بعد عقدين على أحداث 11 سبتمبر.. كم بلغت فاتورة الحرب الأمريكية على أفغانستان؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تحل اليوم الذكرى العشرون لهجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أشعلت ما أسمته واشنطن بـ«الحرب ضد الإرهاب» لأكثر من عشرون عاما وفي أكثر من 80 دولة حول العالم، حرب بلغت كلفتها نحو ثمانية تريليونات دولار وفقا عن تقرير صادر من جامعة أمريكية.

«لم تكن إلا خديعة كبرى، كسحر سحرة فرعون، خدع بها المتحكمون في أمريكا العالم، ونفذوا مخططاتهم الشيطانية، واستخدموا كل الأدوات الذكية والغبية في الوصول إلى غاياتهم الشريرة».

تحل ذكرى هجمات سبتمبر ذلك اليوم الذي لن يمحى من ذاكرة الأمريكيين هذه المرة، بينما يستمر الجدل في الولايات المتحدة حول الانسحاب من أفغانستان والطريقة التي انتهت فيها الحرب هناك، بدأت بإسقاط طالبان من الحكم وانتهت بإعادتها للسلطة في مشهد دراماتيكي ساخر لمنظومة الحكم في البيت الأبيض، التي دافعت عن قرارها باعتباره مجرد بداية لنهاية حقبة من العمليات العسكرية الكبرى.

البداية من أفغانستان

افغانستان

البداية على الحرب ضد الإرهاب كما ادّعت واشنطن بدأت من أفغانستان مأوى تنظيم القاعدة التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات، وفي أقل من شهر تحديدا في أكتوبر 2001، أطلق الرئيس الأمريكي وقتها، جورج بوش، عملية عسكرية دائمة في أفغانستان لتبدأ رحلة الاحتلال الأمريكي والتي انتهت قبل أيام وسط انسحاب فوضوي صعدت على إثره حركة طالبان إلى السلطة في مفاجأة غير متوقعة للمجتمع الدولي.

مهمة واشنطن في أفغانستان التي اعتبرها البعض بأنها قد فشلت، بلغت كلفتها نحو 2.3 تريليون دولار خلال عقدين من الزمن، أي ما يعادل 300 مليون دولار يوميا منذ أكتوبر 2001، وهو ما يعادل أيضا أكثر من صافي ثروات كل من جيف بيزوس وإيلون ماسك وبيل غيتس وأغنى 30 مليارديرا في أمريكا مجتمعين.

تقرير جامعة براون الأمريكية تحدث أيضا عن تكلفة الفائدة على ديون الحرب الأفغانية والتي تصل إلى 6.5 تريليون دولار بحلول 2050.

في العراق وسوريا بلغت التكلفة الإجمالية أكثر من 2.3 تريليون دولار منذ سبتمبر 2001، فيما أنفقت الولايات المتحدة نحو 335 مليار دولار في إطار وجودها العسكري بدول أخرى كالصومال ودول أفريقية أخرى، مع العلم أن أعمال مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط حاليا بلغت كلفتها بين 50 – 60 مليار دولار سنويا .

لغة الأرقام تتواصل، لتكشف أنه منذ سبتمبر 2001 وحتى 2010 ضاعفت الولايات المتحدة إنفاقها العسكري ليصل إلى 4.7 5 من إجمالي الناتج المحلي، لكن انسحاب واشنطن من أفغانستان وإنهاء الوجود العسكري في العراق انعكست على ميزانية الإنفاق العسكري والتي بدأت في الانخفاض منذ العام 2011.

الوحدة الوطنية.. وهم أم حقيقة

بايدن 1

في محاولة للتغطية على هذا الفشل، يطل بايدن في الذكرى العشرون مخاطبا الأمريكيين «الوحدة الوطنية هي أعظم قوة لأمريكا» معتبرا أنه الدرس الأعظم من هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

لكن عن أية وحدة يتحدث الرجل في وقت رأى فيه القاصي والداني الشرخ الاجتماعي الذي ضرب المجتمع الأمريكي خلال العقدين الأخيرين، بسبب التمييز والعنصرية التي واجهها المسلمون وأصحاب البشرة السمراء في بلد الحريات، بلغت ذروتها في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، والتي بلغت حدتها مواجهة الأمريكيين بعضهم البعض بالسلاح في مشهد دراماتيكي ساخر للدولة التي لطالما ادعت بالعدالة والمساواة.

مرحلة ما بعد هجمات سبتمبر أدت إلى مجموعة من التغييرات السياسية إلى جانب تحول في السفر، ونمو التمييز ضد المسلمين وزيادة الرقابة، في ظل تسابق وسائل الإعلام الأمريكية في توجيه الاتهام لجهات إسلامية بتنفيذ الهجمات، وتزايد الحملة المعادية للمسلمين والتي تصاعدت وتيرتها منذ إعلان مسؤول التحقيقات تورط جهات عربية وإسلامية في الهجمات وهو ما تسبب في حالة من الذعر لدى الأوساط العربية والإسلامية في أمريكا.

الصورة النمطية التي بنيت حول العرب والمسلمون في تلك الفترة كانت «مؤلمة» بشكل دفع بأشخاص من داخل الولايات المتحدة لبذل مزيد من الجهود في محاولة لكسر هذه الصورة النمطية.

فاتورة هجمات 11 سبتمبر تتجاوز آلاف التريليونات التي أنفقت، وتتسع لأكثر من 3 آلاف قتلوا في الهجمات وآلاف الجرحى والمصابين، لتضم ملايين الأرواح التي أزهقت والأحلام التي دمرت في العديد من البلدان التي حلم أبناؤها بمستقبل أفضل بذريعة مواجهة تهديدات لم تكن موجودة خاصة في العراق، هذا البلد الذي أصبح أرضا مستباحة لكل محتل مهما اختلفت لكنته وجنسيته واليوم صار بفضل حكومات متعاقبة تابعة للمرشد الإيراني في طهران.

11 se

ربما يعجبك أيضا