الأسد في موسكو.. دلالات الزيارة ورسائل الروس

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

في زيارة وصفت بـ«السرية» عُقِدت في العاصمة الروسية موسكو قمة روسية سورية بين الرئيسين فلاديمير بوتين وبشار الأسد للمرة الأولى منذ عام 2015 جرى خلالها التباحث في ملفات التعاون الثنائي القائم بين البلدين، والإجراءات المتخذة لتوسيعه وتطويره تحقيقاً للمصالح المشتركة، ، في مرحلة تتسارع فيها التحركات السياسية والتغييرات الحثيثة في المنطقة والمرتبطة بشكل مباشر مع الأوضاع في سوريا.

رسائل روسية

مع تواصل الضغط على تركيا بقصف عفرين وإدلب، ومفاوضة قسد لكسب شرق سوريا، وانتظار جلسات صعبة مع الولايات المتحدة لتسويق حلول تكتيكية واستراتيجية ترسمها موسكو، تأتي ضرورة الضغط على بشار وإيصال رسائل من خلال استدعائه، بعد أن أصبح النظام ذاته عقبة في حسابات روسيا ومصالحها.

الكرملين أعلن أن الرئيس الروسي انتقد خلال اللقاء وجود قوات أجنبية في سوريا دون تفويض أممي في تلميح إلى تركيا والولايات المتحدة، بينما هنأ الأسد على سيطرة القوات الحكومية على 90 في المئة من الأراضي السورية مؤكدا أن «الإرهابيين» تكبدوا أضرارا هائلة.

الرسالة المباشرة من استدعاء الأسد اتضحت من النسبة التي صرح بها بوتين لسيطرة جيش النظام على الأرض في سوريا، والتي قال بأنها 90%، رغم أنها في الواقع لا تتجاوز 64%، وهو يقصد ما يقول، حيث يحتسب المناطق التي تسيطر عليها قسد ويعزز ذلك بالتأكيد على موقف روسيا من الوجود الأجنبي. يقول مراقبون

كبح جماح إيران

بحسب الإعلامية الكويتية فجر السعيد، فإن بشار الأسد بلقائه بوتين ينتقل لمرحلة جديدة من تاريخ سوريا ستتضح ملامحها قريباً، أهمها إضعاف التواجد الإيراني تدريجياً .

غير أنها وجهة نظر قابلة للنقاش والاتفاق والاختلاف لأن السياسة تختلف في توجهاتها مع اختلاف المصالح ، العلاقة الروسية مع إيران قائمة على المصلحة الروسية التي تحتاج من يقاتل عنها بالوكالة، وإيران هي الأخرى لها أطماعها المذهبية و قدمت كل ما تحتاجه روسيا وحافظت على بقاء الأسد حتى في أصعب المراحل .

موسكو تدرك جيدا أنها تخوض معارك سياسية وسط تغيرات كبيرة تعصف بالمنطقة، الأمر الذي يحتاج ضبط سلوك النظام بعيداً عن محاولات تذاكيه باللعب على هوامش التناقضات، وبحثه عن مصالحه في طهران التي من المتوقع أن لا تسرها الترتيبات الروسية الجديدة، حيث تشمل الترتيبات تغييرات في بنية النظام.

أمن إسرائيل

تثبيت بعض المسائل الأساسية في درعا بشكل عام خاصة أن الصدامات والانفجار في المنطقة أطاح بهيبة الروس والضمانات التي قدمتها للولايات المتحدة وإسرائيل عندما عقدت معهما اتفاق يرتبط بالمنطقة الجنوبية كمنطقة تهدئة باعتبار موسكو الضامن لأمن إسرائيل وهو ما يبرر الحرص الروسي على عودة الهدوء في هذه المنطقة.

وخلال الأسبوع الماضي، توصل الجانب الروسي إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وضع حدا لحصار قوات النظام السوري لمدينة درعا، حيث أحيلت المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة إلى قوات النظام، لأول مرة منذ 2013. وخلال الأسابيع الأخيرة قال نشطاء من المعارضة السورية إن طائرات حربية روسية شنت غارات على محافظة إدلب، التي تؤوي حوالي 4 ملايين نسبة، مشيرين إلى أن العديد منهم نازحون.

وكانت روسيا تدخلت عسكريا في سوريا لتكون طرفا في النزاع، الذي شهد قرب انهيار الجيش السوري سنة 2015، وساعد التدخل في ترجيح كفة ميزان القوى لفائدة قوات الأسد، التي تسيطر اليوم على معظم الأراضي السورية.

كثيرا ما دعت موسكو النظام السوري إلى السير قدما في الانتهاء من أعمال اللجنة الدستورية والتوصل لتسوية سياسية وفي المفاوضات مع المعارضة، إذ نظمت جولات محادثات عدة برعاية الأمم المتحدة لكنها لم تفلح في وضع حد للعنف في سوريا، حيث أدى النزاع إلى سقوط نحو نصف مليون قتيل ونزوح ملايين الأشخاص منذ العام 2011.

ربما يعجبك أيضا