بعد السيطرة وتشكيل الحكومة.. النساء والصحفيون في مرمى سياط طالبان

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

وعود كبيرة أطلقتها حركة طالبان منذ إمساكها بمقاليد الأمور في أفغانستان باحترام حقوق المرأة وحقوق الإنسان، وهو ما ظهر واضحًا في تصريحات ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة بعد خروج الأمريكيين من بلاده، ولكن يبدو أن الوعد شئ والفعل على الأرض شئ آخر.

وتعرضت أفغانيات إلى الضرب بالسياط على أيدي جنود لحركة طالبان خلال تظاهرات الأيام الماضية، إضافةً إلى ما تعرض له صحفيان أفغانيان من اعتداء وضرب بالسياط في مركز للشرطة إضافة لتقطيع ظهريهما بسياط طالبان فيما تم احتجاز صحفيين أخرين خلال التظاهرات، ما يضع علامات استفهام كبيرة على مستقبل أهل أفغانستان (الذين لم تسعفهم الظروف للخروج خارج الدولة) تحت حكم حركة طالبان التي أعلنت عن تشكيل أول حكومة لها منذ أيام (حكومة تصريف أعمال) برئاسة الملا محمد حسن أخوند.

ضرب النساء

في سياق متصل، أوضحت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه أن طريقة معاملة طالبان للنساء والفتيات واحترام حقوقهن بالحرية وحرية التنقل والتعليم والتعبير والعمل وفقًا للمعايير الدولية على صعيد حقوق الإنسان، ستشكل خطًا أحمر.

كذلك أضافت أنه لا يمكن القبول بما تشهده أفغانستان من انتهاكات، مشيرة إلى أن الانتهاكات بحق المرأة في أفغانستان ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

12

وخلال الأيام الماضية شهدت العاصمة كابول تظاهرات نسائية مناهضة لحركة طالبان. وضجت مواقع التواصل بلقطات صادمة تظهر قيام الحركة بجلد الأفغانيات اللواتي يطالبن بالحرية وبحقوقهن بالسياط، وسط صرخات النساء: “حرية حرية”. كما فرق عناصر الحركة المحتجات، بإطلاق الرصاص الحي في الهواء، وأظهرت مقاطع فيديو مسلحين ينهالون بالهروات على بعض النسوة المشاركات في التظاهرة نحو القصر الرئاسي في كابول.

aab2f3f9 e792 48a7 a116 7247e65352a2 1

يأتي هذا رغم أنه في اليوم الأول بعد عودة آخر جندي أمريكي إلى بلاده، طلب ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان، في مؤتمر صحفي مرتجل، مقاتلين أحاطوا به وهم بكامل عتادهم العسكري بـ”التزام الحذر في كيفية تعاملهم مع الشعب”. وأضاف قائلًا: “هذه الأمة عانت كثيرًا، كونوا لطفاء”.

جلد صحفيين

تعرض صحفيان أفغانيان إلى الجلد بشكل بشع على يد عناصر تابعة لحركة طالبان بتهمة تنظيم تظاهرات مناهضة للحركة. وروى صحافيان أفغانيان بحسب وكالة “فرانس برس” عن الضرب الذي تعرضا له بعد احتجازهما لساعات من قبل عناصر “طالبان” إثر اعتقالهما لتغطيتهما احتجاجًا في العاصمة كابول.

2 12

وبحسب “فرانس برس”، تم القبض على الرجلين خلال مظاهرة، أمس الأربعاء، واقتيدا إلى مركز للشرطة في كابول، حيث قالا إنهما تعرضا للكم والضرب بالهراوات والأسلاك الكهربائية والسياط بعد اتهامهما بتنظيم الاحتجاج. وقال المصور نعمة الله نقدي: “وضع أحد عناصر طالبان قدمه على رأسي وسحق وجهي بالخرسانة، ركلوني في رأسي.. اعتقدت أنهم سيقتلونني”، مشيرًا إلى أن “عناصر طالبان اعتقلوا كل من كانوا يصورون واستولوا على هواتفهم”.

1 23

وأشار نقدي إلى أنه عندما سأل عن سبب تعرضه للضرب، قيل له: “أنت محظوظ لأننا لم نقطع رأسك”، مشيرًا إلى أنه “نقل في النهاية إلى زنزانة مزدحمة حيث وجد زميله المراسل تقي دريابي” الذي تعرض أيضًا للضرب. بدوره، قال دريابي: “كنا نتألم بشدة لدرجة أننا لم نستطع التحرك.. إنهم يروننا أعداء”.

يذكر أن مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه كانت أكدت في أغسطس الماضي أنها تلقت تقارير جديرة بالثقة عن انتهاكات خطيرة على يد طالبان في أفغانستان، تشمل إعدام مدنيين خارج نطاق القضاء وقيودًا على النساء وعلى الاحتجاجات على حكم الحركة.

ربما يعجبك أيضا