مصر على تحقيق أهدافه.. قيس سعيد يواجه حملات مركزة ضده بثبات

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

ظهر الرئيس التونسي قيس سعيد أثناء لقائه بعدد من خبراء وأساتذة القانون الدستور في قصر قرطاج مساء الثلاثاء، وهو مصر على مواقفه فيما يتعلق بالتريث قبل تشكيل الحكومة وحول تعديل الدستور ومكافحة الفساد ورفض الحوار مع من يصفهم بالخونة في إشارة إلى حركة النهضة الإسلامية.

وقال الرئيس التونسي: إن تشكيل الحكومة يستوجب سياسة واضحة مؤكدا بأنه كان يستطيع طرح حكومة بعد يوم من إعلان إجراءات الاستثنائية يوم 25 يوليو الماضي لكن المشكلة في السياسات التي يجب أن تتبع للخروج من الأزمة وليس في تشكيل الحكومة.

وكان الرئيس قيس سعيد قرر يوم 25 يوليو الماضي حل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي ورفع الحصانة عن البرلمان وتجميد نوابه قبل أن يمدد تلك الإجراءات.

كما شدد الرئيس التونسي أن الدساتير تتطور مع الزمان بناء على المصلحة الوطنية ومصالح الشعب مضيفا “أنه لا يمكن السماح بان يستغل الدستور لنهب أموال الشعب التونسي والحصول على منافع”.

لكن الجزء الأبرز من خطاب قيس سعيد هو رفضه للحوار مع من يصفهم بالخونة ردا على دعوات حركة النهضة الإخوانية لفتح باب الحوار.

وقال سعيد: “لن أتعامل مع العملاء والخونة ومن يدفعوا الأموال للإساءة لبلادهم.. لن أتحاور معهم” مضيفا “دفعوا قرابة ثلاثة ملايين دينار لجماعات ضغط في الخارج للإساءة لبلادهم”.

وكانت حركة النهضة تورطت في فضيحة توقيع عقد مع مؤسسات ضغط أميركية بملايين الدينارات وذلك للتأثير في صناع القرار الأميركي حتى ينتقدوا إجراءات قيس سعيد.

لا يرضخ لضغوط الإسلاميين

وفسر مراقبون إصرار الرئيس التونسي على مواقفه بشخصيته التي ترفض محاولات التأثير وحملات التشويه.

وتورطت قواعد حركة النهضة وبعض الأذرع الإعلامية في تشويه الرئيس حتى قبل اتخاذه الإجراءات الاستثنائية وهو ما يراه البعض سببا في رفض قيس سعيد إجراء أي حوار مع النهضة وقياداتها.

ويظهر جليا أن قيس سعيد يريد طي صفحة الإسلام السياسي نهائيا من تونس خاصة وان التغيرات الإقليمية والدولية تصب في صالحه مع هزيمة الإسلاميين في انتخابات المغرب وتراجعهم في ليبيا وعدد من الساحات الأخرى.

ويعلم الرئيس حجم المناورات السياسية لجماعات الإسلام السياسي الذين يدعون سعيهم للحوار في العلن لكنهم يهاجمونه في المحافل الدولية وعبر شبكات التواصل الاجتماعية بعد سيطرتهم على الكثير من الصفحات المؤثرة.

وشاهد الرئيس كيف أن نوابا في حركة النهضة وحلفائهم هاجموا إجراءات قيس سعيد في جلسة عامة لرؤساء البرلمانات في العاصمة النمساوية فيينا وهو ما اعتبر دعوة صريحة للتدخل الأجنبي في شؤون تونس الداخلية.

ثبات على المواقف منذ الحملة الانتخابية

وعرف الرئيس التونسي بثباته على مواقفه منذ حملته الانتخابية وجميع برامجه المتعلقة بمكافحة الفساد والاتصال المباشر بالشباب والعمل على تحقيق طموحهم وانتقاده للعمل الحزبي دليل على ذلك.

ولم يتزحزح الرئيس التونسي عن أي نقطة من برنامجه وبالوعود التي قطعها للشعب لذلك فان شعبيته في صعود وفق استطلاعات الرأي في مقابل تيارات سياسية قدمت وعودا ولم تنفذها بل وتسببت في أزمة اقتصادية وسياسية خانقة.

وقيس سعيد الذي عرف بنظافة اليد وقوة شخصيته يراه التونسيون الشخصية السياسية الأقدر على مواجهة تنظيمات الإخوان وتجاوز العشرية السوداء الأكثر مرارة في تاريخ تونس الحديث.

ومنح التونسيون الرئيس قيس سعيد حرية العمل من اجل التخلص من الإسلام السياسي نهائيا.

ربما يعجبك أيضا