قيس سعيد يجهز صواريخه القانونية.. هل اقتربت لحظة محاسبة إخوان تونس؟

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

أثار خطاب الرئيس التونسي قيس سعيد في ولاية سيدي بوزيد مساء أمس الإثنين، تفاعلا كبيرا سواء من أوساط المؤيدين او الأقلية الرافضة لإجراءاته الاستثنائية التي اتخذها يوم 25 يوليو الماضي.

وأعلن قيس سعيد أنه سيكلف رئيس حكومة جديدًا لمواجهة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لكنه أصر في المقابل على الاستمرار في التدابير الاستثنائية.

ووجه سعيد كلامه لعدد من الحضور “هذه التدابير الاستثنائية ستتواصل وقد تمّ وضع أحكام انتقالية وسيتمّ تكليف رئيس حكومة ضمن أحكام انتقالية تستجيب لإرادتكم”.

لكن الكلمة الأبرز للرئيس هو قوله في حملة انتقاده للتيار الإسلامي دون أن يسميه بأن الصواريخ القانونية في منصاتها وجاهزة للإطلاق في إشارة إلى أن المحاسبة قد اقتربت بما فيها المحاسبة الجزائية.

وتطرق الرئيس التونسي إلى ما وصفها بالمسرحية الفاشلة في إشارة إلى المسيرات التي نظمها الإسلاميون وحلفاؤهم السبت الماضي قائلا “إن مخرجها معروف وفاشل”.

ومن بين الملفات التي تناولها الرئيس هي الدعوات لتغيير القانون الانتخابي وهو قانون يراه الكثيرون بأنه غير عادل وفتح المجال أمام الإخوان للهيمنة على صناديق الاقتراع وضرب نزاهة العملية الانتخابية طيلة العشرية الماضية ما مكن الإسلاميين من الوصول إلى السلطة بطرق غير نزيهة وعمل المال السياسي الفاسد.

سقطت ورقة التوت عن الإخوان

وظهر الرئيس التونسي في خطابه الجماهيري صارما ومصمما على المضي في خطته لكبح جماح الحركات الإسلامية وإنقاذ البلاد التي مرت بظروف سيئة وأزمات متتالية طيلة حكم التيار الإسلامي.

ووجه الرئيس تحذيرات لمن وصفهم بالخونة مجددا الحديث عن محاولات استهدافه بالتعاون مع جهات خارجية بل وتصفيته جسديا مؤكدا أنه يمكن الدلائل والبراهين على ما يقوله.

وردد الرئيس التونسي عبارة “سقطت ورقة التوت عن الخونة” أكثر من مرة في إشارة إلى حركة النهضة مؤكدا أن دعوات الحوار ليست مناورات سياسية وقد اتضح له ذلك في أكثر من مناسبة.

ويرى مراقبون أن قيس سعيد يجهز ملفات قوية لا تقبل الشك لإدانة قيادات إسلامية تورطت في الإرهاب والفساد خاصة وأن الرئيس التونسي ردد أكثر من مرة عبارة ” نملك الكثير من الدلائل والبراهين بشأن خياناتهم وسنطرحها في الوقت المناسب”.

ومن الممكن أن يستخدم الرئيس تقرير محكمة المحاسبات حول تورط النهضة وقلب تونس وأحزاب أخرى في انتهاك القانون الانتخابي والحصول على تمويلات أجنبية.

وبالتالي فإن قيس سعيد يؤكد مرة أخرى في مواجهة تشكيك الإسلاميين المتواصل أنه يملك ما يثبت صحة خياره يوم 25 يوليو الماضي لكنه ينتظر اللحظة المناسبة لفضح تجاوزات التيار الإسلامي.

قيس سعيد يعتمد على مساندة شعبية

ويرى مطلعون على الشأن التونسي أن الرئيس قيس سعيد يعتمد بشكل كلي على الدعم الشعبي للمضي في خياراته بغض النظر على مواقف القوى السياسية الداعمة أو الرافضة لمواقفه.

وقال الرئيس سعيد للجماهير الحاضرة ” لن أقوم بخطوة واحدة إذا لم تكن في صالحكم وأعتبر أن دعمكم وتأييدكم هو من يجعلني أتحرك بحماس”.

وكانت النائبة عن حركة الشعب ليلى حداد أكدت أن قيس سعيد لا يهتم إلا بمصلحة شعبيه قبل مصلحة القوى السياسية وأنه ليس من النوع الذي يعقد الصفقات في الغرف المظلمة مثلما فعلت بعض الأطراف السياسية في إشارة إلى النهضة.

ويرفض الرئيس التونسي التهم الموجهة له بالغموض والارتباك قائلا ” إن من يتهمه هو من يعيش الارتباك لكني واضح ومتيقن من تصرفاتي”.

ويرى مراقبون هذا اليقين الكبير لدى قيس سعيد هو نتيجة ما تصله من تقارير حول حجم التأييد الشعبي له وهو أمر أيدته كذلك استطلاعات الرأي الأخيرة والتي تؤكد أن غالبية التونسيين تؤيد الرئيس بشكل مطلق.

ربما يعجبك أيضا