مركز الإنذار المبكر: اختبار أم إعادة هيكلة؟.. سياقات ودلالات لقاء السيسي وبينيت

يوسف بنده

رؤية

تناول مركز الإنذار المبكر بالتحليل سياقات ودلالات لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت؛ حيث عُقد اللقاء بشكل علني، وذلك على عكس ما توقعه مراقبون ومحللون، في مدينة شرم الشيخ المصرية، وليس على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر الجاري كما توقع هؤلاء قياساً على ما حدث مع سلف الأخير، بنيامين نتنياهو. وذلك بعد حوالي شهر من دعوة وجهها رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، لبينيت عقب تشكيله الحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي أتت في سياقات داخلية إسرائيلية متعسرة سياسياً وأمنياً، وسياقات إقليمية متعددة قيد التشكل.

وبخلاف التصريحات الإيجابية من الجانبين المصري والإسرائيلي عقب الزيارة التي تضمنت اجتماع قد شمل عدد من المسؤولين الأمنيين والدبلوماسيين، فإن الحيثية الأهم لها حسب محللين إسرائيليين هي تراتبية جولات بينيت الخارجية، فأتت مصر كمحطة ثانية له بعد واشنطن قبل نحو 3 أسابيع، وهو ما اعتبره هؤلاء المحللين دلالة على استكمال رئيس الوزراء الجديد وتحالفه الحاكم للعمل وفق أولويات إقليمية معاكسة تماماً لنهج سلفه نتنياهو، من حيث إعادة الاعتبار لتوطيد العلاقات مع كل من القاهرة وتل أبيب لدواعي الكفاءة والفاعلية فيما يتعلق بملفات أمنية واقتصادية حساسة ليست محصورة على قطاع غزة.

ويدل هذا على محاولات إثبات الائتلاف الحاكم الجديد في إسرائيل على تسيير ملفات إقليمية بعد أكثر من 10 سنوات من حكومات نتنياهو المتتالية، وهو ما يمثل تحديًا لكل من بينيت وشريكه وزير الخارجية، يائير لابيد، في اعتماد المقاربات التي اجترحتها التيارات والتحالفات الممثلين لها كشعارات في جولات الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وتضفيرها مع أولويات أمنية واستراتيجية للمؤسسات العسكرية والأمنية في إسرائيل، وتكريسها على المستوى الخارجي في ظل متغيرات كبرى ليس أقلها الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتداعياته على المنطقة، بما يجنب تل أبيب ما أسماه بينيت في وقت سابق بـ”المقامرات الانتخابية لنتنياهو”، والتي كان آخرها جولة التصعيد الأمني والعسكري في القدس وغزة مايو الماضي، وما تبعها من دور محوري للقاهرة على مستويات أمنية واقتصادية متعلقة بمستقبل القطاع والعودة للمفاوضات عبر صفقة تبادل قيد التبلور.

وكمحصلة للصورة العامة، تشكل هذه الزيارة اللافتة بكافة سياقاتها ودلالاتها محطة هامة في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب على مستوى متغيرات العشر سنوات الماضي في كل من الدولتين، وما تمثله اتفاقية السلام بينهم كمحدد هام لمستقبل السياسات الإقليمية، وكذلك فيما يمكن اعتباره اختباراً لمدى جدية بينيت في اختلافه عن نهج سلفه نتنياهو من حيث مأسسة السياسات على مدى طويل، وليس تغييرها حسب دواع انتخابية.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا