهم سعيد والتيار الإسلامي الذي سعى طيلة الفترة الماضية إلى تشويه الإجراءات ظنا منهم أن ذلك سيسمح لهم بالعودة إلى الحكم بالرغم من إرادة التونسيين.

وأضاف الرئيس التونسي في إشارة إلى الإخوان “إنهم يذهبون إلى الخارج ليشوهوا بلدهم ورئيسهم. موضحا انه اتخذ تدابير 25 يوليو الماضي بالاستناد إلى الشرعية الدستورية وان ما قام به ليس انقلابا.
وتابع الرئيس التونسي “لما رأيت التونسيين يخرجون إلى الشوارع للمطالبة بالكرامة وحقهم في الحياة لجأت إلى النص الدستوري”.
وطالب قيس سعيد الأميركيين “بالاستماع إلى نبض الشارع”، مشيرا إلى “فرحة تونسيين بعد الإعلان عن تدابير 25 يوليو”.

وتحدث الرئيس التونسي عن الفصل 80 من الدستور التونسي الذي يخول له اتخاذ تدابير استثنائية لمواجهة خطر داهم ومنع سقوط الدولة التي انهارت اقتصاديا في حكم الإسلاميين وأصبحت غير قادرة حتى على توفير “الأوكسجين” لأبنائها الذين أصيبوا بفيروس كورونا.

تفهم أميركي لكن بشروط

وفي موقف لافت وتطور جديد قال السيناتور الأميركي “كريس مورفي”: إن مصلحة الولايات المتحدة الوحيدة هي حماية وتعزيز ديمقراطية واقتصاد سليمين للتونسيين في إشارة إلى أن الدعم الأميركي لتونس سيتواصل لكنه يظل مشروطا.

وأضاف السيناتور الأميركي: “نحن لا نفضل أي طرف على آخر وليس لدينا أي مصلحة في دعم مشروع إصلاحي معين على حساب آخر.. على التونسيين أن يقرروا بخصوص هذه المسألة”.

وأضاف السيناتور: “أن الولايات المتحدة ستواصل دعم الديمقراطية التونسية التي تستجيب لاحتياجات الشعب التونسي وتحمي الحريات المدنية وحقوق الإنسان.”

ويرى مراقبون أن هذا الموقف نوع من التأييد الضمني لإجراءات قيس سعيد، خاصة وان التونسيين أيدوا وبشكل قاطع إجراءات قيس سعيد وخرجوا بالآلاف فرحا بها لكن واشنطن ربطت ذلك بتواصل المسار الديمقراطي الذي أكد قيس سعيد على حمايته وعدم الخروج على الدستور والعمل على تشكيل حكومة جديدة وفق خارطة طريق واضحة.

قوى وطنية ترفض الاجتماع برعاة الإسلام السياسي

في المقابل عبرت العديد من القوى الوطنية من منظمات وأحزاب رفضها لزيارة الوفد الأميركي حيث ترى هذه القوى أن واشنطن دعمت التيار الإخواني لتولي الحكم بعد ثورات الربيع العربي خدمة لمصالحها ومشاريعها.

ورفض الحزب الدستوري الحر وحزب العمال وحركة الشعب وغيرهم زيارة وفد الكونغرس التي اعتبروها محاولة لخدمة مصالح الإسلاميين والعمل على إعادتهم للسلطة وهو أمر مرفوض من قبل الشعب التونسي.

وعبرت تلك الأحزاب عن رفضها الجلوس مع الوفد بعد أن تم توجيه دعوة لهم من قبل السفارة الأميركية.

كما انتقد الاتحاد العام التونسي للشغل زيارة الوفد الأميركي رافضا الاجتماع بالوفد ما يشير كذلك  لرفض المنظمة العمالية لأي محاولة للعودة إلى ما قبل إجراءات 25 يوليو في دعم واضح لمواقف الرئيس ولخطواته.

ويبدو أن الأميركيين قد اندهشوا من حجم الرفض الشعبي والسياسي للتيار الإسلامي الذي يتحمل مسؤولية العشرية السوداء التي مرت بها البلاد.

ربما يعجبك أيضا