صفعة جديدة على وجه الإخوان.. ليلة سقوط «العدالة والتنمية» في انتخابات المغرب

محمود طلعت

محمود طلعت

ضربات متتالية وموجعة تلاحق الأحزاب المحسوبة على تيار الإسلام السياسي؛ فبعد الرفض الكبير لهم في تونس وإسقاط «النهضة»، ها هي اليوم تلقى نفس المصير في الانتخابات التشريعية بالمغرب، حيث مُني حزب العدالة والتنمية المغربي بهزيمة مدوية في انتخابات الثامن من سبتمبر الجاري، إذ احتل المرتبة الثامنة، فيما آلت الصدارة لحزب التجمع الوطني للأحرار.

الانتخابـــات المغربية

وتفصيلا أغلقت مراكز الاقتراع في المغرب أبوابها، أمس الأربعاء، عند الساعة السادسة مساء بتوقيت جرينتش، بعدما أدلى الناخبون بأصواتهم، في ثالث انتخابات تشهدها البلاد منذ إقرار دستور 2011.

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية، ليلة الخميس، عن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية والمحلية التي جرت الأربعاء في مختلف أنحاء البلاد.

وقالت الداخلية المغربية: إن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي تضمنت كذلك الانتخابات المحلية والجماعية، بلغت 50.35%، مقابل 42% في عام 2016.

وأوضحت أن الانتخابات شهدت مشاركة 8 ملايين و789 ألف و676 ناخب وناخبة، أي بزيادة 2 مليون و152 ألف و252 ناخب مقارنة مع الانتخابات التشريعية عام 2016″، بحسب وزارة الداخلية.

وشمل الاقتراع للمرة الأولى في تاريخ المملكة في اليوم نفسه الانتخابات البرلمانية (395 مقعدا) والمحلية والجهوية (أكثر من 31 ألفاً)، ما ساهم في رفع نسبة المشاركة.

انتخابات المغرب

هزيمة قاسية للإخوان

وأعلن وزير الداخلية المغربي عبدالوافي الفتيت، صباح اليوم الخميس، عن تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار الليبرالي لنتائج الانتخابات بحصوله على 97 مقعدا.

وحصل حزب الأصالة والمعاصرة على 82 مقعدا، وحزب الاستقلال على 78 مقعدا، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على 35 مقعدا، وحزب الحركة الشعبية على 26 مقعدا، وحزب التقدم والاشتراكية على 20 مقعدا والاتحاد الدستوري على 18 مقعدا.

وفي صفعة جديدة مدوية على وجه الإخوان، حل حزب العدالة والتنمية ثامنا في نتائج الانتخابات؛ فيما آلت الصدارة لحزب التجمع الوطني للأحرار.

أما حزب العدالة والتنمية فتلقى صفعة مدوية بحصوله على 12 مقعدا فقط في البرلمان المقبل، بعد أن كانت حصته 125 مقعدًا في البرلمان المنتهية ولايته.

ويرى متابعون أن هذه الهزيمة تشكل ضربة أخرى لتنظيم الإخوان الذي راهن على بلوغ السلطة في عدد من الدول، فكانت نهايته عن طريق إجراءات دستورية في تونس، خلال يوليو الماضي، ثم اختار الناخبون المغاربة، أن يتخلصوا من العدالة والتنمية عن طريق صناديق الاقتراع.

فشــل العدالة والتنمية

وتراجع حزب العدالة والتنمية، في عدد من المدن، وفقد قائده سعد الدين العثماني، الذي يترأس الحكومة الحالية، مقعده عن دائرة المحيط بالعاصمة الرباط.

كما خسر العدالة والتنمية مقاعده البرلمانية في مدينتي طنجة ووجدة، حيث أظهرت النتائج فوز حزب الأصالة والمعاصرة، تلاه حزب التجمع الوطني للأحرار، ثم حزب الاستقلال، وتبعه حزب الاتحاد الاشتراكي، بينما تذيل حزب العدالة والتنمية قائمة الفائزين.

وخلال حملته الانتخابية، تعرض حزب العدالة والتنمية لانتقادات شديدة لفشله في تحسين الاقتصاد الذي انكمش بنسبة 6%، في العام الماضي أو معالجة الفساد، بينما حصل الملك محمد السادس على الثناء لدوره في التعامل مع الوباء وخطة لإعادة البناء.

ويرتقب أن يعيّن الملك محمد السادس -خلال الأيام المقبلة- رئيس وزراء من حزب يكلّف بتشكيل فريق حكومي جديد لخمسة أعوام، خلفاً لسعد الدين العثماني.

دعوة العثماني للاستقالة

من جهته وجه عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، دعوة إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، إلى تقديم استقالته عقب النتائج التي حصدها في اقتراع الثامن من سبتمبر.

ونشر بنكيران -على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»- إخبارا مكتوبا باليد، اليوم الخميس، قال فيه: «بعد اطلاعي على الهزيمة المؤلمة التي مني بها حزبنا في الانتخابات المتعلقة بمجلس النواب، أرى أنه لا يليق بحزبنا في ظل هذه الظروف الصعبة إلا أنه يتحمل الأمين العام مسؤوليته ويقدم استقالته من رئاسة الحزب».

سقوط قناع الإخوان

يقول الكاتب الصحفي المغربي، محمد واموسي: إن حزب العدالة والتنمية مُني بهزيمة «مذلة» في الانتخابات التشريعية التي شهدها المغرب بعد 10 سنوات من تزعمه المشهد السياسي في البلاد.

ويشير إلى أن هذه الجماعة التي نجحت في بيع الوهم للشعب المغربي، لكن سرعان ما سقط قناعها وفقدت ثقة الشعب، بعدما فقدت نفس الثقة في دول أخرى مثل تونس والسودان ومصر، قائلاً «لا نعرف ما إذا كانوا سيقومون بمراجعات عميقة أو سيعترفون بأخطائهم الفادحة بعدما طويت صفحتهم».

ويرى وامواسي أن الفشل السياسي، والتدهور الاقتصادي، والمنفعة الشخصية، وفقدان الثقة في الإخوان كلها معايير أدت إلى ترقب الفشل الحتمي لهذا الحزب خلال الانتخابات المغربية.

ويضيف «ما شهدناه في المغرب هو استمرار لخسائر الإخوان في العالم العربي الذي بدأ عام 2013 بسقوط حكمهم في مصر وتبعه سقوط نظام البشير في السودان عام 2019 وتراجع شعبية النهضة بشكل كبير في تونس، وهذا كله يظهر صحوة الشعوب العربية وزيادة وعيها بخطورة الإخوان على الأوطان».

ربما يعجبك أيضا