«زوال أمريكا خلال 3 سنوات».. تصريح مثير لترامب يعكس ضغائن سياسية!

حسام السبكي

حسام السبكي

مجددًا عاود أكثر رؤساء الولايات المتحدة إثارة للجدل، الخروج بتصريحات غريبة ومثيرة في الوقت ذاته، تعكس بلا شك حالة من “الضغينة السياسية”، والصراع الأزلي بين الجمهوريين، والذين يمثلهم بالطبع الرئيس السابق دونالد ترامب، والديمقراطيين، والذين ينوب عنهم في رئاسة الولايات المتحدة السياسي المخضرم جو بايدن، غير أن التصريح له دوافع عدة، يتقدمها ملف “الانسحاب الأمريكي (الفوضوي) من أفغانستان”، والذي سكب مزيدًا من الزيت على نار الانتقادات الموجه للبيت الأبيض في الآونة الأخيرة!.

توقع مثير

يتوقع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، أن تنتهي أمريكا في غضون ثلاث سنوات، كما يلمح إلى أنه قد يترشح لمنصب الرئاسة في عام 2024، بعد ثلاث سنوات من الآن.

أدلى الرئيس السابق بهذه المزاعم المتناقضة خلال مقابلة مع Newsmax يوم الثلاثاء الماضي مع السكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض شون سبايسر، حيث قال ترامب “بلدنا انحدرت بالفعل في الأشهر الثمانية الماضية كما لم يرها أحد من قبل”، وقد اقترح، دون تقديم أي دليل، أن أمريكا ستنتهي خلال السنوات الثلاث القادمة.

أضاف ترامب: “لقد تم تزوير الانتخابات، ولن يتبقى لنا بلد خلال ثلاث سنوات، سأخبرك بذلك“.

حاول سبايسر بعد ذلك إنهاء المقابلة، ربما لأن Newsmax تواجه دعوى قضائية بقيمة 1.6 مليار دولار من Dominion Voting Systems لتعمد الكذب بشأن الاحتيال على نطاق واسع في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 والتشهير بآليات التصويت.

ومع ذلك، كان لدى سبايسر سؤال آخر. بعد الإشارة إلى أن ترامب قال إنه اتخذ قراراً بشأن سباق الانتخابات الرئاسية 2024 وأن أتباعه سيكونون سعداء، سأل سبايسر الرئيس السابق متى قد يعلن عن خططه. تجنب ترامب إجابة مباشرة لكنه وعد سبايسر بأنه سيكون سعيداً بالقرار وادعى أيضاً أن أمريكا الآن “أضحوكة“.

وكان ترامب قد صرح في وقت سابق بأنه لن يعلن عما إذا سيترشح للرئاسة الأمريكية في 2024 قبل أن يرى نتائج الجمهوريين في انتخابات الكونغرس عام 2022.

انتهازية سياسية

وعلى وقع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والذي تسبب في سقوط البلاد بشكل كامل ونهائي، في قبضة مقاتلي حركة طالبان، يبذل الرئيس السابق دونالد ترامب وداعميه من الجمهوريين، جهودًا مضنية، من أجل عزل سياسي للرئيس الحالي جو بايدن.

فقد ذكر موقع “ديلي بيست” الأمريكي، أن مشرعين جمهوريين في مجلس النواب طالبوا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل سري بالمساعدة في توجيه اتهامات لخلفه، جو بايدن، ضمن آلية لمحاكمته وعزله، على وقع الانسحاب الأمريكي المضطرب من أفغانستان.

ففي الوقت الذي لم يكن ترامب يدافع عن إعادة غزو أفغانستان أو جمع الأموال من سحب بايدن للقوات، كان الرئيس السابق يُجري مكالمات هاتفية مع أعضاء الكونجرس الذين يحاولون كسب الدعم في مجلس النواب الأمريكي لإزالة خليفته، ففي الأسابيع الأخيرة، تحدث ترامب إلى العديد من المشرعين الجمهوريين في الكابيتول هيل لمناقشة التقدم الذي أحرزوه، أو عدمه، في التحرك لعزل بايدن بشأن الانسحاب العنيف والمُضطرب من حرب أفغانستان، وفقاً لتصريحات بعض المصادر المطلعة على الوضع.

فقد غضون ذلك، قال أحد المصادر إن معظم المحادثات بدأها المشرعون أنفسهم، حيث يحاولون تجنيد ترامب لدعم المحاولات التشريعية المختلفة لإحراج بايدن، والسعي لعزله أو عزل أعضاء إدارته، ومع ذلك، كان ترامب يقاوم إلى حد ما ربط اسمه بهذه الجهود.

سابقاً كان ترامب الذي تم عزله مرتين، يحاول بكل جهده دفع بايدن إلى “الاستقالة”، وقام بجمع الأموال مراراً وتكراراً لتحقيق هذا، لكن في الوقت الحالي، فيبدو أن ترامب ليس حريصاً على دعم حملة عزل بايدن علناً، أو حتى الاعتراف بأن حلفائه من الحزب الجمهوري في الكونجرس تحدثوا إليه بشأن ذلك.

وعلى ضوء ذلك، وخلال تصريحات صحافية، قالت المتحدثة باسم ترامب ليز هارينجتون، بأن ما يتردد بشأن أن الرئيس السابق ناقش بشكل خاص إمكانية عزل بايدن هو أمر غير صحيح تماماً، ومع ذلك، قالت المصادر المطلعة إن ترامب دعم بشكل خاص بعض الجهود لمحاولة عزل بايدن، حتى مع التزامه الصمت في العلن.

بينما أوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن سابقاً لشعبه التطورات السريعة التي حدثت في أفغانستان  قائلاً: ” ماذا حدث في أفغانستان؟ استسلم القادة السياسيون الأفغان وهربوا من البلاد. انهار الجيش الأفغاني، في بعض الأحيان دون محاولة القتال.عززت تطورات الأسبوع الماضي أن إنهاء التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان الآن هو القرار الصحيح”.

وأضاف بايدن: “لا يمكن للقوات الأمريكية ولا ينبغي لها أن تقاتل في حرب وتموت في حرب لا ترغب القوات الأفغانية في خوضها من أجل نفسها، لقد أنفقنا أكثر من تريليون دولار، لقد قمنا بتدريب وتجهيز قوة عسكرية أفغانية قوامها حوالي 300000 جندي، مُجهزة بشكل جيد للغاية، وهي قوة أكبر في الحجم من جيوش العديد من حلفائنا في الناتو”.

وتابع الرئيس الديمقراطي: “أنا أسأل أولئك الذين يجادلون بأنه يجب علينا البقاء: كم من الأجيال الأخرى من بنات وأبناء أمريكا تريدون أن أرسلهم لمحاربة الأفغان، وتحمل الحرب الأهلية في أفغانستان عندما لا تفعل القوات الأفغانية ذلك؟ كم عدد الأرواح التي يجب بذلها؟ هل الأمر يستحق؟”.

ربما يعجبك أيضا