بطولات الأسرى الفلسطينيين في «الخزنة» تبدد غطرسة الصهاينة

عاطف عبداللطيف

عاطف عبداللطيف

بددت بطولات الأسرى الفلسطينيين غطرسة الصهاينة وكسرت شوكتهم، فمنذ إعادة اعتقال السلطات الإسرائيلية لأربعة من الأسرى الفلسطينيين من أصل 6 أسرى تمكنوا من الهروب من سجن جلبوع الشهير باسم “الخزنة”، قبل أيام، عبر نفق جرى حفره أسفل حمام الزنزانة امتد إلى خارج السجن، وفشلت الاستخبارات الأمنية الإسرائيلية في كشف عملية تحرير الأسرى لأنفسهم قبل تنفيذها واختراق كل المنظومة الأمنية والتكنولوجية لإسرائيل، ما يعد بكل تأكيد انتصارًا فلسطينيًا وبطولة سيسجلها تاريخ النضال التحرري من الاحتلال الصهيوني وكسر جديد للغطرسة والتفوق التقني الإسرائيلي المزعوم في نظم الأمن والحراسة.

هروب 6 أسرى من سجن جلبوع شكل ضربة قوية للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، خصوصًا بعد أن رسم هؤلاء الأسرى حريتهم بأظافرهم وهربوا من نفق تحت الأرض لخارج سجن جلبوع الذي يعتبر من أكثر السجون على مستوى العالم محاط بتعزيزات أمنية وتدابير غريبة لمنع هروب الأسرى، ورغم ذلك اخترق الأسرى البواسل كل هذه التدابير.

تعذيب الأسرى

وتعبر فلسطين عن مخاوفها من تعرضهم للتعذيب، وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أنباء عن تردي الحالة الصحية للأسير الفلسطيني القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح زكريا الزبيدي، الذي اعتقلته القوات الإسرائيلية بعد فراره من سجن جلبوع، الإثنين الماضي. واشتعلت مواقع التواصل غضبًا على الاحتلال الإسرائيلي، بعد ورود أنباء تشير لإدخاله قسم العناية المشددة بمستشفى هتسيدك بأراضي الـ48.

وكان جبريل الزبيدي أخ الأسير زكريا، أول من غرد على حسابه على موقع “فيس بوك”، مطالبًا بإنقاذ حياة أخيه، مما أثار غضب الشعب الفلسطيني.

دعوات للاستنفار

وتؤثر الهاشتاجات بنشر القضية الفلسطينية وتطوراتها، بسبب انتباه العالم الآن للتكنولوجيا والعالم الرقمي، فما كان من مؤيدي القضية الفلسطينية إلا أن يعيدوا ما فعلوه أثناء هبة القدس في مايو الماضي من التفاف عالمي حول القضية بسبب الهاشتاجات.

ودعت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة «فتح»، عبر مكبرات الصوت في جنين، الاستنفار؛ بسبب الوضع الصحي للأسير زكريا، ولبى المواطنون الفلسطينيون هذا النداء وخرج أهالي جنين بمسيرات غضب، وكان هناك مسيرة أمام بيت الأسير زكريا الزبيدي تهتف باسمه.

وقال محامي هيئة الأسرى الفلسطينيين، خالد محاجنة، في تصريحات لتلفزيون فلسطين، إن الأسير محمد العارضة مر برحلة تعذيب قاسية جدًا، وقد تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح ورطم رأسه بالأرض ولم يتلقى علاج.

وقالت صفحة وكالة سما الإخبارية، إن “هناك استنفارًا كبيرًا من قبل الأهالي عقب انتشار أنباء عن تدهور الحالة الصحة للأسير الفلسطيني زكريا زبيدي”. ونشرت صفحة أخرى، غير موثقة، تحمل اسم “علي” تدوينة قالت فيها إن “نبأ دخول زكريا الزبيدي إلى العناية المكثفة صدر عن أخيه جبريل، نقلًا عن محامي الزبيدي”.

سجن جلبوع

أعادت قضية سجن جلبوع معاناة الأسرى الفلسطينيين إلى الواجهة والشعب الفلسطيني يغلي وفاء لهؤلاء الأبطال، فجريمة تعذيب الأسرى وحرمانهم من العلاج ونقلهم لسجون داخل إسرائيل تشكل جريمة حرب والسلطة الوطنية الفلسطينية تعكف على تجهيز ملف شكوى كامل لتقديمه لمحكمة الجنايات الدولية لمعاقبة سلطات إسرائيل على جرائمها بحق الأسرى الفلسطينيين.

بدوره اعتبر الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، أن قيام السلطات الإسرائيلية بتعذيب الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم، وقمع أسرى معتقل جلبوع وباقي السجون الإسرائيلية يأتي انتقامًا من الأسرى وعملية هروبهم.

وأكد أن إسرائيل تقوم بتعذيب الأسرى بشكل همجي متجاوزة كل أشكال وأساليب التعذيب الوحشي التي كانت تجري في السجون الفاشية، مشيرًا إلى أن القانون الإنساني الدولي يمنع تعذيب الأسرى السياسيين وأسرى الحرب، ومن حق كل أسير حرب أن يحرر نفسه استنادًا إلى اتفاقيات جنيف، وخاصةً الاتفاقيتين الثالثة والرابعة من عام 1949م.

ويرى شعث أن حياة الأسرى الذين أعيد اعتقالهم في خطر شديد، خاصةً بعد تعرضهم لشتى أصناف التعذيب الجسدي والمعنوي والصعق الكهربائي والضرب المبرح ونقلهم إلى المستشفى بحالات حرجة جدًا.

جرائم دولية

بدوره اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن السلطات الإسرائيلية ترتكب جرائم دولية خطيرة بحق الأسرى الفلسطينيين بشكل يخالف المعاهدات الدولية وما استقر عليه العرف الدولي في معاملة الأسرى، حيث تقوم بتعذيبهم جسديًا ونفسيًا وتمنعهم من لقاء ذويهم وتعاملهم معاملة تحط من كرامتهم وتحرمهم من العلاج والدواء، وهذه جرائم ثابتة أدت في كثير من الأحيان إلى وفاة عشرات الأسرى بسبب حرمانهم من العلاج أو بسبب التعذيب الشديد لهم.

يذكر  أنه في السادس من شهر سبتمبر الجاري تمكن 6 أسرى فلسطينيين من الفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة شمالي إسرائيل، عبر فتحة في دورة مياه بإحدى الزنازين متصلة بنفق ينتهي خارج أسوار السجن، إلا أن الأمن الإسرائيلي تمكن من اعتقال 4 منهم لاحقًا، فيما لا يزال اثنان طلقاء.

ربما يعجبك أيضا