تشرنوبيل جديد.. تركيا تتجه لبناء مفاعلات نووية على أرض غير مستقرة جيولوجيًا

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

لم تكتف تركيا بعسكرة سياستها الخارجية لتؤرق سلام جيرانها الإقليميين بمنطقة الشرق الأوسط وأهدافها الأمبراطورية القائمة على استعادة الإرث الاستعماري مما أقحمها في عدة أزمات وحروب أهلية بالمنطقة، إلا أنها أعلنت عن البدء في تنفيذ مشروعات للطاقة قائمة على الطاقة النووية بالتكنولوجيا الروسية.

بالتأكيد يحوي هذا المشروع مخاطر عديدة ، لاسيما عندما تقرر أنقرة أن تبني مفاعلاتها النووية في أرض غير مستقرة جيولوجيًا، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان كارثة مفاعل تشرنوبيل في ثمانينات القرن الماضي بالاتحاد السوفيتي، الذي أودى بحياة الآلاف من البشر وترك مخاطر جيولوجية لا تزال تعاني منها المنطقة حتى الآن.

مفاعلات تركية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حكومته ستتخذ بعض الخطوات لبناء مفاعلات جديدة للطاقة النووية في ولاية سينوب ومنطقة تراقيا بشمال غرب البلاد.

وفي كلمة له، أكد أردوغان أن “مشاريع الطاقة النووية في سينوب وتراقيا من شأنها أن تعزز قوة الطاقة المتجددة وتساهم في تخفيض الأسعار، وأن محطة “آق قويو” النووية التي يجري بناؤها في مرسين حاليا، ستشكل نموذجا في هذا الإطار، وسيكون لها دور مهم في تأمين العاملين”. 

ووقعت تركيا وروسيا في ديسمبر 2010، اتفاقا للتعاون حول إنشاء وتشغيل محطة “آق قويو” في ولاية مرسين جنوبي البلاد، ثم جرى وضع حجر أساسها في أبريل/نيسان من العام 2018.

قال وزير الطاقة التركي فاتح دونماز إن بلاده تستهدف تشغيل الوحدة الأولى من محطة “آق قويو” النووي عام 2023 مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.

وأضاف دونماز أن أنقرة وضعت حجر الأساس للوحدة الثانية لمحطة “آق قويو” النووية، وفقا لوكالة الناضول التركية.

وتبلغ تكلفة المشروع الضخم نحو 20 مليار دولار، ومن شأنه أن يسهم في تعزيز أمن الطاقة في تركيا، وخلق فرص عمل جديدة.

وفي يوليو من العام الماضي وقعت شركتان تركية وروسية اتفاقية تعاون حول توريد المعدات وأعمال البناء في محطة “آق قويو” للطاقة النووية.

اليونان تحذر

حذرت اليونان من التهديد الذي تشكله طموحات تركيا النووية للشرق الأوسط ولشرق المتوسط، بما فيها إمكانية تطويرها سلاحا نوويا.

وأجرى وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس مكالمة هاتفية طويلة مع نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، تناولت العديد من القضايا الإشكالية المتعلقة بطموحات تركيا النووية، وفق ما ذكرته صحيفة كاثيميريني اليونانية.

وبين هذه القضايا، التهديد الأمني الذي تشكله محطة أكويو النووية التركية لشرق المتوسط، في ضوء رفض أنقرة مشاركة دول العالم، المعلومات حول المحطة.

ونقلت وسائل إعلاميةعن مصدر مطلع على المحادثة الهاتفية قوله إن ديندياس أبدى تخوفه من أن يتحول مفاعل أكويو إلى تشيرنوبيل جديد في شرق البحر الأبيض المتوسط.

فيما حذرت الاستخبارات اليونانية من أن هناك خطرًا آخر يتعلق ببرنامج تركيا النووي، موضحة أن “تركيا ستتمكن من خلال إنشاء المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة، من اكتساب المعرفة التكنولوجية اللازمة وإمكانية الوصول إلى المواد التي يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة نووية”.

وذكر مسؤولون يونانيون تحدثوا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويتهم أن تركيا تنفذ خطة لبناء ثلاث محطات للطاقة النووية. وتقوم في الوقت نفسه بتدريب المهندسين النوويين، وتسعى للوصول إلى الموارد ذات الأغراض المزدوجة؛ المواد الانشطارية والمعدات المخصصة للاستخدام المدني والعسكري على حد سواء.

كارثة نووية

البرلماني المعارض عن حزب الشعب الجمهوري في مرسين، علي ماهر باشارير، كشف عن تصدع في الأرضية الخرسانية لمحطة أكويو للطاقة النووية التي لا تزال قيد الإنشاء.

شارك علي باشارير صورة لمحطة أكويو للطاقة النووية على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب موقع أحوال التركي.

وتظهر الصور أن الأرضية الخرسانية التي ستنقل المفاعل قد تصدعت وتسربت مياه البحر من الأرض.

وأوضح باشارير أن كارثة تُبنى على الأرض التي تصدعت مرتين من قبل! متابعا: “ننجر إلى كارثة لا يمكن إصلاحها! تتشكل شقوق في الأرض مع استمرار البناء. لأن أككويو هي منطقة زلزال. الأرض متشبعة بالمياه بالكامل. إذا حدث زلزال بعد الانتهاء من البناء، فإن كارثة تنتظر البحر الأبيض المتوسط ​​ومرسين. الخطر قريب، تخلوا عن محطة الطاقة النووية”.

يذكر أنه في سبتمبر 2002، أنجز مصنع “آتوماش” التابع لشركة “آتوم إينيرغو ماش”، وهي قسم هندسة الآليات في مؤسسة “روس آتوم” الحكومية الروسية للطاقة النووية، تصنيع وشحن هيكل المفاعل النووي المخصص لوحدة الطاقة رقم 1 في محطة “أكويو” للطاقة الكهروذرية التي يجري تشييدها في تركيا.

واستغرقت عملية تصنيع الهيكل الذي يبلغ وزنه 300 طن وطوله 12 مترا، قرابة ثلاث سنوات. كما تم إرسال أربعة مولدات بخارية من المصنع إلى موقع بناء محطة “أكويو”، الأولى من نوعها لتوليد الطاقة الكهروذرية في تركيا. وبذلك قام المصنع بشحن جميع أهم المعدات الكبيرة الحجم المخصصة لوحدة الطاقة رقم 1 في محطة “أكويو”.

ربما يعجبك أيضا