هل يعالج «أسبوع محاربة التنمر» بهولندا الحد من الظاهرة القاتلة؟

رؤية – سحر رمزي

لاهاي- أعلنت المدارس الهولندية على أسبوع ضد التنمر وحددت له الفترة من 27 سبتمبر إلى 1 أكتوبر، وذلك لمحاربة ظاهرة التنمر التي تزداد في المدارس الهولندية رغم القوانين التي تمنع التنمر، واللوائح المدرسية التي تؤكد رفضها لذلك،  ولكن الظاهرة ما زالت مستمرة وبكثرة  وللأسف،  مما جعل هولندا تصرف الملايين على ورش عمل ودورات تدريبية للأطفال الذين يتعرضون لهذه الظاهرة ولأسرهم حتى يستطيعون التعامل معها وحماية أولادهم، بعد أن تسببت هذه الظاهرة في انتحار عشرات الأطفال من مدارس ومدن مختلفة و بمراحل دراسية  تبدأ من الابتدائية وتصل إلى الجامعة، مما عرض الكثيرين للاكتئاب وللأسف ظل يرافقهم هذا الشعور حتى الكبر، يجب مكافحة كل ألوان وأنواع السلوك المعادي مثل التخويف والترهيب و التنمر والسرقة والعدوانية وأيضا منع شرب المخدرات وحمل الأسلحة والبلطجة في المدارس.

يقول الهولندي  من أصل عربي “أه بي”  البالغ من العمر 29 عاما أنه تعرض في الصغر داخل مدرسته الابتدائية للتنمر لأسباب متعددة منها تأخره الدراسي ولونه ، ومع ذلك أنهى دراسته الجامعية ويعمل حاليا بوظيفة مرموقة، ولكنه مع الأسف مازال يعاني من  آثار التنمر الذي كان رفيقه طوال سنوات عمره،  مما جعله يشعر بأنه شخص غير مرغوب فيه  في المجتمع، وعندما كان يسمع ضحكات  في الشارع، وهو يسير وحيدا كان يظن أن الناس تضحك عليه، تنظر إليه بنظرات  ساخرة، ولا يعلم لماذا هذا الشعور القاتل!.

ويقول الهولندي مع أنه كان متفوق في دراسته وعمله إلا أنه كثيرا ما يشعر بالانعزالية ورفض المجتمع له، ولا يعلم السبب مما جعله يذهب إلى طبيب نفساني، ساعده بعض الشيء ولكنه، لم يخرجه من أزمته، ويرى الشاب الهولندي أن الأهل في بعض الأحيان، لا يتعاملون مع ظاهرة التنمر بشكل جاد ويتهاونون في الدفاع عن أولادهم وبالتالي الأطفال لا يشعرون بالأمان في المدرسة ولا البيت ولا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بشكل جيد، الظاهرة خطيرة ويجب التصدي لها بكل قوة.

وترى الهولندية “ن. أ” -في نهائي دراستها الأكاديمية- أنها تعاني كثيرا في المدرسة والعمل بسبب حجمها، وعلى الرغم من أنها شخصية طموحة ومرحة، وتحب  عملها ودراستها إلا أنها ليست سعيدة، والسبب أن الكثيرين  ينظرون  إليها بسخرية ويمزحون بكلمات جارحة، ولا يهتمون برد فعلها،  و البعض  يتنمر على مظهرها دون أن يهتمون بمدى سخافة كلماتهم، وتؤكد ربما النصيحة تكون كالسهم الذي يخترق قلبك من شدتها. وتنهي نون  كلامها بالقول، التنمر ظاهرة قاتلة ومن يفعلها يجب أن يحاكم.

