من تجربة «حكم الملالي».. الإيرانيون يتفهمون ماذا يعني حكم «طالبان»!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

عانى الإيرانيون من حكم رجال الدين في إيران، ولذلك يتفهم الإيرانيون -لا سيما الجيل الجديد منهم- ماذا يعني وصول حركة “طالبان” إلى الحكم في أفغانستان، واستنساخهم لنظام حكم الملالي ورجال الدين، الذي يعاني منه الشعب في إيران. ومدى خطورة ذلك على مستقبل الأمة الأفغانية.

ولذلك؛ اتخذت جمعية حقوقية موقفًا من رجل دين سني في إيران؛ لدعمه صعود طالبان إلى الحكم في أفغانستان، فقد رفضت جمعية “المدافعين عن حقوق الإنسان”، مواقف إمام جمعة أهل السنة بزاهدان، مولوي عبدالحميد، وأعلنت سحب جائزة حقوق الإنسان المهتمة بالشأن الإيراني التي منحتها له عام 2015.

وقالت الجمعية إنه بعد سنوات من تسليم الجائزة لمولوي عبدالحميد، تغيرت “مواقفه العادلة”، والآن يدلي بتصريحات عبر المنصات الرسمية “تتعارض بصراحة مع أهداف الجائزة التي تم تسليمها له”.

ولكن الآن أكدت الجمعية أن الآراء الأخيرة لمولوي عبدالحميد “الخاصة بحركة طالبان” تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان والسلام العالمي المستدام وقد تم “تحذيره في وقت سابق ولكنه لم يأخذ الموضوع على محمل الجد”.

وبعد سيطرة طالبان على كابول، هنأ مولوي عبد الحميد، إمام جمعة أهل السنة في زاهدان، الحركة على “نصرها العظيم والملحوظ”.

كما دعم مولوي عبدالحميد، الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي خلال الانتخابات الأخيرة، على الرغم من أن رئيسي أحد المتهمين بقتل آلاف السجناء السياسيين عام 1988.

Kabul: Afghan women protest for equal rights | The World from PRX

موقف الإصلاحيين

وحتى الإصلاحيون الذين هم النسخة الهادئة من حكم رجال الدين في إيران، فقد عانوا من تسلط المحافظين والمتشددين. ولذلك في موقف من حكم طالبان؛ دعت جبهة الإصلاح الإيرانية في بيان لها الحكومة ووزارة الخارجية في إيران إلى إنشاء “مقر إدارة أزمات وإدارة دبلوماسية للتطورات في أفغانستان”.

وحذر بيان لجبهة الإصلاح الإيرانية من “خطر التطهير العرقي” في أفغانستان وبانجشير، معربًا عن القلق من “التقاعس الدبلوماسي وعدم الاهتمام بمصير أفغانستان وشعبها”.

وأضافت الجبهة في بيانها أن عددا كبيرا من الأفغان والشخصيات الأفغانية المؤهلة فروا من تهديد طالبان إلى مناطق نائية، وخاصة مرتفعات بنجشير، وأن “النظام يدعي أنه يشكل حكومة شاملة بدلا من التفاوض معهم للتوصل إلى اتفاق موثوق به، ويعتزم القيام بعمليات عسكرية بهدف التطهير العرقي في مرتفعات بنجشير”.

وشدد البيان على أنه نيابة عن الأحزاب السياسية الإصلاحية والإصلاحيين في إيران، يدعو جميع السياسيين والمثقفين والأحزاب والمنظمات السياسية المستقلة والملتزمة في جميع أنحاء العالم إلى دعم الشعب الأفغاني من خلال اتباع الحكمة الجماعية في الإجماع العالمي وسد طريق المغامرات الخطيرة للمتطرفين في أفغانستان.

بالإضافة إلى ذلك، دعت جبهة الإصلاح جميع “النخب والمثقفين الأفغان” إلى الاتحاد لتشكيل حكومة شاملة من جميع الأفغان رجالًا ونساء وأعراقًا ومذاهب، ودعم الأمة الأفغانية بأكملها في جميع الأوقات.

ومن جانبه، قال الرئيس الأسبق الإصلاحي، محمد خاتمي، إنه مع تشكيل وزراء “العصابة الحاكمة”، أصبح من الواضح أن “توقع تغير جوهري ومنهجي” من جانبهم (طالبان) غير سديد. وأضاف أنه لدعم مقاومة أفغانستان وبانجشير، يجب أن نصبح “الصوت العالي للشعب الأفغاني”.

ووصف خاتمي صعود طالبان إلى السلطة بأنه “كابوس آخر”، مضيفاً: “القضية ليست أنه يجب إزالة جزء من المجتمع الأفغاني (طالبان) له مكانة بين الناس من المعادلة، بل يجب أن يقوم كل شيء على معايير ديمقراطية عامة ويؤدي إلى إرادة جميع الناس”.

ربما يعجبك أيضا