في يومه العالمي.. «محو الأمية» وتضييق الفجوة الرقمية

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

تحت شعار «محو الأمية من أجل تعافٍ محوره الإنسان: تضييق الفجوة الرقمية» تحتفل اليونسكو باليوم العالمي لمحو الأمية والذي يوافق 8 سبتمبر من كل عام ، بدأ الاحتفال بهذا اليوم عام 1967 بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية وتكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماماً بمهارات القراءة والكتابة، ويقام هذا العام وسط وجود ما لا يقل عن 773 مليون من الشباب والنساء غير قادرين على القراءة والكتابة( ثلثي هذا الرقم من النساء) وذلك على مستوى العالم.

ووفقاً للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، فقد وصلت نسبة الأمية في الوطن العربي لحوالي 21%، وبلغت بين الذكور العرب نحو 14,6%، بينما ترتفع لدى الإناث إلى 25,9%.

الفجوة القائمة

F33CRB

في هذا العام أدرجت منظمة اليونيسكو خطابا مؤثرا على صفحتها على الإنترنت تناول بعض الإحصاءات الخاصة بمحو الأمية في بعض الدول وتأثير الجائحة على التعليم وبالأخص ما يتعلق بمحو الأمية، جاء فيه: «تحل الأزمة العالمية دون بذل الجهود الرامية إلى إيجاد سبل بديلة لضمان استمرار التعلّم، على غرار التعلّم عن بعد الذي كان مشفوعاً في بعض الأحيان بالتعلّم الوجاهي. لكن فرص تعلّم القراءة والكتابة لم تكُن موزّعة توزيعاً متساوياً. وأدى التحول المباغت إلى التعلّم عن بعد إلى إماطة اللثام عن الفجوة الرقمية القائمة على صعيد الاتصال بالإنترنت والبنية الأساسية، فضلاً عن القدرة على استخدام التكنولوجيا. وأبرز هذا التحول أيضاً أشكال التفاوت في الخدمات الأخرى مثل الانتفاع بالكهرباء، الأمر الذي يقوّض فرص التعلّم».

 خلال المرحلة الأولى من الوباء، تم إغلاق المدارس مما أدى إلى تعطيل تعليم أكثر من 62%؜ من عدد الطلاب في العالم البالغ عددهم مليارا وأكثر قليلا في جميع أنحاء العالم.

بينما تقول الإحصاءات أن حوالى 773 مليونا من البالغين والشباب يفتقرون لمهارات القراءة والكتابة الأساسية، و617 مليون طفل ومراهق لا يحققون الحد الأدنى من مستويات الكفاءة في القراءة والرياضيات.

دور رائد للإمارات

331072 78054

أكد مديرو ومسؤولو مؤسسات إنسانية وخيرية أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في درب القضاء على الأمية، لاسيما في وقت الأزمات، حيث تمكنت الدولة من وضع بصمتها النموذجية على المستوى العالمي في مجالات إنسانية وخيرية متعددة، من بينها نشر التعليم ووضع برامج معرفية رائدة لمحو الأمية في العالم عبر العديد من مؤسساتها الخيرية،.

وبهذه المناسبة، قال حمد سالم بن كردوس العامري مدير عام مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، إن المؤسسة واكبت منذ تأسيسها على دعم مسيرة التعليم في الدولة وخارجها، ففي الداخل ساهمت في تقديم المساعدات للأسر المتعسرة في تعليم أبنائها، ولديها برنامج دائم في دعم التعليم لأنه من أوائل أهدافها الإنسانية.

وأوضح العامري أن قيمة المساعدات التعليمية بلغت 143 مليون دولار، وكلها تصب في العمل على دعم التعليم في الداخل، وبناء المشاريع التعليمية في الدول الضعيفة والمحتاجة والأقل نمواً من أجل محو الأمية، ولا تزال هذه المشاريع في العديد من الدول قيد العمل والإنشاء، وقد عبرت المؤسسة بمساعداتها إلى ما يربو على 200 دولة حول العالم.

يقول السير تيم كلارك -رئيس مؤسسة طيران الإمارات الخيرية- «التعليم ومحو الأمية لبنات أساسية لبناء مجتمعات مزدهرة ومستقبل أكثر إشراقاً. وتؤمن مؤسستنا إيماناً راسخاً بأهمية مساعدة الأطفال المحرومين في الوصول إلى التعليم الأساسي. وقد تمكّنت مؤسستنا، بفضل الدعم السخي من عملائنا وموظفينا ومن خلال مختلف المشاريع التي يديرها شركاؤنا من المنظمات غير الحكومية، من مساعدة آلاف الأطفال حول العالم لتأمين آفاق أفضل لأنفسهم، ونأمل أن نواصل القيام بذلك في المستقبل».

ودعمت مؤسسة طيران الإمارات الخيرية، منذ إنشائها في عام 2003، أكثر من 50 مشروعاً ومنظمة غير حكومية حول العالم، بما في ذلك 11 منظمة تركز بشكل أساسي على برامج محو الأمية. وتشمل المنظمات التي تدعمها المؤسسة كلاً من: «مشروع IIMPACT لتعليم الفتيات في الهند، وحضانة ومدرسة Little Prince، ومركز ومدرسة Starehe للأولاد في كينيا، وExternato São Francisco de Assis في البرازيل».

وتدعم مؤسسة طيران الإمارات الخيرية منذ عام 2015، مشروع IIMPACT في الهند في مهمته لتعليم الفتيات الصغيرات. ولعبت المؤسسة دوراً أساسياً في إنشاء 100 مركز تعليمي جديد في جميع أنحاء البلاد، وتوفير التعليم الابتدائي لنحو 3000 طفلة في 11 ولاية.

كما تدعم المؤسسة منظمتين غير حكوميتين في كينيا، هما: حضانة ومدرسة Little Prince، وهي منظمة توفر الحضانة والتعليم الابتدائي لأكثر من 400 من الأطفال المحرومين من أحياء كيبيرا الفقيرة، ومركز Starehe Boys الذي يقدم المنح الدراسية ويساعد الأطفال المحرومين في الحصول على تعليم جيد وبناء مستقبل أفضل.

وتدعم المؤسسة حالياً 14 مشروعاً في 9 دول، ما يساعد على تحسين حياة الأطفال المحتاجين في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن الحدود الجغرافية أو السياسية أو الدينية.

مصر 2030

“مصر خالية من الأمية في 2030” شعار رفعته الدولة هادفة منه إنهاء الأمية في مصر وفقًا لخطتها في 2030، لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تعتبر الأمية ظلام قاتم قد غطى على وعي وثقافة الإنسان، وأعاقت دول في عملية نهضتها ورقيها، لذلك تبذل مصر عدة جهود لإنهاء الأمية وما لها من آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية، من خلال إنشاء برامج محو الأمية.

لا يقتصر مفهوم الأمية على عدم معرفة القراءة والكتابة، ففي عالم تنتشر فيه التكنولوجيا فإن الشخص الجاهل بالأمور التكنولوجية البسيطة يعتبر شخصًا أميًا، لذلك تعمل الدولة دائما على تطوير أساليب التعلم باستخدام التكنولوجية خاصة بعد جائحة كورونا، وتتوقع الدولة أن تنخفض نسبة الأمية هذا العام .

الأردن واللاجئين

دعم اللاجئين السوريين في الأردن
دعم اللاجئين السوريين في الأردن

تقول الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان بالأردن الدكتورة عبلة عماوي في بيان صحفي خاص بالمناسبة اليوم الأربعاء، انه وبحسب بيانات دائرة الإحصاءات العامة الأردنية لعام 2020، فقد بلغت الأمية عند الإناث بنسبة 7,5% مقارنة بالذكور 2,7% للسكان الأردنيين الذين أعمارهم 15 سنة فأكثر.

فيما بلغت النسبة 29,7% للفئة العمرية 65 فأكثر (46,6% للإناث و12,9% للذكور)، وتنخفض النسبة بشكل كبير عند الفئة العمرية (15-19 سنة) والتي وصلت إلى 0,7% (0,5% للإناث و 0,9% للذكور)، كما بلغت النسبة 32% عند الإناث اللاتي يرأسهن أسرهن، و7,7% للإناث اللاتي يرأسهن أسرهن ويقل دخلهن عن 200 دينار.

وبلغت 60,8% للإناث اللاتي يرأسهن أسرهن من العاملات في المهن الأولية، كما تبين أن أعلى معدلات الأمية بنسبة 8,9% كانت في محافظة معان (12,1% للإناث و5,8% للذكور) وأدناها في محافظة إربد4,1% ( 6,6% للإناث، 1,6% للذكور)، وبلغت في محافظة العاصمة 4,2% (6,1% للإناث و2,4% للذكور).

كما وصلت النسبة في الريف 7,8% (11,5% للإناث و4,2% للذكور) بنسبة أعلى من الحضر والبالغة 4,7% (7% للإناث و2,5% للذكور )، مما يستدعي تكثيف الجهود لخفض نسب الأمية وخاصة بين الإناث وكذلك في الأرياف والبوادي والمناطق النائية.

وبينت عماوي أن نتائج دراسة “الظروف المعيشية للاجئون السوريون في الأردن المستندة لنتائج مسح (2017-2018) للاجئين السوريين داخل وخارج المخيمات”، والتي أعدتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فافو) عام 2019، أظهرت أن 26% من اللاجئين السوريين لم يكملوا المرحلة الابتدائية، مقابل 15% من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 20 سنة وما فوق حصلوا على شهادة الثانوية أو ما بعد الثانوية، كما أن (2% إلى 5٪) من اللاجئين السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين (18 و22 عامًا) يلتحقون بالتعليم ما بعد الثانوي، مقارنة بـ (24% إلى 46٪) من الأردنيين في هذه الفئة العمرية.

ربما يعجبك أيضا