الانتخابات الألمانية.. هل يمكن أن تتلاعب روسيا؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

تظل روسيا هى المتهم الأول والرئيسى فى معظم الأزمات الأوروبية، فهى بالنسبة لقادة أوروبا مصدر الجواسيس وهجمات القرصنة الالكترونية ومنبع حملات التأثير على الانتخابات فى مختلف الديمقراطيات الغربية.

ورغم نفى موسكو هذه الاتهامات وتأكيدها أن نظرية المؤامرة كانت ومازالت وسيلة الغرب فى تبرير ما يشهده من منعطفات، فإن المخابرات الأوروبية أكدت أنها رصدت محاولات روسية للتأثير على انتخابات الانتخابات الألمانية المقبلة بهدف زعزعة التوجهات الرسمية تجاه الاتحاد الأوروبى من خلال دعم الأحزاب الشعبوية المعارضة للتكتل الأوروبى و الأحزاب الصديقة لروسيا.

تحذير ألماني

قال وزير الداخلية الألماني، توماس دي مايتسيره، إن حكومته تتوقع من روسيا أن تسعى للتأثير على سير الانتخابات العامة في 24 سبتمبر، مشيرا إلى أن بيانات سرقت في عملية اختراق لشبكة مجلس النواب عام 2015 قد تظهر في الأسابيع المقبلة.

وقال رئيس وكالة المخابرات الداخلية، هانز جورج ماسن، في مؤتمر صحفي، إنه لا يوجد مؤشرات على أن روسيا تدعم حزبا بعينه في الساحة السياسية الألمانية.

وقال دي مايتسيره “سرقت كمية كبيرة من البيانات خلال عملية اختراق البوندستاغ عام 2015”. وأضاف: “نتوقع ظهور بعض تلك المعلومات خلال الأسابيع المقبلة”.

وقال ماسن إن وكالته لا تملك دليلا موثوقا على أن الهجوم الإلكتروني الذي بدأ من أوكرانيا في الأسبوع الماضي وانتشر في أرجاء العالم مصدره روسيا.

واتهمت أوكرانيا أجهزة الأمن الروسية بتدبير الهجوم الإلكتروني، معتبرة أنه يهدف إلى تدمير بيانات هامة ونشر الرعب.

مخاوف

ويبدو أن الأمر تحول إلى شبه يقين لدى الأوروبيين إزاء مسألة التدخل الروسى حيث أشار تقرير إلى أن نحو 241 مليون أوروبى قد يكونون تعرضوا بالفعل لحملات تضليل تروج لها حسابات «خبيثة» مرتبطة بروسيا بشأن الانتخابات الأوروبية.

كما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن تعاون بين روسيا وأحزاب اليمين المتطرف بأوروبا للتأثير على نتائج الانتخابات من خلال استخدام نفس أساليب التضليل والتخويف من استمرار الأحزاب الليبرالية فى الحكم.

وأوضحت الصحيفة أن الخوادم التى تم استخدامها لقرصنة الحزب الديمقراطى خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 ، تستضيف اليوم مواقع تستخدمها أحزاب اليمين المتطرف فى إيطاليا وألمانيا مثل حزب رابطة الشمال بزعامة نائب رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو سالفينى وحزب البديل من أجل ألمانيا.

ويشير مسئولو المخابرات الأوروبية إلى أن محاولات روسيا للتدخل بدت هذه المرة أقل وضوحاً مقارنة بما كانت عليه قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016 ، والسبب فى ذلك ربما يعود إلى تخوف موسكو من مواجهة إجراءات انتقامية على غرار تلك التى اتخذتها أمريكا وأوروبا ضدها عقب محاولة تسميم عميل روسى مزدوج فى بريطانيا، حيث تم طرد أكثر من 150 موظفا دبلوماسيا من سفارات روسية فى الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية.

حروب المعلومات والسوشيال ميديا

وبحسب مركز التقدم الأميركي، مركز أبحاث سياسية، فإنه في حين أن عمليات التأثير ليست جديدة، وحرب المعلومات قديمة قدم الحرب نفسها، فقد حدث أخيراً تطور مهم سمح لهذه العمليات بأن تكون أكثر فعالية، وهو التقدم في تكنولوجيا المعلومات. فلقد خلق انتشار وسائل التواصل الاجتماعي مكاناً جديداً لنشر المعلومات المضللة والأخبار المزيفة والدعاية. كما خلق الاعتماد الحديث على الاتصالات الرقمية ثغرة جديدة للمرشحين وتحديات للأمن التشغيلي للحملات، حيث تحتفظ الحملات بمجموعة كبيرة من المعلومات التي يمكن للمتسللين المدعومين من دول أجنبية سرقتها واستخدامها بالطريقة التي يرونها مناسبة للتأثير، بما في ذلك عرضها للجمهور أو للحملات المنافسة.

وتتهم دراسة أعدّها جيمس لاموند، المستشار الكبير لدى مركز التقدم الأميركي، وتاليا ديزل، الباحثة بالمركز، الرئيس الروسي بإدارة استراتيجية أوسع تستهدف الدول الغربية. وتقول إنه في أنحاء أوروبا، كان بوتين يقدم الدعم بطريقة أو بأخرى للحركات والأحزاب التي تتوافق برامجها السياسية مع أهداف الكرملين. وتزعم أن هناك أدلة على دعم روسيا للتصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة.

ربما يعجبك أيضا