ترقب دولي لأفعال حكومة طالبان.. والصين تغرد خارج السرب

عاطف عبداللطيف
رئيس حكومة طالبان الجديدة

كتب – عاطف عبداللطيف

يترقب العديد من صناع القرار ودول العالم (على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية) حكومة طالبان الجديدة في أفغانستان بعد الإعلان عن أسمائها، ووسط تخوفات من تصرفات وقرارات تثير القلق، سارعت بكين، اليوم الأربعاء، لإعلان استعدادها مواصلة الاتصالات مع قادة حكومة طالبان الجديدة في أفغانستان، ووصفت تشكيلها بأنه “خطوة ضرورية” في إعادة الإعمار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين، إن بكين تحترم سيادة أفغانستان واستقلالها ووحدة أراضيها. يأتي هذا بعد ما أعلن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس الثلاثاء، أسماء أعضاء الحكومة، لافتًا إلى أن حسن أخوند عين قائمًا بأعمال رئيس الحكومة المدرج على قائمة الأمم المتحدة السوداء، ومن الشخصيات الأخرى سراج الدين حقاني المطلوب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، والملا عبدالغني بردار قائمًا بأعمال نائب رئيس الوزراء.

أفعال لا أقوال

القلق الأمريكي، بررته واشنطن إزاء الحكومة التي أعلنت حركة طالبان عن تشكيلها. وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، أمس الثلاثاء، إن واشنطن تلاحظ أن قائمة الأسماء المعلنة تتكون حصرًا من أفراد ينتمون إلى طالبان أو شركاء مقربين منهم، ولكنها لا تضم نساء. وأضاف أن الإدارة الأمريكية ستحكم على طالبان من خلال أفعالها وليس بناءً على أقوالها.

أيضًا روسيا لم تخرج كثيرًا عن الإطار، فقد أعلنت أنها ستتابع خطوات الحكومة العتيدة الأولى من أجل دراسة مسألة الاعتراف بها.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح لوكالة “تاس”، ردًا على إمكانية اعتراف روسيا بالسلطة الجديدة في أفغانستان: “من المهم بالنسبة إلينا أن نفهم ما هي الخطوات الأولى واللاحقة لهذه الحكومة، وماذا سيحصل في أفغانستان بعد ذلك”.

شاركت تركيا، أمريكا مخاوفها، وحذرت على لسان وزير خارجيتها تشاووش أوغلو من سرعة الاعتراف بهذه الحكومة، حيث قال إن أنقرة تبحث عن حكومة شاملة بأدوار للنساء والأقليات.

وأضاف تشاووش أوغلو أن الحكومة الشاملة ستسمح للبلاد بالتغلب على الأزمة دون الانجرار إلى حرب أهلية، مؤكدا أن الأتراك نقلوا أفكارهم بشأن هذه القضية مباشرة إلى طالبان، لكن “حتى الآن كان كل من تم تعيينه قريبًا من طالبان”، مضيفًا: العالم بحاجة إلى عدم التسرع عندما يتعلق الأمر بالاعتراف.

الاستقرار والسلام

في سياق متصل،قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن الأولوية الأولى لأفغانستان هي الاستقرار والسلام. وأكد على موقع التواصل “تويتر” أن تجاهل الحاجة إلى حكومة شاملة والتدخل الأجنبي واستخدام الوسائل العسكرية بدلًا من الحوار تثير القلق الأساسي لأصدقاء الشعب الأفغاني.

بينما، اعتبرت قطر أن “طالبان” أظهرت “براغماتية، وينبغي الحكم على أفعالها، لأنها الحاكم الأوحد في أفغانستان”، من دون أن تذهب إلى حدّ الاعتراف الرسمي بالحركة.

وقالت نائبة وزير الخارجية لولوة الخاطر في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” إنه “يعود للشعب الأفغاني وليس المجتمع الدولي أن يقرر مصيره”.

تحديات صعبة

طالب بيان، منسوب إلى الزعيم الأعلى لطالبان مولوي هبة الله أخوندزاده، في وقت سابق أمس الثلاثاء، الحكومة بالتمسك بالشريعة الإسلامية. وأضاف أن طالبان تريد علاقات “قوية وصحية” مع الدول الأخرى، وستحترم القوانين والمعاهدات الدولية، طالما أنها لا تتعارض مع “الشريعة الإسلامية والقيم الوطنية للبلاد”.

وبينما تواجه حكومة “طالبان” الأفغانية الجديدة تحديات صعبة أهمها استقرار الاقتصاد في دولة مزقتها الصراعات ومشاكل تتعلق بالاعتراف الدولي بشرعيتها، ينفي المتشددون استخدام العنف في مجابهة المتظاهرين الرافضين لحكم الإسلاميين.

كانت الحركة قد سيطرت على أفغانستان في هجوم شامل قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، وخرجت مظاهرات قادتها نساء، منذ ذلك الحين، مناوئة للإسلاميين.

وقالت حركة طالبان في السابق إنها تريد تشكيل حكومة شاملة.

ربما يعجبك أيضا