وتقول الهولندية من أصل عربي” م. س” أنها طالبة في المرحلة الثانوية، وقد تعرضت للتنمر  بشكل قاسي مما جعله ترك مدرستها والانتقال إلى مدرسة أخرى في مكان أبعد، وكان هذا الأمر صعب عليها جدا، أولا لأنها تركت مدرسة بجانب بيتها وانتقلت لأخرى تبعد كثيرا عن بيتها، وثانيها لأن الذكريات المؤلمة ما زالت ترافقها، حيث مرت بتجربة صعبة على مدار سنة كاملة ولا تعلم  السبب فهي بطبيعتها لا تنتقد أحد ولا تتكلم كثير ومنطوية بعض الشيء،  ومع ذلك لم تسلم من التنمر، مرة على ملابسها، وأخرى على حجابها، وحتى من المسلمين، وقالت المشكلة أن التنمر يشعرك بالخوف وعدم الأمان ، وأن المدرسة لا تحقق لك السلام و لا الحماية، بات الذهاب للمدرسة وكأنه عقاب ومصدر للأحلام المزعجة، والأهل لا يشعرون بك ولا يهتمون بالأمر، ودائما يقولون مش مهم مرحة ها تعدي، ولكنها لا تعدي علينا بسهولة أبدا، وكثيرا ما تشعرني بالضعف وعدم الحماية. 

ومن جانبها قالت أم هولندية أن طفلها انتقل إلى ثلاث مدارس بسبب التنمر، وكان الحل الوحيد أمامها أن تواجه الأمر وتطلب مساعدة من المدرسة والأخصائي النفسي، الذي نصحها أن تشارك في دورات تدريبية وورش عملن التي تنظم لمواجهة ظاهرة التنمر، وتشارك فيها  مع طفلها وعندما شاركت وشعرت بإيجابية الكورسات،  تفكر حاليا  جديا في  عمل دبلومة حول ظاهرة التنمر وتنظيم ورش عمل تساعد من خلالها الأسر والأطفال أمثال أبنها ممن تعرضوا للتنمر ومساعدتهم للخروج بأمان من هذه الظاهرة الصعبة وكيفية التعامل معها. 

هل يعالج أسبوع محاربة التنمر بهولندا الحد من الظاهرة القاتلة؟

 وهناك العديد من القصص مما دفع وزارة التعليم، بمشاركة مؤسسة المدارس والسلامة  لتنظيم أسبوع ضد التنمر وحدد له الفترة

من 27 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 2021. شعار هذا العام  حول التنمر ب “قفل .. مستبعد” والمعنى ” التنمر مستبعد نهائي”؟ 

تقول مؤسسة المدارس، بهذا الشعار نوضح أن إقصاء شخص ما لا ينتمي إلى مجموعة لطيفة عمل غير لائق. ينصب التركيز على العمل في مناخ جماعي إيجابي وآمن يشعر فيه الجميع بالترحيب والانتماء والتهم وحيث يُسمح بالاختلافات. الاستثناء ليس من ذلك: استثناء؟ مستبعد!

بداية جيدة

بداية العام الدراسي هو الوقت المناسب للعمل في مجموعة آمنة. في هذه الأسابيع الأولى تقومون ببناء الأساس لخلق مناخ  جماعي ممتع معًا. يساعد أسبوع مكافحة التنمر في ذلك. تدعم مؤسسة المدرسة والسلامة المدارس في تعزيز مناخ مدرسي آمن اجتماعيًا. من بين أمور أخرى ، من خلال تنظيم أسبوع ضد التنمر كل عام.

ودعت المؤسسة المدارس التي (ترغب في) المشاركة في أسبوع ضد التنمر العثور على مزيد من المعلومات حول هذا الأمر على موقع الويب أسبوع بدون تنمر. على سبيل المثال ، يمكن للمدارس التسجيل بالفعل على موقع الويب للحصول على بطاقة أسبوع بدون تنمر التي يمكن للمدارس من خلالها إظهار مشاركتها في أسبوع ضد التنمر وفي أي أنشطة. 

