بعد فشل مخططاتها.. النهضة تستدعي حلفاءها القدامى للضغط على الرئيس

كريم بن صالح

كتب – كريم بن صالح

يبدو أن جميع خطط ومؤامرات حركة النهضة التونسية فشلت فشلا ذريعا في دفع الرئيس التونسي قيس سعيد إلى تغيير نهجه والتخلي عن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها يوم 25 يوليو الماضي.

وتمثلت هذه الإجراءات في حل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.

ومع إصرار قيس سعيد على نهجه ورفض العودة إلى الوراء بل وتمديد إجراءاته لفترة غير محددة بدأت الحركة الإسلامية في تكتيك جديد وهو استخدام ورقة حلفائها القدامى والذين يحسبون على التيارات الديمقراطية والعلمانية.

ورغم أن هذه الأطراف كانت متحالفة من أجل إسقاط نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي فيما عرف بتحالف 18 أكتوبر لكن الحركة الإسلامية تنكرت لبعضهم بعد الثورة وسعت للهيمنة على مفاصل الدولة.

واليوم تطرح النهضة تجاوز الخلافات وتشكيل تحالف ظرفي مع قوى علمانية في مواجهة الرئيس قيس سعيد لحماية مصالحها بعيدا عن المصلحة الوطنية.

المنصف المرزوقي

وتعود علاقة الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بالتيار الإسلامي قبل ثورة 2011 حيث عمل المرزوقي الذي شغل منصب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان على الدفاع عن الإسلاميين الذين دخلوا السجون إبان محاولة الإخوان الانقلاب على نظام بن علي وشن عمليات وصفت بالإرهابية فترة التسعينات.

وتوطدت العلاقة بين الطرفين بعد الثورة حيث ضمنت حركة النهضة للمرزوقي الوصول إلى الرئاسة بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 2012.

وتواصل التحالف بين الطرفين إلى حين هزيمة المرزوقي في الانتخابات الرئاسية سنة 2014 امام الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي حيث لم تعمل الحركة الإسلامية على دعم المنصف المرزوقي رسميا رغم تعاطف القواعد معه.

ورأى مراقبون حينها أن الحوار الذي جمع السبسي برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فيما عرف بلقاء باريس كان سببا في تخلي الإسلاميين على المنصف المرزوقي.

وأكد المرزوقي نفسه هذا التوجه حيث عبر عن غضبه من تحالف النهضة مع بقايا النظام السابق بعد انتخابات 2014 مشيرا بان ذلك طعنة للثورة.

ولكن يبدو أن المرزوقي لم يتعلم من تجاربه السابقة مع الإخوان وخياناتهم لحلفائهم حيث أيد اليوم موقفها ضد الرئيس قيس سعيد مدعيا أن إجراءات 25 يوليو مجرد انقلاب بل دعا التونسيين إلى التمرد عليها.

وخرج المرزوقي الذي انتقد في السابق النهضة لأنها تنكرت له في وسائل إعلام مقربة من الإسلام السياسي ليهاجم قيس سعيد.

أحمد نجيب الشابي

لكن ليس المرزوقي فقط من يعمل كوكيل ومدافع عن التيار الإسلامي فرئيس الهيئة السياسية لحركة أمل أحمد نجيب الشابي تحالف مع حركة النهضة فيما عرف بتحالف “18 أكتوبر” قبل سقوط نظام بن علي.

بل وانخرطت عدد من القيادات الإسلامية في حزبه القديم “الحزب الديمقراطي التقدمي” في محاولة للهروب من المتابعات الأمنية زمن نظام بن علي والعودة إلى العمل السياسي من خلال غطاء وفره الحزب حينها.

في المقابل تنكر الإسلاميون بعد الثورة لخدمات أحمد نجيب الشابي وشنوا ضده هجمات في الحملة الانتخابية التي سبقت انتخابات 2012 وصلت الى حد تخوينه وتكفيره.

ومع فوز النهضة بالانتخابات حاول الإسلاميون استمالة نجيب الشابي بمنصب وزاري لكنه رفض واختار المعارضة في مواجهة التيار الإسلامي.

ودعم نجيب الشابي الباجي قائد السبسي في معاركه السابقة ضد الإسلاميين لكنه تخلى عنه بعد تحالفه مع التيار الإسلامي بعد انتخابات 2014 وتشكيل حكومة مشتركة.

واليوم يعود نجيب الشابي من خلال حزب” الأمل” لانتقاد الرئيس الحالي قيس سعيد بعد اتخاذه الإجراءات الاستثنائية ليتماهى مجددا مع التيار الإسلامي.

حمة الهمامي

بدوره شن حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال ذي الخلفية الشيوعية هجوما ضد إجراءات قيس سعيد لكنه في المقابل حمل الإسلاميين مسؤولية الأزمة الحالية.

وكان حمة الهمامي دخل في تحالف مع النهضة ضمن تحالف 18 أكتوبر لإسقاط نظام بن علي رغم الخلافات الإيديولوجية العميقة.

ورغم أن التيارات الشيوعية واليسارية انتقدت مواقف حمة الهمامي وتحالفه مع من يصفونهم بقوى الظلام ضد بن علي في إشارة إلى الإسلاميين لكن الهمامي خير المضي في طريقه حيث اعتبر أنه لا مشكلة في التحالف مع رجعية في المعارضة لإسقاط رجعية أخرى في الحكم.

ويبدو أن حمة الهمامي يعيد اليوم نفس الخطوات بالدعوة إلى معارضة الرئيس الحالي قيس سعيد وخدمة المشروع الإسلامي بطريقة غير مباشرة.

ورغم أن حمة الهمامي كان رفيقا للمعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي الذي اتهم الإسلام السياسي باغتيالهما لكنه اليوم يتنكر لما ارتكبه الإسلاميون في العشرية السوداء من اجل مصالح ظرفية وسياسوية.

ربما يعجبك أيضا