الصراع مشتعل بين طالبان والمعارضة.. معركة بنجشير مفتاح الحكومة الأفغانية الجديدة

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

يشهد وادي بنجشير في أفغانستان معارك ضارية، بين قوات حركة طالبان وقوات المقاومة المعارضة لها، وتركز طالبان حاليًا على السيطرة على آخر جيوب المقاومة في وادي بنجشير، ولكنها تواجه مقاومة شرسة، تخوضها ضدها «الجبهة الوطنية للمقاومة».

وبعد حوالي 3 أسابيع على عودة حركة طالبان إلى الحكم، لا يزال الأفغان ودول العالم ينتظرون ولادة حكومة طالبان الجديدة، ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين في طالبان قولهما: «إنه لن يكون هناك أي إعلان بشأن الحكومة الجديدة كما كان مقررًا، بعد تأجيلها أمس الأول».

أزمة كبيرة

تحدث نائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح، من وادي بنجشير، عن «وضع صعب جدًا» حول المعارك مع حركة طالبان، مؤكدًا أن «المقاومة ضد الحركة مستمرة وستستمر»، بينما قال أحمد مسعود الذي يقود المقاومة في الوادي، إن طالبان اقترحت منح مقعدين للجبهة الوطنية للمقاومة في الحكومة التي تعتزم تشكيلها، وأضاف: في وقت نطالب فيه بمستقبل أفضل لأفغانستان، فإننا لم نفكر في عرض الحركة التي اختارت طريق الحرب.

وقال متحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية إن الجبهة تسيطر بالكامل على جميع الممرات والمداخل، وإنها صدت محاولات من مسلحي طالبان للسيطرة على منطقة شتل في مدخل الوادي.

ولقي 17 شخصًا على الأقل، حتفهم، وأصيب 41 آخرون، في إطلاق أعيرة نارية، خلال احتفالات في كابول، بعدما قالت مصادر في طالبان إن المقاتلين بسطوا سيطرتهم على إقليم بنجشير، الذي لا يزال مستعصيًا على الحركة، في حين نفى قادة المعارضة في الإقليم، سقوطه في أيدي طالبان.

أنباء متضاربة

تسود تقارير متضاربة بشأن سيطرة حركة طالبان على وادي بنجشير فيما تكذب قوات المعارضة تلك الأخبار. تقدم مقاتلو طالبان في وادي بنجشير فيما أكد عناصر المقاومة الأفغانية المناهضة قدرتهم على إبعاد مسلحي الحركة، إلا أن محللين حذروا من أن قوات المعارضة تواجه صعوبات، بحسب “سكاي نيوز”.

وأفادت وكالة الإغاثة الإيطالية “إميرجنسي” (طوارئ) التي تدير مستشفى في بنجشير أن قوات طالبان وصلت إلى قرية أنابة، حيث تدير الهيئة مركزًا للعمليات الجراحية.

وضع قاتم

قال مدير تحرير “لونغ وور جورنال”، ومقرها الولايات المتحدة بيل روجيو، اليوم الأحد، إن الوضع لا يزال “ضبابيًا بالنسبة للمقاتلين” وسط تقارير غير مؤكدة بأن حركة طالبان انتزعت عدة مناطق، لكن الوضع “يبدو سيئًا”،  ويشير كل طرف إلى أنه كبد الآخر خسائر كبيرة.

وأفاد روجيو، اليوم، بأن “جيش طالبان اكتسب خبرة عبر 20 عامًا من الحرب ولا مجال للشك في أن طالبان تدربت كجيش”، مضيفًا أن “النصر غير مرجح” بالنسبة لقوات المقاومة في بنجشير.

وأكد أن “جيش طالبان حصل على كميات هائلة من الأسلحة والذخيرة بعد الانسحاب الأمريكي وانهيار الجيش الوطني الأفغاني”.

فيما شدد الناطق باسم “الجبهة الوطنية للمقاومة” على ميسم نظري، المتواجد خارج بنجشير، الأحد، على أن القوات المعارضة لطالبان “لن تخفق أبدًا”، لكن نائب الرئيس السابق أمر الله صالح، المتواجد في بنجشير إلى جانب أحمد مسعود (نجل القيادي التاريخي المناهض لطالبان أحمد شاه مسعود)، حذر من وضع قاتم.

ويوفر وادى بنجشير، المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، ميزة دفاعية طبيعية، إذ يمكن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدمة لشن كمائن لاحقًا من المرتفعات باتجاه الوادي، ومع تأخر الحسم في بنجشير قد يتأخر إعلان الحكومة الأفغانية الجديدة.

ربما يعجبك أيضا