مركز الإنذار المبكر: المغرب تطوي صفحة الإسلاميين في شمال أفريقيا

يوسف بنده

رؤية

تناول تقرير نشره مركز الإنذار المبكر، نتائج الانتخابات البرلمانية المغربية الأخيرة، التي أتت كصدمة حصرية من نصيب حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية؛ حيث سجلت صناديق الاقتراع هزيمة مدوية لحزب الأغلبية سابقاً، وحلوله المركز الثامن والأخير بـ13 مقعداً، بدلاً من 125 في انتخابات 2016.

تبع هذه الهزيمة الثقيلة استقالة الأمانة العامة للحزب بالكامل، بمن فيهم أمينه العام ورئيس وزراء المغرب السابق سعد الدين العثماني، الذي لم يستطع حتى الفوز في دائرته الانتخابية.

وتعكس الانتخابات الخامسة منذ تولي العاهل المغربي، محمد السادس، 1999، والثالثة منذ تعديل الدستور المغربي 2011، تمكن القصر من هندسة مخرجات الانتخابات البرلمانية وفق ما يتماشى مع أولويات السياسة المغربية، في توقيت تشهد فيه البلاد تحديات على مستويات اقتصادية وصحية وأمنية، ليس أخرها ما أشار إليه الملك في خطابه قبل 3 أسابيع، بـ”تحديات وأزمات غير مسبوقة”، وخاصة على مستوى الخارج، حيث توتر العلاقات مع كل من الجزائر وإسبانيا، ناهيك عن ملف الصحراء المغربية، وتقاطع ذلك مع تعقيدات مستقبل خارطة الطاقة جنوب المتوسط وشمال أفريقيا.

وكمحصلة عامة، فإن مشهد السقوط المدوي لحزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات الأخيرة يعكس توجهاً إقليمي نحو طي صفحات مخاطر وفوضى العقد الماضي، وذلك عبر إقصاء الإخوان بكل صيغهم واختلافاتهم وتبايناتهم من المشهد السياسي في شمال أفريقيا، وذلك ليس فقط بناء على إخفاقاتهم الذاتية على مختلف المستويات، ولكن عدم مناسبتهم لتحديات وتعقيدات المستقبل القريب وخاصة على مستويات إقليمية ودولية لم يعد لهم فيها موقع كأدوات لإدارة الصراع والمواءمات بين الدول، وهو الدور الوظيفي الرئيسي لجماعات الإسلام السياسي وخاصة في شمال أفريقيا، الذين باتوا على مشارف “تيه سياسي قد يستمر لعقود قادمة”، حسبما توقعت نيويورك تايمز في تعليقها على الانتخابات الأخيرة في المغرب.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا