قيس سعيد يرفض حوار الطرشان.. إسلاميو تونس محلك سر

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

أصدرت حركة النهضة التونسية الإسلامية منذ إعلان الرئيس قيس سعيد لإجراءاته الاستثنائية يوم 25 يوليو الماضي، عددا لا بأس به من البيانات التي تتضمن دعوة صريحة للحوار للخروج مما يصفونها بالأزمة السياسية.

وكان الرئيس التونسي قرر يوم 25 يوليو الماضي حل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه قبل أن يقرر تمديد تدابيره الاستثنائية.

وآخر تلك البيانات بيان أصدره المكتب التنفيذي للنهضة، الخميس، قال فيه إن لا حل للخروج من الأزمة المعقدة إلا بحوار وطني شامل وتكريس مبدأ التشاركية في بناء مشهد جديد يحقق الاستقرار السياسي المنشود والمناخ المساعد على إنجاز الإصلاحات الكبرى.

وطبعا البيان بما يحمله من المفردات هو عبارة عن مناورة سياسية جديدة متكاملة الأوصاف من الإسلاميين لتحميل الرئيس مسؤولية المأزق السياسي في البلاد بسبب رفضه المستمر للحوار.

ولكن الرئيس له مبرراته الواقعية والمنطقية لعدم الحوار مع الإسلام السياسي وحلفائه فهذا التيار الذي كان عنوان منظومة الفشل التي استمرت 10 سنوات وتسبب في تهديد الأمن القومي للدولة التونسية ونشر الفكر الإرهابي وفتح البلاد أمام الفاسدين لعبثوا بمقدرات الشعب.

وعانى قيس سعيد حتى قبل إعلان إجراءاته الاستثنائية من حملة شنها الإسلاميون عبر أذرعهم الإعلامية وعبر صفحات التواصل الاجتماعي جعل من كل دعوة للحوار مجرد مناورة لا غير بعد أن شعر الإسلاميون أنهم في مأزق إثر إخراجهم فجأة من السلطة وإبعادهم عن مؤسسات الدولة.

أبواب الرئيس موصدة أمام الإخوان

ولعل فشل حركة النهضة في إقناع الرئيس قيس سعيد بالحوار لخصه رئيس الحركة ورئيس البرلمان المجمد راشد الغنوشي الذي قال في تصريح لوسائل الإعلام بأنه لا يوجد تواصل بين حركته وبين الرئيس قيس سعيّد منذ 25 يوليو المنقضي.

بدوره قال الوزير السابق والقيادي في النهضة احمد قعلول إن “الغنوشي بصفته رئيسا للبرلمان ولحركة النهضة يطرق الباب ويسعى لمسالك للتواصل مع قصر قرطاج لكن الأبواب موصدة وليس هناك استعداد لا للاستماع ولا للحوار من قبل الرئيس”.

وبالتالي يبدو أن الرئيس قيس سعيد لا يأبه أبدا بما تقوله قيادات التيار الإسلامي بقدر اهتمامه بضرورة تحقيق هدفه وهو إنقاذ الدولة التونسية من الانهيار بعيدا عن عقد التحالفات.

ويشدد قيس سعيد انه شخصية من طينة أخرى لا تقبل عقد الصفقات على حساب مصالح الشعب وأن المهم ليس في الحوار ولكن مضامينه.

الرئيس لا يحاور الخونة

ومثل تصريح الرئيس الأخير عند استقباله عددا من خبراء وأساتذة القانون في قصر قرطاج أبرز دليل على تمسكه بمواقفه ورفه للحوار مع من وصفهم بالخونة في إشارة إلى حركة النهضة.

وقال قيس سعيد ” أتعامل مع العملاء والخونة ومن يدفعوا الأموال للإساءة لبلادهم. لن أتحاور معهم”. في إشارة إلى راشد الغنوشي الذي تورط في إبرام عقود “لوبيينغ” (ضغط) مع مؤسسات أمريكية لدعوة صانع القرار الأمريكي للضغط على الرئيس للتراجع عن قراراته.

وقال قيس سعيد دون أن يذكر حزب النهضة بالاسم “دفعوا قرابة ثلاثة ملايين دينار لجماعات لوبيينج في الخارج للإساءة لبلادهم”.

ويرى الرئيس التونسي أن اللجوء إلى الخارج أمر غير مقبول تماما وخط أحمر لأنه يهدد السيادة الوطنية في الصميم.

وكان رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي الحليفة للإسلام السياسي في البرلمان المجمد كلف من الغنوشي لانتقاد إجراءات الرئيس في جلسة عامة لرؤساء البرلمانات الدولية في العاصمة النمساوية فيينا.

وبالتالي فإن الرئيس التونسي يعلم جيدا طبيعة خصومهم وأن دعوتهم العلنية للحوار مجرد سعي للاعتراف بشرعيتهم المتهالكة.

ربما يعجبك أيضا