بعد فشلهم في تحشيد الشارع ضد قيس سعيد… إسلاميو تونس في حالة إرباك

كريم بن صالح

رؤية_كريم بن صالح

دعا التيار الإسلامي أنصاره إلى التظاهر اليوم السبت رفضا لسياسات الرئيس التونسي قيس سعيد وإجراءاته التي اتخذها يوم 25 يوليو الماضي.

وعمل الإسلاميون والأحزاب التي تدور في فلكهم على تحشيد الشارع عبر صفحات التواصل الاجتماعي الفايسبوك وعبر الفضائيات ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة طيلة أسابيع.

ورغم تلك الجهود والبيانات التي أصدرتها الأحزاب والجمعيات الاخوانية للنزول الى الشارع بكثافة صدم التيار الإسلامي بحضور محتشم لبعض القواعد المتضررة من الإجراءات والتغيير السياسي.

وجاءت الدعوات بعد الفيديو المتداول لعملية القبض على رئيس ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف أمام المحكمة العسكرية بشكل عنيف والتي وصفها كثيرون بأنها مسرحية سيئة الإخراج لكسب التعاطف خاصة وان فيديو القبض على مخلوف تم تداوله بكثافة قبل يوم من الاحتجاجات للإيهام بان الحريات والحقوق في تونس مهددة.

لكن شرطة النجدة نشرت تدوينة في صفحتها الرسمية على الفايسبوك قالت من خلالها ان ما حصل مع مخلوف كان مسرحية فعلية وان من تورطوا في عملية القبض عليه أمام المحكمة العسكرية يمكن ان يكونوا تابعين لأحد الأحزاب المتضررة من 25 يوليو في محاولة لإحراج الرئيس.

وفعلا تكررت بعض التجاوزات الأمنية في المرحلة السابقة لكن مراقبين يرون ان بعض القيادات الأمنية التي لا تزال موالية للتيار الإسلامي تواصل محاولاتها لإرباك الوضع.

وبالنسبة لمظاهرات السبت تحدثت العديد من التقارير بان حركة النهضة وحلفائها لم يستطيعوا حشد سوى بضع عشرات من الأنصار فيما أشارت وسائل إعلام قريبة منهم على غرار وكالة الأناضول التركية للأنباء ان العدد قارب المئات لكن في كلتا الحالتين وصفت المظاهرات بالفاشلة خاصة وان الإسلاميين يدعون دائما قدرتهم على التحشيد.

ضعف التحشيد دليل على تراجع الشعبية

ويرى مراقبون أن القيادات الإسلامية تلقت رسالة قوية من خلال فشل دعوات الاحتجاج مفادها أن الإسلام السياسي لم يعد قادرا على إقناع الشارع الذي تضرر بسبب حكم دام عشر سنوات ولم يجلب سوى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

ولم تعد مصطلحات الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية قادرة على شد المواطن الذي يعاني في كل المستويات ولم يعد قادرا على توفير قوت يومه مع تدهور العملة وارتفاع نسب التضخم.

وفي الحقيقة لم يحتاج الإسلاميون او معارضيهم لدعوات الخروج إلى الشارع لكي يعرفوا حجمهم في الشارع حيث كشفت اغلب استطلاعات الرأي بان الإسلام السياسي يعاني من تراجع كبير من حيث نوايا التصويت في حال أجريت الانتخابات التشريعية او الرئاسية فيما حقق مناهضو الإخوان وعلى رأسهم قيس سعيد نتائج غير مسبوقة.

ورغم ان حركة النهضة تدعي رغبتها في إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة لكنها تتخوف من هزيمة على غرار هزيمة حزب العدالة والتنمية المغربي.

خلط الأوراق

في المقابل يرى مراقبون ان حركة النهضة أرادت خلط الأوراق وإرباك قيس سعيد عبر دعوتها لنزول أنصارها إلى الشارع وذلك بالقول بان هنالك تونسيون يتظاهرون رفضا لقرارات الرئيس كما ان هنالك مؤيدين له وان الإعلام لا ينظر الا لطرف واحد فقط وهم أنصار قيس سعيد.

والرسالة في الحقيقة موجهة للغرب خاصة وان قيس سعيد أكد للقوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة بان قراراته تحظى بدعم شعبي غير مسبوق بعد نزول الآلاف دعما لإجراءات 25 يوليو الماضي.

وهنا قال القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك ان على قيس سعيد الإنصات إلى معارضيه ومؤيديه في محاولة يائسة لخلط الأوراق والقول بان كما للرئيس أنصاره فهنالك معارضوه الرافضون للإجراءات الاستثنائية.

وقال المكي ” تكمن مسؤولية السيد رئيس الجمهورية بأن يخرج من حالة الإنحياز لوجهة نظره إلى وضع تجميع كلمة التونسيين، من عارضه و من سانده، و الابتعاد بالبلاد عن المخاطر”.

وخطاب المكي في الحقيقة هو محاولة لفرض ضغوط على قيس سعيد لكي يخضع لحوار مع النهضة بعد ان رفض الجلوس معها رفضا قاطعا حيث قال في إشارة الى ذلك ” الزمن زمن سياسة و عقول فمن يعرقل أو يرفض الحوار كطريق سليم لمعالجة الأزمة؟.

وبالتالي فان النهضة أرادت من خلال دعوتها للتظاهر إرباك الرئيس لكن أنصار قيس سعيد كانوا بالمرصاد ونزلوا عفويا ودون تحشيد بالآلاف في مواجهة بضع عشرات من الأشخاص المنتفعين من حكم الإخوان.

ربما يعجبك أيضا