بعد انتزاع الأسرى الستة حريتهم.. لهب الانتقام الإسرائيلي يحاصر السجون

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

طريق الذهاب بلا عودة، طريق يخطوه الأسرى الستة، كما يتمنى كثيرون. وللقابعين في زنازين الاحتلال طريق لمعركة جديدة، فالتصدي لمعارك السجون قليل من كثير البطولات التي سددها الأسرى للكيان.

في هذه الأيام حيث تستمر الإجراءات العقابية في سجون النقب وجلبوع، هاجمت وحدات القمع في سجن جلبوع، القسم رقم ثلاثة وأطلقت قنابل الغاز باتجاه الأسرى.

قد تكون صورة لـ ‏مخطط الطوابق‏

إجراءات قمعية

وأقدمت إدارة السجن على تقليص الزيارة إلى ساعة واحدة، وتقليص عدد الأسرى في الساحات، وإغلاق المرافق كالمغسلة، وحرمانهم من الكانتينا.

كما قامت قوات الاحتلال بإغلاق أقسام أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وتوزيعهم على السجون الأخرى، وذلك وسط حالة من التوتر الشديد، صاحبها نقل خمسة أسرى من الحركة إلى التحقيق، وهم أمير الهيئة القيادية العليا للأسرى زيد بسيسي، وأمير الهيئة القيادية في الدورة السابقة عبدالله العارضة، إضافة إلى الأعضاء تميم سالم ومهند الشيخ إبراهيم وأنس جرادات.

بالصور والفيديو.. أضرار في سجن النقب بعد اقتحامه من قبل الجيش الإسرائيلي

بشاعة الهجمة الصهيونية

كذلك نشر مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين صورا من سجن النقب، قال إنه تم التقاطها بعد أن قامت وحدات من الجيش الإسرائيلي باقتحام عدة أقسام من السجن.

وقال المكتب إن هذه الصور تظهر “بشاعة الهجمة الصهيونية التي يتعرض لها الأسرى”.

بالصور والفيديو.. أضرار في سجن النقب بعد اقتحامه من قبل الجيش الإسرائيلي

اشتعال النار بسجن النقب

وكان نادي الأسير الفلسطيني قال إن حالة استنفار كبيرة أعلنت في سجن “النقب” بعد اشتعال النار في القسم 6، رفضا لعمليات التنكيل والتهديد والتصعيد التي تنفذها إدارة السجون الإسرائيلية بحقهم.

كما أضرم أسرى فلسطينيون النار في عدد من الغرف بسجني النقب ورامون الذين يقعون تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، في اشتباكات باتت تنذر بتفجر الأوضاع من جديد بالشارع الفلسطيني.

بالصور والفيديو.. أضرار في سجن النقب بعد اقتحامه من قبل الجيش الإسرائيلي

مواجهات داخل سجن عوفر

وشهد سجن «عوفر» مواجهة وحالة من التوتر الشديد، بعد تهديدات بإفراغ أربع غرف في قسم (22) يقبع فيها أسرى الجهاد الإسلامي، وتوزيعهم على بقية الغرف في السجن، عدا عن قيام إدارة السجن بعزل (34) أسيرا تم نقلهم من سجن (جلبوع) في قسم (18) في سجن (عوفر).

موجة تصعيد خطيرة، قد تشهدها الأيام المقبلة، إذ أن المواجهة المفتوحة قد تكون خيار الأسرى، خاصة وأن أسرى حركة الجهاد قد قرروا الدخول في إضراب بداية من الأسبوع القادم، بسبب مساعي إدارة السجن لتشتيتهم وحرمانهم من التمثيل في المؤسسات الاعتقالية.

نفير عام وتمرد على قوانين السجون

الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة، أكدت أنهم سيقامون الإجراءات القمعية ومستعدون لتقديم الشهداء في سبيل الدفاع عن الكيان التنظيمي للحركة.