وقالت يجب أن توفر المدارس بيئة آمنة اجتماعيًا ويجب أن تكافح التنمر. كيف يفعلون ذلك متروك للمدارس لتقرر بنفسها. يجب أن تمتثل للقانون الخاص  بتحقيق على السلامة والأمان في المدرسة

الأمان في المدرسة

تريد المدارس مناخًا تعليميًا آمنًا وتريد منع الحوادث. مثل السلوك غير اللائق والترهيب والتنمر والسرقة والعدوانية. هذا هو السبب في أنهم يستثمرون في علاقة ثقة جيدة ، ومناخ لطيف وقواعد واضحة حول كيفية معاملة بعضكم البعض. ولكن أيضًا من خلال اكتشاف السلوك غير المناسب في الوقت المناسب واتخاذ الإجراءات المستهدفة

قانون سلامة المدرسة

ينص قانون السلامة المدرسية على أن المدارس تبذل قصارى جهدها لمكافحة التنمر وتحسين السلامة الاجتماعية في المدرسة. ينطبق القانون على التعليم الابتدائي (bo) والتعليم الخاص (so) والتعليم الثانوي (vo)

يجب أن تنفذ سياسة الضمان الاجتماعي ؛

مهام  ضمن عمل فريق التدريس. يجب أن تكون هناك نقطة اتصال حيث يمكن للطلاب وأولياء الأمور الإبلاغ عن التنمر. يجب على شخص ما أيضًا تنظيم سياسة التنمر في المدرسة 

ما هي التدابير التي يتخذونها لتحسين السلامة ؛

مكافحة البلطجة

على سبيل المثال تدريب موظفيهم ضد العدوان والعنف يمكن للمدارس الحصول على مساعدة من المؤسسة عند رسم سياسة السلامة الخاصة بهم. تقوم المؤسسة بجمع ونشر المعلومات والخبرات حول السلامة (الاجتماعية) في المدارس. يتم تضمين سياسة السلامة في خطة السلامة، من بين  أمور أخرى

خطة السلامة من المخدرات وحمل الأسلحة بالمدارس

يجب أن يكون لدى المدارس خطة أمان. يتضمن هذا أحيانًا أيضًا بروتوكولًا للتنمر. على سبيل المثال ، تتضمن خطة السلامة حظر الأسلحة والمخدرات في المدرسة. كما يوضح كيف تقوم المدارس بمراقبة ذلك. ينص بروتوكول التنمر على ما تفهمه المدرسة من خلال التنمر. وكيف تحاول المدرسة منع التنمر. تنص خطة السلامة أيضًا على كيفية تعامل المدرسة مع حادثة ما وما إذا كانت تطلب المساعدة من الشرطة أو مكتب رعاية الشباب ، على سبيل المثال. ومتى ستقدم المدرسة بلاغًا

مطالبة بشهادة حسن سلوك الكادر التربوي

تطلب المدارس من أعضاء هيئة التدريس الجدد شهادة حسن السيرة والسلوك قبل البدء في الوظيفة الجديدة. يظل صالح لمدة  6 أشهر. يمكن للموظفين المؤقتين استخدام  الشهادة في كثير من الأحيان

الإشراف على سياسة السلامة في المدارس

تتحقق إدارة التفتيش على المدارس مما إذا كانت المدارس تتخذ تدابير لضمان بيئة آمنة. يتعلق الأمر ببيئة آمنة للتلاميذ الابتدائية والطلاب بالإعدادية والثانوية والمعاهد الخاصة والعامة والموظفين. كما تهتم إدارة التفتيش بشكل خاص بما إذا كانت المدارس تراقب السلامة الاجتماعية لطلابها. تتحقق هيئة التفتيش أيضًا مما إذا كانت هناك نقطة اتصال ثابتة للإبلاغ عن التنمر في المدارس

يحتاج الطلاب إلى بيئة مدرسية آمنة من أجل التطور على النحو الأمثل. يعتبر التنمر موضوعًا مهمًا عندما يتعلق الأمر بالسلامة الاجتماعية في المدارس. يخلق  التنمر بين الطلاب جوًا غير آمن ، مما يؤثر على مناخ التعلم والتطوير