إخوان ليبيا يحاولون عرقلة المسار الديمقراطي.. أهم الأسباب

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

حالة من الخوف تسيطر على إخوان ليبيا، كلما اقترب موعد الانتخابات بعد السقوط المروع لأشقائهم وظهر ذلك في سقوط الإخوان في مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، وانحسار نفوذ حركة النهضة في تونس وسط حالة من الاستياء والرفض الشعبي لممارساتها، فضلًا عن الخسارة المدوية التي تعرض لها حزب العدالة والتنمية في المغرب بعدما حصد 13 مقعدًا في الانتخابات التشريعية الأسبوع الماضي مقارنة بـ125 مقعدًا في انتخابات عام 2016، الأمر الذي يدفعهم بوضع العراقيل لمنع استكمال خريطة الطريق وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نهاية العام الجاري، وإطالة أمد الصراع الليبي، والأدوات التي تقوم بتوظيفها لتحقيق هذا الغرض.

محاولات خبيثة

المتابع لسلوك أنصار جماعة الإخوان في ليبيا يكتشف أنهم يضعون العراقيل والأزمات لمنع استقرار ليبيا لانحسار شعبيتهم فقد أكتشف الشعب الليبي حقيقتهم وخيانتهم خصوصًا بعدما فتحوا البلاد على مصراعيه أمام الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة فضلًا عن عقدهم اتفاقيات مع دول أجنبية ولعل أبرزها اتفاقية ترسيم الحدود مع تركيا مطلع عام 2019 والذي سمح لتركيا بإنشاء قاعدة عسكرية والتحكم في مقدرات وثروات الشعب الليبي، الأمر الذي خصم من رصيدها على الصعيدين السياسي والشعبي، وتسبب في انحسار قواعدها وتآكل شرعيتها، نظرًا لغياب ثقة المواطن الليبي في تلك الجماعات، وذلك خسر بوضوح شديد في خسارتهم انتخابات المحليات مطلع العام الجاري 2021 في عدد كبير من المدن الليبية، مما يعني خروجهم من أي ترتيبات مستقبلية في ليبيا.

وفي سبيل ذلك، يحاول إخوان ليبيا استهداف المسار الدستوري عبر إثارة الجدل حول القاعدة الدستورية المنظمة للانتخابات، بهدف كسب الوقت وعرقلة خارطة الطريق إذ يحاولون فرض اقتراحهم بضرورة عقد استفتاء على الدستور قبل إجراء الانتخابات، مما يعطل العملية السياسية بناء مؤسسات الدولة لشهور قادمة قد تتغير فيها المعطيات وظهر ذلك أيضًا في رفض حزب العدالة والبناء الذي تغير إلى الحزب الديمقراطي، الذراع السياسي لإخوان ليبيا قانون انتخاب الرئيس الذي أقره مجلس النواب في 9 سبتمبر 2021.

حملات مسعورة

يشار أنه تم تغير اسم حزب الإخوان في ليبيا ضمن محاولات غسيل السمعة أملًا أن ينسى الشعب الليبي جرائمهم وتاريخهم التآمري ضد أمن واستقرار ليبيا، كما أطلق حزب العدالة والبناء الإخواني -الحزب الديمقراطي- عبر لجانه الإلكترونية حملة للنيل من المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، والتشكيك في نزاهة واستقلالية عماد السايح رئيس المفوضية، وذلك ضمن أدوات الجماعة المستمرة لتشوية العملية الانتخابية، كضربة استباقية لهم حال فشلهم المتوقع في الانتخابات المقبلة بالتشكيك في نزاهة وشرعية المؤسسات المنظمة للانتخابات.

أيضًا يحاول أنصار جماعة الإخوان في ليبيا نشر الفوضى وأعمال العنف والتخريب أملا منهم في عرقلة المسار السياسي، وأكبر دليل على ذلك تصاعد أعمال العنف في الفترة الأخيرة، بعد أن كانت هدأت وتراجعت عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في ليبيا في أكتوبر 2020، مما يعكس رغبتهم في إرباك المشهد ونشر الفوضى للحيلولة دون إجراء الانتخابات في موعدها.

تفكك وقلق

ويقول الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الدولي، محمود البتاكوشي في تصريحات خاصة: الهدف من كل هذه المحاولات هي تأجيل تنفيذ خارطة الطريق حتى تتمكن الجماعة من لملمة شتاتها واستجماع قوتها وخاصة بعد حالة التشرذم والتفكك التي ضربتهم مؤخرًا، لا سيما ما حدث في قيام أعضاء الإخوان في مدينة الزاوية بحل فرع التنظيم وتقديم استقالة جماعية في أغسطس 2020، وحدث نفس الأمر في مدينة مصراتة، مما شكل ضربة موجعة للإخوان هناك؛ نظرًا لأهمية المدينين للجماعة هناك.

المقلق في الأمر أنه حال فشل الإخوان في الخروج بنتائج إيجابية بالانتخابات قد يحيلون “بلد المختار” إلى كتلة لهب عبر أعمال العنف ونشر الفوضى وتجاربهم السابقة خير دليل على ذلك تمامًا كما حدث عام 2014 إذ لجأت إلى نشر الفوضى وتأجيج الصراع وفرض حالة من الانقسام والتشرذم بين الشرق والغرب الليبي.

ربما يعجبك أيضا