وفي هذه اللحظات التي يعيش فيها الكيان فشله بتمعن، يرى من صور النضال المزيد، إذ إن الحركة الوطنية الأسيرة داخل السجون قررت النفير العام والتمرد على قوانين مصلحة السجون ما لم تتوقف الإجراءات العقابية المستمرة بحقهم منذ تنفيذ الأسرى الستة عملية انتزاع الحرية، وذلك بعد إجراء قادتها مشاورات سريعة وإجماعهم على ضرورة التصدي لهجمات وحدات القمع وشرطة السجون بكل الوسائل.

تصعيد متبادل

لا شك أن الانتقام الإسرائيلي هو سيد الموقف، ينفذ على وقع الهزيمة الكبرى التي مني بها الكيان، وقد انعكس الإرباك الإسرائيلي اعتداء على الأسرى، يفجر من خلاله الاحتلال غضبه الناجم عن غفلته عن الخطوات العريضة لعملية كبيرة ما كانت لتتم لولم يكن المنفذ فلسطيني الهوية.

التصعيد الإسرائيلي داخل سجون الاحتلال، يقابله تصعيد فلسطيني في مدن رام الله ونابلس والقدس وبيت لحم، تضامنا مع الأسرى، حيث دعا نشطاء فلسطينيون إلى مسيرات ومواجهات مع القوات الإسرائيلية.

مسيرات تضامنية واسعة نصرةً للأسرى بالضفة وغزة (من المصدر)

مسيرات واحتجاجات فلسطينية

وانطلقت في تمام الساعة الساعية من مساء الأربعاء عدة مسيرات في عددٍ من مناطق التماس وميادين مدن الضفة الغربية المحتلة وأخرى في قطاع غزة، ونابلس والخليل، نصرة للأسرى في سجون الاحتلال والذين يتعرّضون لحملة قمع شرسة، منذ أيام.

كما انطلقت مسيرة من شارع القدس بمشاركة المئات واتجهت نحو حاجز حوارة وسط هتافات مساندة للأسرى ورافضة للإجراءات القمعية التي تقوم بها مصلحة السجون ضدهم.

E

إغلاق المداخل واشتعال المواجهات

وأشعل المتظاهرون الإطارات المطاطية قرب حاجز حوارة، وشرع الجنود بإطلاق قنابل الغاز بكثافة، ما أدى لوقوع العديد من حالات الاختناق بين المتظاهرين.

وفي بلدة بيتا انطلقت جنوب نابلس نحو مفترق البلدة، وأغلق المتظاهرون المدخل بالإطارات المطاطية المشتعلة، ودارت مواجهات مع قوات الاحتلال أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز بكثافة.

E

نصرة قضية الأسرى

وشارك عشرات المواطنين والأسرى المحررين وقيادات في الفصائل في المسيرة التي طافت مركز مدينة رام الله، وسط هتافات تحيي الأسرى وتشيد بصمودهم في جميع السجون، كما حيا المشاركون في هتافاتهم الأسرى الستة الذين تحرروا من سجن جلبوع.

وهتف المشاركون بعبارات الوحدة الوطنية، والوحدة في سبيل نصرة قضية الأسرى، كما رددوا هتافات «من رام الله لجلبوع عالسجن مفيش رجوع .. يلي بتحكي انقسام فتح بتهتف للقسام».

E

استعدادات لمواجهة الاحتلال

وعقب المسيرة توجه عشرات الشبان باتجاه المدخل الشمالي لمدينة البيرة المقابل لمستوطنة «بيت ايل» وشرعوا بإغلاق الطرقات ووضع المتاريس تمهيدا لمواجهة الاحتلال.

وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين «المجتمع الدولي ومؤسساته وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التحرك الآن وفورًا لوضع حد للنازية الإسرائيلية التي تمارسها إدارة سجون الاحتلال ووحدات القمع في هذه اللحظات في سجن النقب».

وحذرت الهيئة «من الصمت الدولي المعيب»، مشددة على أن استمرار التصعيد بهذا الشكل يعني حرب حقيقية داخل السجون والمعتقلات، والمساس بحياة الأسرى لن يقابل إلا بمواجهة حقيقية ترتقي إلى مستوى الأحداث داخل السجون وخارجها.

dWIhR 1

ربما يعجبك أيضا