الهروب من «الخزنة الحديدية».. وصمة عار لن تسقط باعتقال الأسرى!

كتبت – علياء عصام الدين

على الرغم من مشاعر الإحباط التي سيطرت على الكثيرين -على اختلاف انتماءاتهم السياسية- بعد نجاح سلطات الاحتلال في اعتقال 4 من الأسرى الستة الأبطال الذين استطاعوا انتزاع حريتهم من قبضة الاحتلال الغاشم الأسبوع الفائت، وتمكنوا من الهروب من سجن يوصف بالخزنة الحديدية لشده تحصينه، إلا أن هذا لن يلغي الفضيحة الأمنية التي تلقتها إسرائيل والتي لن تسقط بالتقادم وبمجرد اعتقال الأسرى لأي سبب كان.

إن عملية الهروب السينمائية ستظل محفورة في عقل كل عربي وفلسطيني أبد الدهر، فبعيدًا عن كونها لا تخطر سوى على بال مخرجي أفلام هوليوود وكيفية تنفيذها بالمثابرة والحفر لـ6 أشهر، ثم الخروج من فتحة نفق طويل صغيرة للغاية إلا أنها ستظل إحدى الصفعات القوية التي تلقاها الاحتلال، فانتزاع الحرية من أحد أشد سجون الاحتلال تحصيناً ليست بالأمر الهين، فهي صدمة وإهانة وإذلال كبير لمنظومة الاحتلال الأمنية التي طالما تشدقت إسرائيل زهوًا وفخرًا بها.

وأمام الإرادة الحرة لستة أسرى أصروا على نيل حريتهم وانتزاعها بأيديهم تتهاوى المنظومة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية أمام الأعين بإجماع المحللين الإسرائيليين أنفسهم، فعلى استحياء تحاول إسرائيل التغطية على الفضحية الأمنية التي لحقت بها بتصريحات من قبيل أن عملية الهروب إخفاق وجرس إنذار يدعو للاستيقاظ حيث قامت بسلسة إجراءات لتصحيح هذا الإخفاق حسب وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم، بيد أن الحقيقة أن الهروب الأسطوري من سجن جلبوع ليس مجرد إخفاق بل خرق ونسف للمنظومة الأمنية للكيان المحتل.

ستظل مثل هذه العمليات الجريئة بمثابة ندبة في جبين الاحتلال لا تنتهي بمجرد حدوثها وسيتبعها سلسة من محاولات التقليل والتشوية وزعزعة الروح الوطنية والاتهام بالخيانة وستجر ورائها الكثير من المناورات، بيد أن الفكرة الأساسية والراسخة والتي سطرها هذا الهروب الكبير هي أن الشعب الفلسطيني الذي اعتاد أن يقدم أبناءه في سبيل الحرية والاستقلال لن يكل ولا يمل وسيظل شوكة في حلق إسرائيل أبد الدهر.

إن رحلة انتزاع الحرية التي انتهجها الأسرى الأبطال كانت بصيص نور وطاقة أمل ودليلا عمليا على أن النضال لنيل الحرية سيتسمر وهو القاسم المشترك الذي يطرح جميع الخلافات والاختلافات جانبًا.

ربما يعجبك أيضا

1