قادها فلول البشير.. محاولة انقلاب فاشلة بالسودان والمتهمون في قبضة الدولة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

نشروا مدرعات واستولوا على جسر ثم قطعوا البث الرسمي.. محاولة انقلابية فاشلة شهدها السودان والسلطة تعلن إمساكها زمام الأمور، ملخص أحداث متسارعة وغير مفهومة الثلاثاء في البلد الذي لديه سجلّ هائل داخل أفريقيا في الانقلابات، حيث شهدت البلاد منذ استقلالها عام 1956 نحو 10 انقلابات، نجح منها 4 انقلابات خلال أعوام 1958 – 1969 – 1989 – 2019، فيما فشلت 7 محاولات في أعوام 1957 – 1971 – 1975 – 1976 – 1990 – 1992 – 2004.

التطورات المتلاحقة تزامنت مع أزمة شرقي السودان وتداعيات إغلاق الطرق التي تربط ميناء بورتسودان بمدن السودان، وكذلك إغلاق موانئ شرق السودان لليوم الرابع على التوالي ما أدى لتوقف حركة الصادرات والواردات، وهو ما وصفته رشا عوض المتحدثة باسم مبادرة رئيس الوزراء السوداني بـ«الفلول والثورة المضادة تقف وراء أزمة إغلاق شرق السودان وقطع الطريق القومي. وأضافت عوض أنه يجب النظر لهذه القضية في سياق الأمن القومي» مؤكدة أن هناك معلومات عن تواطؤ أمني وعسكري حيال ما يحدث على حد تعبيرها.

تفاصيل المحاولة الانقلابية

السودان 3

المحاولة الانقلابية بدأت بمحاولة حصار مقر القيادة العامة والسيطرة على إذاعة أم درمان مرورا بحصار سلاح المدرعات حتى إجهاض الجيش للحركة واعتقال منفذيها.

بيان الجيش السوداني ذكر أن 21 ضابطا وعددا من الجنود اعتُقلوا فيما يتصل بمحاولة انقلاب جرت صباح الثلاثاء وأن البحث جار للقبض على بقية الضالعين فيها. فيما قال العميد الطاهر أبو هاجه المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش في البيان إن القوات المسلحة استعادت السيطرة على جميع المواقع التي استولى عليها مدبرو الانقلاب.

وأكدت الحكومة السودانية إحباط محاولة انقلاب نفذتها مجموعة من الضباط من “فلول النظام البائد”، في إشارة إلى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، مشيرة إلى توقيف منفذيها والسيطرة على الوضع.

وقال وزير الإعلام والثقافة حمزة بلول المتحدث باسم الحكومة السودانية في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون السوداني “تمت السيطرة فجر اليوم… على محاولة انقلابية فاشلة قامت بها مجموعة من الضباط في القوات المسلحة من فلول النظام البائد”، مضيفا نطمئن أن “الأوضاع تحت السيطرة التامة”، و”تم القبض على قادة محاولة الانقلاب”.

تحضيرات سبقت الانقلاب

محمد حمدان دقلو -المعروف بحميدتي والذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع- قال -في تصريحات أدلى بها الثلاثاء من مركز عسكري في شمال العاصمة- “لن نسمح بحدوث انقلاب”، مضيفا، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية “سونا”، “نريد تحولاً ديموقراطياً حقيقياً عبر انتخابات حرة ونزيهة”.

وقال حمدوك: إن المحاولة الانقلابية “كشفت ضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية والأمنية”. وأوضح أن “تحضيرات واسعة” سبقت الانقلاب، وتمثلت “في الانفلات الأمني بإغلاق مناطق إنتاج النفط وإغلاق الطرق التي تربط الميناء ببقية البلاد”.

وشدّد على ضرورة “محاسبة الضالعين في الانقلاب من مدنيين وعسكريين وفقا للقانون”، وقال “سنتخذ إجراءات فورية لتحصين الانتقال ومواصلة تفكيك” نظام البشير الذي “لا يزال يشكل خطرا على الانتقال”، وعدّد بين هذه الإجراءات “تعزيز ولاية الحكومة على كل الموارد وتوجيهها لتحسين الأوضاع المعيشية”، واستكمال إنشاء المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية.

حمدوك سبق وتحدث في حزيران/ يونيو الماضي إلى وجود حالة من “التشظي” داخل المؤسسة العسكرية، وقال في بيان حينذاك “جميع التحديات التي نواجهها، في رأيي، مظهر من مظاهر أزمة أعمق هي في الأساس وبامتياز أزمة سياسية”، وأضاف “التشظي العسكري وداخل المؤسسة العسكرية أمر مقلق جدا”.

إدانات دولية

دوليا، أعربت دول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج)، عن دعمها القوي لعملية الانتقال الديمقراطي في السودان بقيادة المدنيين، ورفضها لأي محاولات لعرقلة أو تعطيل جهود الشعب السوداني لإنشاء مستقبل ديمقراطي وسلمي ومزدهر.

فيما جددت وزارة الخارجية القطرية، في بيان لها دعم دولة قطر الكامل للسودان وشعبه الشقيق من أجل الحفاظ على سيادته ووحدته وأمنه واستقراره.

ودان حزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب السودانية، المحاولة الانقلابية. كما أبدت لجان مقاومة الأحياء السكنية التي كانت تنظم الاحتجاجات ضد البشير، استعدادها للخروج إلى الشارع ومقاومة أي انقلاب عسكري .

وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية سامنثا باور خلال زيارة إلى الخرطوم في آب/ أغسطس، “الولايات المتحدة تؤكد أن السودان يجب أن يكون لديه جيش واحد وتحت قيادة واحدة”، وأضافت “سندعم جهود المدنيين لإصلاح المنظومة الأمنية ودمج قوات الدعم السريع والمجموعات المسلحة للمعارضين السابقين”.

وتتألف السلطة الحالية من مجلس السيادة برئاسة عبد الفتاح البرهان، وحكومة برئاسة حمدوك، ومهمتها الإعداد لانتخابات عامة تنتهي بتسليم الحكم إلى مدنيين.

ربما يعجبك أيضا