«نفق الحرية».. قصة تحرر 6 أسرى فلسطينيين

محمود

رؤية – محمد عبد الكريم

القدس المحتلة – يرفض الفلسطينيون تسمية تحرر 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الاحتلالي، بـ”الفرار” أو “الهروب” ويسمونه تحررا، تختلف  التحليلات والروايات عن كيفية التحرر ووجهة المحررين، إلا أن الثابت أن العملية قضّت مضاجع الاحتلال في السجن الموصوف بأنه الأكثر “تحصينيا”.

الأسرى الستة كانوا مصنفين لدى الاحتلال بأنهم من فئة (احتمال الفرار العالية)، ولهذا السبب وُضعوا في قسم يخضع لحراسة مشددة، ومراقَب على مدار الساعة. مع ذلك، استطاع الأسرى حفر نفقٍ من سجن «جلبوع» في منطقة بيسان شمال فلسطين المحتلة، والفرار عبره.

 والسؤال يؤرق الإسرائيليين : كيف حفروا على مرأى السجانين في أحد أكثر السجون حراسة في إسرائيل؟ ففيه لا يمكن حمل حتى ملعقة في الزنزانة. فكيف حفروا؟ فيما يُحظر إدخال معادن إلى داخل الزنزانة، وأين اختفى التراب؟.

ووفق مصادر إسرائيلية فإن «الأسرى خطّطوا للهروب بمساعدة مصادر خارجية، بما في ذلك استخدام هاتف تم تهريبه إلى السجن، وشقوا النفق من خلال مجاري المراحيض بعد أن رفعوا غطاءً وُضع أسفل مغسلة المرحاض، واستغلوا المساحة في الزنزانة لتوسيع هذه الحفرة والهرب عبرها، ومن هناك حفروا مخرجاً، ولاحظ مزارعون وجود ستّة أشخاص في المنطقة وأبلغوا الشرطة عنهم، وعندها فقط علمت إدارة السجن باختفائهم».

نبذة عن الأسرى الستة:

محمود العارضة.. قائد عملية التحرر

ولد المحرر محمود عارضة في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 1975،  في بلدة عرابة قضاء مدينة جنين شمال الضفة المحتلة.

كان اعتقاله الأول في العام 1992 لم يكن قد أكمل عامه ال17 بعد، حكم حينها بالسجن 4 سنوات.

شكلت تجربة الاعتقال الأولى محطة هامه في بناء شخصيته ووعيه الوطني، واستطاع خلالها الدراسة واجتياز امتحان الثانوية العامة ” التوجيهي” خلال اعتقاله.

أعيد اعتقاله للمرة الثانية في العام 1996 بتهمة الانتماء والعضوية في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والمشاركة في عمليات مقاومة قتل فيها عدد من الصهاينة.

حكم بالسجن المؤبد مدى الحياة و15 عاما، أمضى منها قبل انتزاعه لحريته اليوم (6 أيلول/سبتمبر 2021) 26 عاما.

تعرض خلال فترة اعتقاله للتضييق و العزل، ففي العام 2011 عزل سته أشهر متواصلة، ثم في العام 2014 على خلفية محاولته الهرب بحفر نفق في سجن شطة، حيث أمضى أكثر من عام في العزل.

انتخب عضواً في الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة في السجون ونائباً للأمين العام للهيئة.

زكريا الزبيدي

ذكرت قناة “كان” العبرية أن الزبيدي انتقل بالأمس فقط إلى الغرفة التي هرب منها برفقة 5 أسرى آخرين فجر اليوم.

عام 1976، وُلِد زكريا الزبيدي، لوالدٍ كان مدرّساً للّغة الإنكليزية، قبل أن يمنعه الاحتلال الإسرائيلي من التدريس للاشتباه في عضويته في حركة «فتح» أواخر الستينيات، ليعمل بعد ذلك سبّاكاً، قبل أن يتوفى بمرض عضال. الطفل زبيدي سيتعرّف إلى أعدائه عندما تأتي مجموعة من الجنود لاعتقال والده. لعلّ مشاهد الاعتقال تلك سترسخ في عقله إلى أن يكبر ويصبح أحد أهم مؤسسي كتائب «شهداء الأقصى» في الضفة الغربية المحتلة، وقائدها في جنين إبان انتفاضة الأقصى عام 2000.

الزبيدي هو الوحيد الذي لم يسلّم سلاحه ضمن التفاهمات الأمنية الفلسطينية الإسرائيلية التي قضت بإنهاء المقاومة المسلحة لـ«فتح» عام 2005، ولوقت طويل طارد الاحتلال الزبيدي المتهم بالمسؤولية عن تفجير في تل أبيب أسقط قتيلاً وعشرات الجرحى، وفي خلال محاولات القبض عليه، وفي خضمّ عملية اجتياح مخيم جنين عام 2002، استشهدت والدته وشقيقه. تعرّض الزبيدي لمحاولات اغتيال عديدة كلها انتهت بالفشل، فيما هُدم بيته في المخيم ثلاث مرات.

وفي عام 2011، ألغت الحكومة الإسرائيلية قرار العفو عنه الذي كانت قد أدرجته فيه خلال التفاهمات الأمنية مع السلطة، ومنذ ذلك الحين، ظل الزبيدي على لائحة المطلوبين في إسرائيل. وفي 27 شباط/فبراير 2019، اعتقل جيش الاحتلال الزبيدي من رام الله، بذريعة «عودته لنشاطه العسكري».

يعقوب محمود قادر

لمّا كان في سن الـ15، تعرّض يعقوب قادري (49 عاماً) للاعتقال أول مرّة بسبب مشاركته في الاحتجاجات التي عمّت المدن الفلسطينية إبان الانتفاضة الأولى. ولم يكن هذا الاعتقال إلا الأول بين أربعة اعتقالات أخرى لابن قرية بير الباشا جنوب جنين، والتي انتهت عام 2003 بسجنه.

عام 1996، لم يُكتب لعملية يعقوب الاستشهادية النجاح، بسبب اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية التي كانت قد وقّعت على اتفاق أوسلو قبل عامين. لم يستسلم يعقوب الذي انضمّ إلى صفوف «سرايا القدس»، الذراع المسلّحة لـ«حركة الجهاد الإسلامي» مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000.

وبالرغم من تعرّضه للمطاردة، نجا من الملاحقة الأمنية لسنتين، ليشارك بعد ذلك بعملية الدفاع عن مخيم جنين إبان اجتياحه في عام 2002، فيما عُرف بعملية «السور الواقي» الإسرائيلية. محاولات اغتياله كلها انتهت بالفشل، إلى حين اعتقاله في 18 تشرين الأول، عام 2003، حيث بقي أربعة أشهر تحت التعذيب، لتنتهي بمحاكمته في تاريخ 28/7/2004 ويُحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين، و35 عاماً إضافية. أمّا التهم التي وُجهت اليه فهي «الانتماء والعضوية في سرايا القدس، وقتل مستوطن قرب مستوطنة مابودوتان الواقعة جنوب غرب جنين، والمشاركة في عمليات السرايا ضد الجيش الإسرائيلي».

يُشار إلى أنه في عام 2014 حاول يعقوب الهرب مع أسرى آخرين ولكن سلطات الاحتلال اكتشفت ذلك قبل نجاح عمليتهم.

محمد عارضة

في تاريخ 15/5/2021 دخل الأسير محمد قاسم عارضة (37 عاماً)، من بلدة عرابة جنوب مدينة جنين، عامه العشرين في السجن. وكان العارضة قد اعتُقل عام 2002 على خلفية ضلوعه في عمليات مقاومة قادتها حركة «الجهاد الاسلامي» خلال الانتفاضة الثانية، وحُكم عليه بالسجن الفعلي المؤبد المكرر ثلاث مرات، إضافة إلى 20 عاماً آخر

ولد محمد في 3/9/1982، درس المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس بلدة عرابة، والتحق بمدرسة عرابة الثانوية إلا أن اعتقال السلطة الفلسطينية له حال دون حصوله على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) في كانون الثاني عام 2000. بعد عامين من ذلك، اعتقله جيش الاحتلال إثر الحصار المشدّد الذي ضربه حول مبنى كان يختبئ فيه في مدينة رام الله.

حصل خلال سنوات أسره على دورات عديدة في كلّ التخصصات الدينية والسياسية والثقافية، بالإضافة إلى حصوله على شهادة البكالوريوس في علم التاريخ من جامعة الأقصى، وحصل على الماجستير المهني في إدارة الأعمال (تخصص إدارة مؤسسات) من جامعة القاهرة في مصر. وهو حافظ للقرآن.

أيهم كممجي

في 4/7/2021 دخل أيهم كممجي (35 عاماً) من قرية كفر دان غرب جنين عامه الـ16 في الأسر، وهو المحكوم بمؤبدين اثنين على خلفية خطف وقتل المستوطن، إلياهو أوشري. انضم إلى صفوف المقاومة وهو في سن الـ17 عاماً. عام 2003 اعتقلته أجهزة الأمن الفلسطينية على خلفية تخطيطه لعملية فدائية، ووضعته في سجن أريحا، ولكنه بعد عام واحد فقط نجح في الفرار من السجن، لتعتقله الاستخبارات الفلسطينية قبل أن يصبح أحد عناصرها، إلى حين اختطف مستوطناً وقتله، فأعيد اعتقاله لدى أجهزة أمن السلطة. وبعد اعتقاله حاصر الجيش الإسرائيلي مقر اعتقاله بالطائرات، واعتقله من هناك.

كان أيهم ضمن المجموعة التي اتهمها الاحتلال عام 2014 بحفر نفق ومحاولة الهروب من السجن الذي نجح في الفرار منه اليوم، وجرى تحويله إثر ذلك للعزل الانفرادي. يُشار إلى أن أيهم تنقّل في صفوف المقاومة بين حركتَي «الجهاد الإسلامي» و«فتح»، وعاد بعد اعتقاله إلى صفوف «الجهاد» داخل الأسر.

مناضل نفيعات.. «أصغرهم»

المناضل يعقوب نفيعات هو ابن قرية يعبد جنوب غرب جنين، وهو أصغر أسرى المجموعة الهاربة، وعمره فقط 26 عاماً. قضى في الاعتقال ما مجموعه ست سنوات، وحُرر قبل أن يُعاد اعتقاله عام 2019، وهو منذ ذلك الحين محكوم إدارياً (أي من دون توجيه تهمة إليه).

ربما يعجبك أيضا